تساقط الثلوج يلغي خمس الرحلات بمطار هيثرو.. ويحوله إلى «مخيم لاجئين»

توقعات باستمرار موجة الصقيع.. وسط عرقلة لحركة الملاحة في أوروبا

تساقط الثلوج أمام مبنى دار الصحافة العربية في لندن (تصوير: عادل عبد الرحمن)
TT

عانى مطار هيثرو في لندن أمس لليوم الثالث على التوالي من تأخير في الرحلات، كما تقطعت السبل بآلاف الركاب. وقرر مسؤولو المطار إلغاء نحو 20 في المائة من الرحلات بعد أن غطت الثلوج العاصمة البريطانية. ووصفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية المطار بأنه مثل «مخيم لاجئين».

وأعلنت شركة «هيثرو» المحدودة المملوكة لشركة «فيروفيال» الإسبانية عن تقليص الرحلات بما يوازي إلغاء 250 رحلة، قائلة إن ذلك سيساعدها على التعامل مع تساقط الثلوج المنتظر دون الاضطرار إلى إلغاء مزيد من الرحلات.

وقال متحدث باسم هيثرو، حسب «رويترز»: «هناك احتمال كبير لسقوط ما يتراوح بين سنتيمترين وستة سنتيمترات من الثلوج، وانخفاض الرؤية في فترات على مدار اليوم.. هذا سيخفض قدرة المطار، وإذا لم يحدث تحرك ما فسيتسبب هذا في تعطيل كبير للركاب والرحلات».

وقال مطارا ستانستيد وجاتويك الأصغر في لندن صباح أمس الأحد، إنهما يعملان كالمعتاد، لكن تأخر الرحلات وإلغاء بعضها محتمل.

وتوقعت هيئة الأرصاد البريطانية استمرار سقوط الثلوج طوال يوم أمس واليوم الاثنين. وقالت إنه من المتوقع أن تصل الثلوج في جنوب شرقي بريطانيا إلى ثمانية سنتيمترات.

كما تسببت موجة الصقيع هذه في عرقلة حركة الملاحة الجوية في فرنسا، حيث تم إلغاء 40 في المائة من الرحلات في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي بناء على طلب الإدارة العامة للطيران المدني.

وفي فرنسا، تساقطت الثلوج على النصف الشمالي وفي الجنوب الغربي، وقتل خمسة أشخاص مساء الجمعة وأصيب أحد عشر شخصا في لوزير، في الجنوب، في حادثين ناجمين عن الأمطار المتجمدة. ووقع أخطر الحوادث في منطقة بويسون شمال لوزير في فرنسا بين شاحنتين وسيارتين، وأسفر عن مقتل ثلاثة من الجنود الذين كانوا متجهين للالتحاق بوحدة سترسل إلى مالي. ولقي زوجان إسبانيان أيضا مصرعهما في حادث بين شاحنة وعشر سيارات في المنطقة نفسها.

من جهة أخرى، وقرب تور (وسط غرب)، قتل سائق على طريق سريع بعدما اصطدم بسيارة إسعاف. وفي الألب، انقلبت حافلة كانت تقل روسا صباح السبت على طريق سريع، مما أدى إلى إصابة عشرين شخصا. وفي اليوم نفسه في اسكوتلندا، لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب خمسون بجروح خطرة لدى حصول انهيار. وهم كانوا في عداد مجموعة من ستة متزلجين يتسلقون قمة يبلغ ارتفاعها 1150 مترا في هايلاندس.

وفي إسبانيا، في مرفأ قرطاجة (جنوب)، قتل شخصان لدى انهيار جدار عليهما، بسبب شدة الرياح. وأصدرت وزارة الداخلية الإسبانية تحذيرا من خطورة الثلوج والأمطار الغزيرة في البلاد ومن الرياح التي تصل سرعتها إلى 100 كم في الساعة.

وفي البرتغال، أسفرت الأمطار والرياح العنيفة عن مقتل شخص وإصابة اثنين. وقد أوقعت الريح مسنا في الخامسة والثمانين من عمره على عتبة بيته في ابرانتس (وسط)، وما لبث أن فارق الحياة بسبب رضوض في الجمجمة. وأصيبت فتاة في الثالثة عشرة وشاب في الثامنة عشرة لدى انهيار مدفأة في اغوالفا بالضاحية الغربية للشبونة.

وبين انزلاقات التربة والفيضانات واقتلاع الأشجار وتهدم منازل صغيرة، تحدثت السلطة الوطنية للحماية المدنية عن وقوع 3900 حادث بين الساعة 8.00 الجمعة والساعة 12.30 السبت.

وفي بريطانيا، ألغيت مئات الرحلات في مطار هيثرو الأول في العالم على صعيد الملاحة الدولية، بسبب تساقط الثلوج منذ الجمعة. وألغيت نحو 400 رحلة، وبثت التلفزيونات صورا للمسافرين النائمين في أحد أجنحة المطار، حيث اضطروا إلى تمضية ليلتهم.

وفي فرنسا، ذكرت شركة «إير فرانس» أنها ستقوم بجميع رحلاتها الطويلة، لكنها ستؤمن 60 في المائة فقط من رحلاتها القصيرة والمتوسطة التي تنطلق من مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي، مشيرة إلى أنه «ليس من المستبعد مع ذلك حصول تأخير وإلغاء في اللحظة الأخيرة».

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت متحدثة باسم المطارات الباريسية «لقد اضطربت حركة الملاحة الجوية كما كان متوقعا. ونفذ طلب الإدارة العامة للطيران المدني بإلغاء 40 في المائة من الرحلات». وطلبت من المسافرين ألا يتوجهوا إلى المطار قبل أن يتأكدوا من الشركة الجوية أن رحلتهم لم تلغ. وأضافت المتحدثة «في الوقت الراهن ليس هناك تأخير أو إلغاء لرحلات إضافية، لكن تساقط الثلوج سيزداد بالتأكيد خلال فترة قبل الظهر». وقالت إنه «من الممكن حصول اضطرابات جديدة في حركة الملاحة الجوية».

وفي البرتغال، ألغيت ست رحلات من لشبونة إلى شمال أوروبا، وتوجهت 23 رحلة كانت آتية إلى العاصمة البرتغالية صباح السبت إلى فارو (جنوب) وبورتو (شمال)، أو إلى إسبانيا المجاورة، بسبب الرياح التي بلغت سرعتها 130 كم في الساعة.

من جهة أخرى، قلصت الشركة الوطنية للسكك الحديدية سرعة القطارات السريعة بسبب الأحوال الجوية، وتتوقع بالتالي تأخيرا من 25 إلى 40 دقيقة في كل الاتجاهات. وهذه القطارات ستسير بسرعة 220 كم في الساعة وإلى 170 كم في الساعة في بعض الأقسام بدلا من السرعة العادية المحددة بـ300 إلى 320 كم في الساعة، وذلك بسبب هذا النوع من الظروف المناخية.

وفي ايل دوفرانس، أغلق متنزه قصر فرساي أمام الجمهور بسبب التساقط الكثيف للثلوج، بالإضافة إلى حدائق باريسية أخرى.