عاصي الحلاني ونادين الراسي على خشبة المسرح في «شمس وقمر»

تتطرق إلى مرحلة التغييرات السياسية التي نعيشها اليوم في نص حديث وعصري

عاصي الحلاني ونادين الراسي وكاتب المسرحية وجدي شيا ومخرجها منجد الشريف خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه موعد انطلاق المسرحية
TT

تنطلق في 13 مارس (آذار) المقبل على خشبة كازينو لبنان، مسرحية استعراضية غنائية بعنوان «شمس وقمر»، من بطولة المطرب عاصي الحلاني والممثلة نادين الراسي.

تتناول المسرحية موضوع التغييرات السياسية التي يعيشها العالم العربي اليوم، من خلال ثورات الشعوب ضد حكامها، والتصدي للخنوع، وطأطأة الرأس أمام الديكتاتورية والسلطة الظالمة، وقد استخدم كاتبها ومؤلفها وجدي شيا نصا عصريا حديثا في مضمونها لمواكبة الفكر الشبابي السائد حاليا، وبأسلوب أدبي يدخل في خانة السهل الممتنع، كما قال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط».

يجسد المطرب عاصي الحلاني دور «قمر» الذي يقرر أن يثور على استبداد وظلم الحاكم «نخوع» (يلعب دوره الممثل فايق حميصي) الذي يحكم بقوة عسكره وعيون مخابراته، بمساعدة زوجته اللعوب «قلوبات» (الممثلة كارلا بطرس)، فيما تلعب الممثلة نادين الراسي دور الفتاة «شمس» حبيبة «قمر» التي تشاركه النضال ورحلة البحث عن وطن الحرية والشموخ.

المخرج منجد الشريف، نجل المخرج العربي الراحل صبري الشريف، يتولى إخراج المسرحية التي يشارك فيها عدد كبير من الممثلين اللبنانيين، وفي مقدمتهم جان قسيس، وجهاد الأندري، وجيلبير جلخ، وطوني عاد، وعلي الزين، وغيرهم.

والمعروف أن المخرج المذكور سبق أن وقع أعمالا مسرحية عدة، بينها واحدة للسيدة فيروز وأخرى للمطربة جوليا.

وأوضح كاتب المسرحية في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مدتها تستغرق نحو الساعتين، وأن 90 دقيقة منها هي مغناة، وأنه حرص على أن تأخذ هذا المنحى «الاستعراضي الموسيقي»، فلم يتردد في القيام بهذه الخطوة التي تعتبر الأولى من نوعها في لبنان والعالم العربي؛ كونه يثق تماما بما يقوم به، لا سيما أننا اليوم، حسب رأيه، بحاجة لهذا النوع من الأعمال الموسيقية الراقية. وقال: «لقد نقلت واقعا عشته فلم أرد أن يكون عملا تقليديا، بل قصدت أن أبرز فيه لغة الشباب، من خلال استخدام العبارات والجمل البسيطة التي لا فلسفة فيها، كما أن هناك مشهدا يتضمن وجود مجموعة من الشباب رواد أحد المقاهي الحديثة، الذين يتواصل بعضهم مع بعض بواسطة مواقع الاتصال الإلكترونية الحديثة، فيتناقلون خبر إلقاء القبض على قمر من خلال «فيس بوك» و«تويتر» و«واتس آب»، ويضيف: «حتى الأغاني بحد ذاتها تدور في نمط جديد ومختلف، إن بالموسيقى المتطورة والسريعة أو بالكلام الذي يتضمن عبارات حب قريبة إلى القلب، كالديو الذي يؤديه مثلا بطلا المسرحية عندما تسأل الحبيبة حبيبها عن مدى حبه لها، فيرد عليها قائلا: (آه آه شو بحبك)، أي بنفس الأسلوب البسيط الذي يتحادث به شبان اليوم بعيدا عن العبارات الشعرية المنمقة التي نسمعها عادة في أعمال المسرح».

والمسرحية التي تم الإعلان عنها ضمن مؤتمر صحافي عقد للمناسبة في فندق فينيسيا، وحضره حشد من أهل الصحافة والإعلام إضافة إلى أبطالها وأفراد الفريق المشارك فيها، هي من إنتاج شركة «فرح» الفنية، وستتضمن لوحات راقصة، و10 أغنيات تتوزع ما بين عاصي الحلاني ونادين الراسي كتبها الشاعر حسن سعد، ولحنها وجدي شيا، إضافة إلى واحدة للشاعر الراحل ميشال طراد بعنوان «ما أعظمك وحدك يا حرية»، وأخرى تختتم بها المسرحية بصوت بطلها للشاعر أبو القاسم الشابي بعنوان «إذا الشعب يوما أراد الحياة».

أما الملابس التي سيرتديها أبطال المسرحية والراقصون فيها فقد صممها ماجد بوطنوس، وهي عصرية غير تقليدية، لا يظهر فيها الشروال والطربوش، أو الطرطور والعباءة (أزياء تراثية لبنانية) التي اعتدنا مشاهدتها في المسرحيات اللبنانية التي تتناول مواضيع وطنية.

وتستهل المسرحية بمشهد يصور البطلين وهما يتجهزان لعقد قرانهما، إلا أن يد الظلم تختطف العريس من بين أحبائه لتسرق فرحتهم التي لا تكتمل. هذه الفرحة التي يشير إليها الكاتب في اسم المسرحية «شمس وقمر»؛ إذ إن الكوكبان رغم أهمية وجودهما بالنسبة للناس، لا يلتقيان أبدا في الواقع.

أما نهاية المسرحية فقد اختارها المخرج لتكون سريالية فيها الكثير من الغموض والتكهن، والأمل أيضا، تماما كأسطورة طائر الفينيق الذي ينبعث من الموت، فتصور البطل يرتفع عن الأرض وهو يغني قصيدة أبو القاسم الشابي «إذا الشعب يوما أراد الحياة».

يذكر أن المطرب عاصي الحلاني سبق أن شارك في عملين مسرحيين؛ أحدهما مع عبد الحليم كركلا بعنوان «أوبرا الضيعة»، والثاني مع الأخوين صباغ بعنوان «أيام صلاح الدين»، وقد عرضا ضمن مهرجانات بعلبك الدولية.

وفي سياق المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن إطلاق المسرحية، عبر المطرب اللبناني عن سعادته في مشاركته في هذا العمل الذي يشتمل على رسالة مباشرة إلى الناس تحثهم على عدم الاتكال على أهل السياسة، بل بأن يشد بعضهم على أيادي بعض للوصول إلى مبتغاهم بدل العودة إلى الوراء.

أما الممثلة نادين الراسي التي عرفها المشاهد العربي من خلال مسلسلات تلفزيونية عدة، كـ«لونا» و«غلطة عمري» وغيرهما، فوصفت خلال المؤتمر مشاركتها في مسرحية «شمس وقمر» بأنها نقطة تحول كبيرة في مسيرتها الفنية ستتحدى فيها نفسها، من حيث قدراتها التمثيلية والغنائية معا، وهي التي فازت في برنامج «ديو المشاهير» في موسمه الأول عام 2011.

والمعروف أن دور «شمس» الذي تجسده الممثلة اللبنانية كان سبق أن عرض على المطربة التونسية لطيفة، إلا أنها اعتذرت عن القيام به لارتباطات أخرى، كما أوضح كاتب المسرحية وجدي شيا.