ما هي دلالات فوز «آرغو» بجائزة أفضل فيلم من جمعية المنتجين الأميركيين؟

أنصار بن أفليك يوجهون انتقادات لـ«الأوسكار» لعدم ترشيحه لجائزة أفضل مخرج

بن أفليك في فيلم «آرغو» الذي أخرجه ويتناول موضوع الرهائن في إيران عام 1979
TT

ما بين احتفاء مهرجان سانتا باربرا بـ«بن أفليك» وظهور نتيجة جوائز «جمعية المنتجين الأميركيين» وفوز فيلمه «آرغو» بالجائزة الأولى فرق ساعات قليلة. لكن كلتا المناسبتين وجهت نقدا غير مباشر إلى أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، موزعة «الأوسكار»، التي وضعت الفيلم في عداد مسابقة الأفلام الروائية لكنها حجبت عن بن أفليك ترشيحا لجائزة أفضل مخرج.

بإضافة هذين الانتصارين الأخيرين اللذين وقعا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، إلى ذاك الذي أنجزه أفليك بفوزه بجائزة «غولدن غلوب» كأفضل مخرج، فإن حجم هذا النقد بات متسعا، وهو يشمل مقالات صحافية عديدة تتساءل عن السبب الذي من أجله أغفلت الأكاديمية لا ترشيح بن أفليك وحده، بل مخرجين أساسيين آخرين ترد أسماؤهم في قائمة وتغفل عنها قائمة أخرى، ومن بينهم بالطبع كاثرين بيغلو وكوينتين تارانتينو.

بن أفليك من ناحيته يؤكد أنه لا يشعر بضيم ما: «في البداية كنت مصدوما، لكني الآن نسيت كل شيء. من الأفضل لي أن أركز على الترشيحات التي نالها الفيلم فعلا ونسيان تلك التي لم يرشح لها».

لكن إذا شئنا العد والحصر فإنها ليست المرة الأولى التي يمر فيها بن أفليك بمخاض من هذا النوع. في الواقع كتب له الإعلام الأميركي، نقادا وصحافيين، رسالة وداع منذ عام 2000، أي بعد ثلاث سنوات من نيله جائزة أفضل سيناريو مشاركة مع زميله مات ديمون عن فيلم «غود ويل هانتينغ» سنة 1997، فيما اعتبره معظمهم أنه كان مشروع نجاح ولم يتحقق. ونظروا إلى أدواره في «بيرل هاربر» (2001) و«العفريت» (2003) و - خصوصا - «جيغلي» (2003)، وبعده «فتاة جيرسي» (2004) على أساس أنها من أسوأ ما مر على الشاشة من أداءات.

وما لبث أن وافق الجمهور على ذلك فانحسر الإقبال عليه. أعلى إقبال جماهيري لأي من أفلامه حدث سنة 1998 حين تولى بطولة «يوم القيامة» (Armageddon) من دون أن ننسى أنه في فيلم كوارثي أو في إنتاج كبير كهذا فإن الجمهور يقبل على الفيلم بصرف النظر، في غالبية الأحيان، عمن يتولى بطولته. فإذا أضفنا أن البطولة هنا كانت – أيضا - من نصيب بروس ويليس وبيلي بوب ثورنتون، فإن الواضح أن كلا منهما يستطيع أن يدعي لو شاء أن هذا الفيلم من أفضل أفلامه.

كذلك الحال مع فيلمه الناجح الآخر «بيرل هاربر» الذي توزّعت بطولته على ثلاثة ممثلين أُول هم بن أفليك وجوش هارتنت وكيت بكنسال.

لكن أفليك وقف على قدميه بعد أعوام من الترنح. حدث ذلك سنة 2010 عندما لعب شخصية موظف في مؤسسة مالية يخسر عمله في ظل أزمة 2008. الفيلم هو «صحبة الرجال» الذي شاركه التمثيل فيه كل من تومي لي جونز وكريس كوبر وكيفن كوستنر.

هذا الفيلم سبق مباشرة قيامه بإخراج فيلم «البلدة» وبطولته، وهو فيلم بوليسي نال إعجابا كبيرا بين الجمهور والنقاد على حد سواء ورشح لبضعة أوسكارات. كان هذا ثاني فيلم له مخرجا بعدما كان حقق «Gone, Baby, Gone» الذي استقبل جيدا إلى حد. فجأة صار هناك من يقترح على أفليك أن يكتفي بالإخراج ويترك التمثيل. لكن الواقع هو أن أفليك أدار نفسه جيدا في كلا هذين الفيلمين، كما في فيلمه الثالث «آرغو» حيث يؤدي شخصية عميل الـ«سي آي إيه»، الذي يحط في طهران لإنقاذ ستة أميركيين لجأوا في ظل ما يسمى بثورة الخميني، إلى السفارة الكندية.

الجميع في لوس أنجليس يتحدثون عن أن الأكاديمية أساءت الترشيح هذه السنة، وأن بن أفليك وكاثرين بيغلو كانا يستحقان دخولهما مسابقة أفضل إخراج، وما يُخشى منه هو أن يؤثر ذلك على شعبية الحفلة ذاتها بين المشاهدين التلفزيونيين (بيت القصيد ومعيار النجاح تبعا لنسبة المشاهدين) خصوصا أن الكثيرين يقولون إن ستيفن سبيلبرغ هو المتوقع الأول لكي يربح في سباقي أفضل فيلم وأفضل مخرج عن «لينكولن» لأن الحلبة باتت الآن تخلو ممن قد يشكلون ندّا.

من المستبعد إلى حد ملحوظ أن ينجز «آرغو» جائزة أوسكار حين إعلان الجوائز في الشهر المقبل، لكن استبعاده من مسابقة أفضل إخراج قد يدفع إلى تعزيز احتمالات ربح آخرين مشاركين في مجالاتهم المختلفة من باب شعور البعض بالذنب أو الاستياء أو ضرورة التعويض. لذلك نرى ارتفاع حظوظ الممثل آلان أركين في مسابقة الممثل المساند عن دوره في «آرغو» وحظ فوز ويليام غولدنبيرغ كأفضل مونتير ودور كريس تيريو كأفضل سيناريست.