دبي: 170 ألف سجادة تتجاوز قيمتها المليار درهم في واحة السجاد والفنون

50 شركة تعرض قطعا من السجاد اليدوي الفاخر من إيران وأفغانستان والهند

واحة السجاد والفنون
TT

تقام «واحة السجاد والفنون» هذا العام على مساحة 7 آلاف متر مربع في قاعة زعبيل 3 بمركز دبي التجاري العالمي بدبي، وتعرض فيها نحو 170 ألف سجادة يدوية الصنع، وذلك بمشاركة نحو 50 شركة تعرض قطعا من السجاد اليدوي الفاخر الذي تم حياكته في أشهر مناطق صناعة السجاد اليدوي في العالم مثل إيران، وأفغانستان، وتركمانستان، والهند.

وقال سلطان بن سليم رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة التي تنظمها جمارك في مركز دبي التجاري العالمي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن فخورون بتنظيم جمارك دبي لهذا المعرض منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان دبي للتسوق عام 1996، حيث تسهم في تعزيز الحركة التجارية والاقتصادية في مجال السجاد في هذا الوقت من العام، نظرا لاستقطابها قطع السجاد النفيسة والنادرة التي تم جلبها من أشهر مناطق صناعة السجاد اليدوي حول العالم، وتستقطب كل المهتمين بهذا النوع من الأعمال اليدوية الرائعة، وسيعزز انتقالها هذا العام إلى مركز دبي التجاري العالمي، مكانتها كأكبر وجهة للسجاد المصنوع يدويا في العالم من حيث عدد السجاد المعروض والذي يصل في الدورة الجديدة إلى نحو 170 ألف سجادة. وينتظر زوار المهرجان هذا الحدث منذ إقامته لما يتضمنه من نوعية راقية وموثوق بها من السجاد اليدوي».

وتلعب واحة السجاد والفنون دورا مهما في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في هذا التوقيت من العام وتسهم في جذب استثمارات خارجية لكبار مصنعي السجاد اليدوي حول العالم حيث تجاوزت مبيعات الواحة منذ بدء تنظيمها في عام 1996 وحتى دورة العام الماضي 1.5 مليار درهم، وعرضت فيها نحو مليوني سجادة، وزارها على مدى السبعة عشر عاما أكثر من مليون شخص.

تعتبر الإمارات بمثابة مركز لإعادة تصدير السجاد اليدوي من مراكز الإنتاج في إيران وأفغانستان وكشمير إلى مراكز الاستهلاك في دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وتحتل المرتبة الثالثة عالميا في استيراد السجاد اليدوي بعد الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا. وتأتي قطر واليابان ولبنان والسعودية وكندا وسويسرا والنمسا وبريطانيا والكويت والسويد وفرنسا وأستراليا والدنمرك، في المراتب التالية على التوالي.

وقد تم تصميم ديكورات المعرض على نمط أسواق السجاد القديمة بالأندلس، وتم تزيين المدخل الأمامي بسجادة إيرانية عتيقة تعود إلى 40 عاما، استخدم في إنجاز مساحتها الممتدة على 1300 قدم مربع 160 مليون عقدة، ليقدر إجمالي قيمتها بـ3 ملايين دولار، لتكون بذلك الأغلى في المعرض.

وتتكون صناعة السجاد اليدوي في الواحة من مواد متنوعة: القطن أو الحرير أو الصوف أو مزيج من الصوف والحرير معا، وتحمل تصاميم متنوعة، ومنها المشاهد الطبيعية الأكثر شيوعا في السجاد، والتي تشتهر بتنفيذها نساء مدينة «ناين» العريقة بهذه الصناعة، حيث تعد الطبيعة المصدر الأساسي في الاستيحاء الفني والتخييل في تجسيد وجه السجاد، كما تأخذ المباني القديمة والطرز المعمارية التراثية مصدرا آخر في تشكيل لوحة السجاد.

وقد زاوجت الواحة في دورتها الحالية ما بين فن صناعة السجاد والخط العربي، الأمر الذي تمثل في معرض جماعي أقيم في وسط المركز، ضم أعمال مجموعة من الخطاطين العرب وذلك عن طريق مؤسسة «أرابيسك للفنون» الوليدة للمعماري والخطاط اللبناني باسم زبيب، وذلك من أجل إحياء مكانة الخط العربي، ونشرها من خلال صناعة السجاد والعمارة الإسلامية. لذلك فالسجاد المعروض هنا يجسّد بحث ثقافات الشعوب، وما يتخللها من حكايات وأساطير وروايات، وما ورثته من براعة ومهارة في هذه الصناعة اليدوية التي تتوارثها الأجيال منذ قرون.

ولعل من أبرز تجار السجاد اليدوي وعشاقه، جافيه بهنجاد الذي يؤرخ لتاريخ السجاد في مناطق شمال إيران، حيث يعد الأفضل من بين السجاد في الدول المجاورة. وسجاده زاخر باللوحات الفنية التي حاكتها أنامل النسوة والرجال الذين تشربوا هذه الصنعة من آبائهم وأجدادهم، ليعرضوا لنا أعمالا فنية منسوجة بمهارة ودقة عاليتين.