مغنية أفغانية تحلم بالشهرة وتتحدى المجتمع المتشدد

ظهورها على شاشات التلفزيون أغضب قبيلتها

لطيفة عزيزي تضع المكياج قبل بدء الحفل (رويترز)
TT

رفعت لطيفة عزيزي، وقد ارتدت غطاء فضفاضا على شعرها المصفف، ذراعيها تعبيرا عن الفوز بعدما تخطت مرحلة إقصائية أخرى في مسابقة اختيار المواهب الغنائية «نجم أفغانستان». لكن أهمية هذا الفوز تنحسر إذا قورن بمعركة أكبر تخوضها عزيزي، ذات السبعة عشرة ربيعا، لتحقيق حلمها لأن تصبح مغنية مشهورة وسط المجتمع الأفغاني المتشدد. وقالت عزيزي، القادمة من مدينة مزار الشريف الشمالية، لـ«رويترز»، داخل غرفة تغيير الملابس بالمسابقة: «سواء ربحت أو خسرت، لا يمكن لأسرتي العودة إلى المدينة.. ففي ذلك خطورة شديدة».

وفرت عزيزي وأسرتها من مزار الشريف إلى العاصمة كابل بعد أن أغضب ظهورها في البرنامج في نوفمبر (تشرين الثاني) قبيلتها، التي قالت إن الإسلام يحرم على المرأة الغناء والظهور على شاشات التلفزيون. وبدأت أسرتها تلقي تهديدات بالقتل.

وقال سيد محمد قاسم، وهو أحد أفراد قبيلة لطيفة في مزار الشريف: «لن يكون للطيفة عيش هنا بعد الذي فعلته. نحن لا نفعل مثل هذه الأشياء ولا نقبل من يفعلونها». وبدأت التهديدات بعد إذاعة نبأ اختيارها للمشاركة في أول اختبار بالمسابقة. وأصبح البرنامج - الذي يستقطب 11 مليون مشاهد وبدأ بثه منذ ست سنوات - نافذة مهمة للشبان الأفغان الذين يراودهم حلم أن يصبحوا مطربين مشهورين.

وقالت عزيزي بصوت منخفض: «في اليوم التالي لإذاعة نبأ اختياري للمشاركة في المسابقة، ذهبت لأداء امتحانات نهاية العام، لكن بدأت زميلاتي توجيه صيحات فظيعة إلي وجذبي من شعري..هرعت باكية.. وحتى معلماتي لم تحاولن مساعدتي».

وقالت عزيزي إنها طردت في نهاية المطاف من المدرسة. ونفى محمد كلندري، ناظر المدرسة، ذلك عندما اتصلت به «رويترز»، وقال: «إن بمقدور عزيزي العودة إلى المدرسة متى شاءت». رد الفعل العنيف الذي تواجهه عزيزي ليس غريبا على النساء الأفغانيات عندما يصبحن شخصيات عامة.. فكثيرا ما تتعرض الممثلات والمغنيات للمضايقة وحتى الضرب أو القتل. ففي فيلم وثائقي في 2009 عن مسابقة «نجم أفغانستان»، أجبرت متسابقة على ترك بلدتها هرات في غرب البلاد بعدما سقط غطاء رأسها إلى كتفيها أثناء مشاركتها في المسابقة. وأثناء حكم حركة طالبان الذي استمرت من 1996 إلى 2001، كانت النساء في أفغانستان ممنوعات من الذهاب إلى المدرسة أو الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات أو العمل في غالبية الوظائف. ولم يكن يسمح للمرأة أيضا بمغادرة المنزل دون أن يرافقها رجل. وحتى في كابول، فإن عزيزي والمتسابقة الأخرى الوحيدة تتلقيان تهديدات متواصلة. لكنها قالت لـ«رويترز» إن هذه التهديدات لن تمنعها من الظهور في المسابقة. ووافقها في ذلك والدها سيد غلام شاه عزيزي.