برنامج تلفزيوني يسخر من الشيخ أحمد الأسير يثير البلبلة في الشارع الصيداوي

اللبنانيون يترقبون إعادة عرضه بحذر

أحمد الأسير
TT

كاد المشهد يتكرر في الشارع البيروتي فتقفل الطرقات وتشتعل الإطارات على خلفية تناول برنامج تلفزيوني ساخر (بس مات وطن) أحد الشخصيات الدينية (الشيخ أحمد الأسير) لولا اتخاذ كل من شربل خليل كاتب البرنامج ومحطة «إل بي سي» التي يعرض على شاشتها قرارا يقضي بإيقاف عرض كليب غنائي كان من المنتظر أن يمرر في حلقة برنامجه مساء الجمعة الماضي ويتناول فيه بسخرية الزيارة التي قام بها الشيخ أحمد الأسير (إمام أحد المساجد في مدينة صيدا الجنوبية) إلى بلدة كفرذبيان اللبنانية والمعروفة كمركز سياحي يمارس فيه رياضة التزلج.

وفي تفاصيل الموضوع أنه إثر تمرير الإعلان الترويجي للحلقة المقرر عرضها من برنامج (بس مات وطن) الأسبوع الماضي والذي تضمن لقطة مصورة من الكليب المذكور أطل كاتبه (شربل خليل) في برنامج آخر يقدمه على الشاشة نفسها (دمى قراطية) ليعلن لمشاهديه أنه بسبب التهديدات بالقتل والذبح وبإمكانية حرق البلاد التي تلقاها على المواقع الإلكترونية الخاصة بالبرنامج في ما لو تجرأ وعرض الكليب الذي يتناول فيه الشخصية الدينية المذكورة آنفا فقد قرر إيقافه لدرء الفتنة.

وكان الكليب الذي شاهد اللبنانيون بعض مقتطفاته في الإعلان الترويجي للحلقة قد صور أحد الممثلين في فريق برنامج «بس مات وطن» يجسد شخصية الشيخ أحمد الأسير وهو يعزف على الغيتار ويغني وحوله مجموعة من النساء المنتقبات يشاركنه ذلك مستعيرا المشهد من أجواء الزيارة التي قام بها هذا الأخير إلى بلدة كفرذبيان منذ أكثر من أسبوع برفقة عدد كبير من مؤيديه إلى مركز التزلج المعروف في البلدة والتي لاقت انتقادات وتعليقات كثيرة من شريحة معينة من اللبنانيين، الأمر الذي استفز الشارع الصيداوي عامة ومؤيدي الأسير خاصة ودفعهم إلى تهديد شربل خليل بالقتل في ما لو عرض الكليب. إثر ذلك أطل شربل خليل في أكثر من وسيلة إعلامية يبرر الاسكتش، مؤكدا أنه استوحاه من تحركات الأسير على موقع التزلج في بلدة كفرذبيان وأنه شخصيا يمنع منعا باتا تناول أي رجل دين مهما كانت طائفته في برنامجه إلا إذا كان يمارس السياسة أيضا لأنه يعلم تماما أن انتقاد رجال الدين ليس من حقه إلا في الحالة التي ذكرها لأنه يكون بذلك ينتقد خطهم السياسي وليس موقعهم الديني.

ورفض كاتب البرنامج أن يتقدم باعتذار للشيخ الأسير كما فعل سابقا عندما وقع في مأزق مشابه إثر تناوله شخصية حسن نصر الله فاضطر يومها للاعتذار وقال في هذا الصدد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لم أسئ إلى الشيخ الأسير، ولا سيما أنه أوضح شخصيا أن ما أزعجه في الكليب هو فقط ظهور النساء المنتقبات حول من يجسد دوره وهن يرقصن ويغنين وهو أمر لا يقبله». وأضاف معد البرنامج ومخرجه في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «قد أجري عملية مونتاج صغيرة على الكليب وألغي مشهد النساء المنتقبات وفقا لما قاله عندها أتأكد من صدق نياته وتقبله النقد بصدر واسع ولكن ما علمته اليوم أنه صرح بأن هناك عناصر غير منضبطة في صفة يخاف من أن لا يتمكن من ضبطها فتقوم برد فعل غير مستحب على الأرض نحن في غنى عنها لذلك سنعيد التفكير في تلفزيون (إل بي سي) وأنا في إمكانية عرض الكليب أو لا لأننا لسنا بصدد خراب البلاد لمجرد التشبث بفكرة أو اسكتش معينين ولا يمكننا أن نتحمل هذه المسؤولية لأننا لا نستهدف أحدا معينا بل نحاول فقط رسم البسمة على ثغر المشاهد».

وأوضح أنه في المرة السابقة تقدم بالاعتذار لنصر الله لأن قيادة الجيش تمنت عليه القيام بذلك لدرء الفتنة وأنه هذه المرة لن يتقدم بالاعتذار لأحد.

وكان الموقف نفسه قد سبق أن تعرض له الكاتب عام 2006 إثر تناوله في نفس البرنامج ودائما بشكل كوميدي ساخر شخصية حسن نصر الله فأقفلت يومها الشوارع في بيروت واشتعلت الإطارات واستنفر مؤيدو حزب الله على الطرقات مطالبين المسؤولين عن البرنامج والمحطة التي تبثه بتقديم اعتذارهم من نصر الله، فما كان من شربل خليل (معد البرنامج ومخرجه) إلا أن أطل عبر شاشة الـ«إل بي سي» وقدم اعتذاره له لينهي حالة البلبلة التي سادت شوارع العاصمة يومها.

اليوم ينتظر اللبنانيون بترقب موعد عرض الحلقة المقبلة من برنامج «بس مات وطن» مساء الجمعة المقبل بعد نشرة الأخبار على شاشة الـ«إل بي سي» وهم يمسكون قلبهم بيدهم منتظرين صدور قرار القيمين على البرنامج الذي سيسمح أو العكس بعرض الكليب، عندها إما يعيشون حالة «أكشن» جديدة على الأرض وإما يمر مساء الجمعة مرور الكرام، لأن البلاد لا ينقصها أي هزة ميدانية أو سياسية جديدة.