تشارك الفنانة السعودية بدور السديري، إلى جانب 130 فنانا من أنحاء العالم، في بينالي لندن للفنون الذي يقدم الفن المعاصر عبر لوحات لافتة لعمالقة ما يعرف باسم الفنون الحقيقية. ويفتح البينالي أبوابه في الثالث والعشرين من الشهر الحالي لمدة ثلاثة أيام فقط. وقد انضمت الفنانة التشكيلية بدور إلى هذا الحدث بعدما اختارتها لجنة التحكيم الدولية الخاصة بالبينالي. وقد اختارت اللجنة لوحة تراثية لها عن مسقط رأسها محافظة «الغاط» الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمال غربي العاصمة السعودية الرياض. وتجدر الإشارة إلى أن بينالي لندن يشارك فيه مجموعة متنوعة من الفنانين الذين سبق أن عرضت أعمالهم في بعض المتاحف الأكثر أهمية في العالم، بالإضافة إلى بعض الفنانين الجدد الذين تم اختيارهم لتميزهم. والمعروف أن المعرض يختص بفنون النحت والرسم.
ويمثل العمل الذي اختارته اللجنة لوحة حديثة معاصرة، سبق عرضها في المعرض الشخصي الأول الذي أقيم بمحافظة الغاط، ويبرز ثقافة السعودية وما تكتنزه من ثروة ثقافية ومخزون تراثي وحضاري.
وأوضحت الفنانة بدور السديري لـ«الشرق الأوسط» أن ما يشغلها في الفن يتمثل في «تقديم فكر وثقافة البلاد عبر الفن التشكيلي». وقالت إن «الحضارات عرفت بفنونها. ومن هذا المنطلق، تولد لدى الفنانة قناعات بأن كل عمل فني حقيقي هو جاذب، ولذا تجد نفسها منجذبة إلى كل لوحة ذات معنى وهدف سام».
وتجدر الإشارة إلى أن لندن - والأضواء الغربية - لن تكون غريبة على أعمال التشكيلية السعودية، إذ سبق أن شاركت بلوحتين بمتحف اللوفر خلال معرض روائع الآثار السعودي. وتتحدث السديري عن تجربتها مع الفن بالقول: «بدأت أخوض تجربة الرسم في سن مبكرة، وبالتحديد في المرحلة الابتدائية حيث وجدت لدي ميلا لرسم القصص، ثم تطورت هذه الهواية من خلال التجريب لأنماط مختلفة وأنواع من المدارس الفنية. وقد شجعني والداي، فهما من زرع عندي حب التأمل في جمال البيئة من حولنا واستشعار قدرة الله - عز وجل - دوما. وتوجت ذلك بتوجهي للدارسة والتخصص في الفنون، وبعد التخرج دعمت الدراسة بتخصص الغرافيك ديزاين».
وشكل وجود الفنانة في محافظة «الغاط» وما تحويه من مظاهر طبيعية متباينة، من جبال ورمال وأودية وسهول ومزارع النخيل المتناثرة على ضفتي وادي الغاط، إضافة إلى ما تكتنزه المحافظة من آثار تعود إلى آلاف السنين كأقدم مستوطنة وسط الجزيرة، مصدر إلهام لأفكار لوحاتها التشكيلية.
وقد شاركت بدور السديري في كثير من المعارض، من بينها المعرض الثالث «عين رأت - الفيصلية 2011»، ومعرض «الآثار بعيون الفن – الرياض 2010»، و«المعرض الأول لأعضاء جسفت الرياض 2010»، و«معرض الراجحي الأول للفنون التشكيلية - الرياض 2010»، والمعرض المرافق للجناح السعودي بملتقى السفر العربي الدولي بدبي 2010، ومعرض التراث العمراني للنادي الأدبي بالرياض (الرياض بعيون الأدباء والمثقفين) 2010 بالرياض، والمشاركة في المعرض الخيري الثاني (عين رأت) بالفيصلية 2010، والمعرض التشكيلي المرافق لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2010، ومعرض كلية الاقتصاد والتربية الفنية الرياض 1425هـ، والمعرض الجماعي الخيري الأول (أطياف الود) لصالح جمعية إنسان بالرياض 2005، ومعرض (رؤى وطنية) المهرجان الوطني للتراث والثقافة 21 اللجنة الثقافية النسائية، ومعرض الفنون التشكيلية الجنادرية 21، ومعرض مهرجان الرياض 22 التابع لمهرجان صيف الرياض، ومعرض ملتقى الغاط الثقافي الفني السياحي الأول بمحافظة الغاط 2008.