البريد الفلسطيني يحتفي بأول طابع إيرادات يحمل اسم «دولة فلسطين»

متاح في سفارات وممثليات الخارج.. ولا تعترف به إسرائيل

أعلنت وزارة الاتصالات عن الطابع الجديد الذي يحمل اسم الدولة وصورة قبة الصخرة.. وطبع في مملكة البحرين.. في حفل رسمي
TT

سيتمكن الفلسطينيون في الخارج، قريبا من استخدام أول طابع إيرادات يحمل اسم دولتهم الوليدة، بعدما أصدرت وزارة الاتصالات طابعا خصصته لوزارة الخارجية وسفاراتها المنتشرة في كل العالم.

وعلى الرغم من أن الطوابع البريدية الفلسطينية أصبحت استحقاقا فلسطينيا بامتياز، لكن وزارة الاتصالات فضلت البدء بطابع يستخدم وسيلة لجباية إيرادات وزارة الخارجية الفلسطينية في الخارج، بعدما رفضت إسرائيل الاعتراف بأي وثيقة فلسطينية رسمية تحمل اسم دولة فلسطين.

وقالت بثينة حمدان، مديرة العلاقات العامة في الوزارة: «أصدرنا 5 فئات من الطوابع الجديدة ما بين دولار و20 دولارا». وأَضافت: «أنها خاصة بإيرادات وزارة الخارجية وستستخدمها سفاراتنا وممثلياتنا في الخارج من دون أي قدرة لإسرائيل على التدخل».

وتتسلم إسرائيل الآن أي بريد خارجي مرسل للسلطة كما تراقب أي بريد فلسطيني مرسل للعالم، ويعاني البريد الفلسطيني من تعمد إسرائيل تأخير فحص البريد الصادر، وحجز الطرود البريدية لفترات طويلة وفرض جمارك مرتفعة عليها، وحجز مستحقات البريد الفلسطيني من عوائد النفقات الختامية. وتبلغ خسائر البريد الفلسطيني 20 ألف دولار شهريا منذ عام 2004.

وأرادت وزارة الاتصالات الفلسطينية تجنب المزيد من المتاعب، بما في ذلك إتلاف أو إعادة الرسائل في حال استخدام طابع يحمل اسم الدولة.

والفلسطينيون ليسوا أعضاء في اتحاد البريد العالمي لكنهم مراقبون. وقالت حمدان: «ثمة خطط لطلب التصويت لانضمامنا إلى الاتحاد لكننا بحاجة إلى مزيد من الوقت». وأضافت: «بعد ذلك سنحاول إصدار طوابع بريدية وليست فقط طوابع إيرادات، وسنحصل على المعرف البريدي الدولي».

وأعلنت وزارة الاتصالات عن الطابع الجديد الذي يحمل اسم الدولة وصورة قبة الصخرة، وطبع في مملكة البحرين، في حفل رسمي. وقال رئيس الوزراء سلام فياض، إن إصدار أول طابع إيرادات يحمل اسم الدولة «ينطوي على دلالات عميقة ومباشرة لمفهوم السيادة».

وأضاف: «صحيح أنه صدر في السابق طوابع تحمل اسم فلسطين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها طابع بشكل رسمي، وهو ما يحمل دلالات في إرساء دعائم الدولة كواقع على الأرض، وهي مقدمة للحصول على حقوقنا في العيش بحرية وكرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 والقدس عاصمة لها». وتخطط وزارة الاتصالات الآن، لإصدار طابع محلي، أي بين المدن يحمل اسم الدولة.

ومن جانبها قالت وزيرة الاتصالات صفاء الشاعر: «البريد يعتبر رمزا من رموز السيادة واعتراف العالم بفلسطين»، وأضافت: «سنصدر طابعا يخلد ذكرى الاعتراف الأممي بفلسطين دولة غير عضو، وسنطلق مسابقة لتصميمه».

والى جانب الطابع الأول الرسمي، كشف البريد الفلسطيني عن مجموعة طوابع أخرى لـ2012، من بينها طابع الفواكه وطابع البيت الفلسطيني وطوابع للرئيس الراحل ياسر عرفات وطوابع للميلاد، وتستخدم هذه الطوابع محليا ودوليا إذ لا تحمل اسم الدولة.

والبريد الفلسطيني، أقدم من الدولة كثيرا فقد تأسس عام 1840 في فترة الحكم العثماني، وتوسع عمله تدريجيا بافتتاح سبعة مكاتب بعد تسع سنوات في كل من «القدس، نابلس، غزة، يافا، بيت لحم، طبريا، الخليل»، وكانت أولى إرسالياته التبادلية بين فلسطين ومصر في عام 1859.

وفي 1918 أصبح البريد الفلسطيني يدار بواسطة البريد الملكي البريطاني، وفي 1920 صدرت طوابع تحمل اسم فلسطين باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، وطبعت في مدينة القدس.

وعند انتهاء فترة الانتداب أصبح البريد الفلسطيني في غزة يدار بواسطة الإدارة المصرية وفي الضفة الغربية بواسطة الأردن. لكن بعد الاحتلال الإسرائيلي في 1967 أصبح البريد الفلسطيني بإدارة الاحتلال وكان من أكثر القطاعات خضوعا للسيطرة والرقابة بسبب أهميته الاقتصادية والأمنية.

وفي عام 1995 تسلمت السلطة الوطنية الفلسطينية إدارة البريد الذي له دور فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي تعزيز صور السيادة والاستقلال.

ويعتبر البريد الفلسطيني اليوم، إحدى الإدارات المهمة التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويوجد 102 مكتب بريد في الضفة وغزة (83 في الضفة)، بزيادة قدرها 150 في المائة عما كان عليه إبان الاحتلال.