«نهر يغير مجراه» فيلم كومبودي يتناول مصائر 3 عائلات إحداها مسلمة

مهرجان صندانس: منافسات على سينما مستقلة رابحة

الطفل المسلم الكمبودي في مشهد من «نهر يغير مجراه» للمخرج كلياني مام
TT

على أثر منافسة حامية بين الشركات فازت «فوكس سيرشلايت» بشراء الكوميديا الجديدة التي يقوم ببطولتها ستيف كارل تحت عنوان «قبل فترة بعيدة جدا» فدفعت في هذا الفيلم المستقل أقل من عشرة ملايين دولار بقليل. هذه الصفقة ليست الوحيدة بالطبع ومن المبهج أن ترى فن السينما يمتزج بصناعتها كما الحال في صندانس، وعلى نحو طبيعي جدا. و«قبل فترة بعيدة جدا» ليس وحده الذي تخاطفه الموزعون وتنافسوا عليه، وإلا لكانت الدورة من أفشل دورات هذا المهرجان، هناك أيضا «إدمان دون جون» الذي ابتاعته «ريلاتفلي ميديا» بعد منافسة حامية مع شركات أخرى رفعت سعر الفيلم باطراد حتى بلغ 25 مليون دولار. نجاح جيد لمخرجه وممثله جوزيف غوردن - ليفيت.

لكن ما يعرضه المهرجان من أفلام غير أميركية يبدو، كما في الكثير من الدورات، أهم مما تعرضه مسابقة الفيلم الروائي الأميركي. خذ مثلا «الدائرة» الذي هو إنتاج صربي (مع تمويل فرنسي – كرواتي - سلوفاني) لسردان غولوبوفيتش الذي يتناول أحداثا تبدأ من أيام الحرب الأهلية في يوغوسلافيا السابقة إلى اليوم: بطل الفيلم هو أب مسيحي فقد ابنه ماركو عندما تدخل هذا لإنقاذ مسلم من بين أيدي ثلاثة جنود صربيين. الآن يجد الأب أمامه أحد هؤلاء القتلة جاءه يبحث عن عمل. وجندي آخر من هؤلاء مصاب ينتظر قرار جراح كرواتي كان صديقا لماركو والآن يتردد الجراح فيما إذا يريد إنقاذ حياة ذلك الجندي أم لا.

وفي «المستقبل»، وهو فيلم للمخرجة الإيطالية إليسيا شرسون التي سبق لها ونالت جائزة أفضل مخرج في دورة عام 2005 من مهرجان ترايبيكا، نتعرف على فتاة شابـة فقدت والديها في حادثة ومعهما فقدت هدفها في الحياة. ذات يوم تجد نفسها متورطة مع أصدقاء شقيقها الذين يريدون سرقة ثري ويريدونها طعما للوصول إليه.

في السينما التسجيلية كان الصبر ضروريا لمتابعة «نهر يغير مجراه» الآتي من كمبوديا، ليس لأنه فيلم لا يستحق الاهتمام، بل لأن الاهتمام، وبعد نحو نصف ساعة، ينحدر لمستوى المتابعة بعدما استنفد الفيلم فكرته من دون إضافات خلال الساعة الأخيرة منه. إنه عن الفقر والبيئة مجتمعين في مصائر ثلاث عائلات تعيش في قلب الريف الكمبودي. واحدة، يفتح الفيلم عليها، تعيش في كوخ في غابة نائية وتعيش على استخراج ثمار البطاطا من الأرض، والثانية عائلة مسلمة (من منطقة كوه مانوه) تعتاش على صيد السمك من النهر. والثالثة عائلة فلاحة تعمل في زرع وحصد الرز. كل عائلة من هذه العائلات لديها ما تشكو منه وما تشكو منه يلتقي تحت بند المتغيرات البيئية التي تعيشها تلك المجتمعات.