رحيل المهندسة الفرنسية مصممة أثاث طائرة «كونكورد»

أندريه بوتمان تجرأت ووضعت مكتبا حديثا في القصر التاريخي لوزارة الثقافة

المهندسة ظلت تعمل حتى سن الخامسة والثمانين
TT

أعلنت أسرة أندريه بوتمان (87 عاما) أن مهندسة الديكور الفرنسية ذات الشخصية الفريدة قد توفيت، أول من أمس، في شقتها الباريسية. ويأتي رحيل بوتمان، المرأة التي صممت أثاث طائرات «كونكورد» الشهيرة، بعد عام من تكريمها الرسمي وتخصيص بلدية باريس معرضا استعاديا لأبرز أعمالها.

وظهرت بوتمان كمهندسة في وقت كانت المهنة فيه محتكرة للرجال. وقد ذاع اسمها في نيويورك قبل باريس، مسقط رأسها، وذلك بعد أن تولت تجديد ديكورات فندق «مورغانز» في ماديسون أفينيو وطبعته بأسلوبها الرزين والأنيق. وقد طلب إليها جاك لانغ، وزير الثقافة الاشتراكي أواسط ثمانينات القرن الماضي، تأثيث مكتبه الرسمي بأسلوب معاصر لا يشبه الأثاث الكلاسيكي والمذهب الذي تتميز به قصور الدولة في فرنسا. وكانت تلك فاتحة لطلبات رسمية كثيرة.

حمل المعرض الذي خصصته البلدية لها، أواخر 2011، اسم «كل شيء عن أمي»، ذلك أن المساهمة الرئيسية فيه كانت أوليفيا، ابنة أندريه بوتمان، التي وضعت ذكرياتها في خدمة الذاكرة المتدهورة لوالدتها بسبب الشيخوخة. وكشفت الابنة، في تقديمها للمعرض، الكثير من خفايا الشخصية الفريدة للأم التي كانت المحرك للكثير من التجارب الفنية والأدبية وملهمة لمبدعي زمانها، وقالت إنها لا تأخذ على والدتها انشغالها بعملها وأسفارها على حساب بيتها وولديها لأن القيم الإنسانية التي نقلتها لهما كانت أهم من أن تقف في المطبخ لكي تعد الطعام.

من أعمال بوتمان الشهيرة الحمامات ذات الأرضيات التي يتداخل فيها القيشاني الأسود والأبيض مثل رقع شطرنج فسيحة، وكذلك المغطس المرفوع فوق أربع كرات كبيرة من الحجر. ومن تصاميمها ذلك البيانو الأسود ذو الجناح المقصوف والموجود في صالة «بلييل» للموسيقى، في باريس. وعلى الرغم من تقدمها في السن، ظلت بوتمان تعمل وتشرف على مكتبها إلى سنتين ماضيتين.