اكتشاف مدينة أثرية كاملة شمال السودان بنيت على طراز معماري

لا يوجد له مثيل في حضارات.. ولم تعرض على العالم من قبل

مدينة أثرية بنيت على الطراز المعماري النوبي
TT

اكتشف الفريق السويسري للتنقيب عن الآثار مدينة أثرية كاملة في شمال السودان بنيت على طراز معماري متفرد لا يوجد له مثيل في حضارات حوض النيل التي تم اكتشافها ولم يعرض للعالم من قبل.

وقال البروفسور شارلي بوني رئيس فريق التنقيب عن آثار كرمة، في تصريح لوكالة الأنباء السودانية (سونا) إن المدينة تقع في منطقة دوكي غيل على بعد كيلومتر واحد من منطقة الدفوفة الأثرية وكانت عاصمة لمملكة كرمة النوبية.

وأضاف أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أن الاكتشافات السابقة كانت أشبه بالأسلوب المعماري الفرعوني الذي يعتمد على المثلثات والمربعات أما مدينة دوكي غيل فقد ظهر فيها الأسلوب النوبي الدائري لأول مرة حيث تبقت آثاره واضحة في المعابد النوبية التي لم يحطمها الجيش الفرعوني الغازي خوفا من الآلهة النوبية بينما قام بتدمير القصور فظهرت هذه الفوارق جنبا إلى جنب لأول مرة، وأعرب بوني عن سعادته بهذا الاكتشاف قائلا: «هذا الاكتشاف أسعدني كثيرا فقد كنت أسعى لفهم الحضارة النوبية السودانية كحضارة أصيلة لكنها لم تجد ترويجا مثل الحضارة الفرعونية في مصر».

وأوضح بروفسور بوني إن للاكتشاف أهمية أخرى حيث تبين: «أن المدينة كانت مقصدا لزوار من مناطق بعيدة مثل البحر الأحمر ودارفور وكردفان الأمر الذي قد يعني تجمع ملوك تلك الحقبة التاريخية لإظهار القوة أمام الجيش المصري مما يجعل لهذا الاكتشاف أهمية للسودان ككل وليس شماله فحسب»، وأضاف أنه وجدت بالمدينة آثار طرق كثيرة تشير إلى أنها ربما كانت معبرا للطرق المقبلة من كل منطقة أفريقيا وهذا سبب آخر لاهتمام الفراعنة المصريين بها.

وأضاف أن الحصون التي تحيط بهذه المدينة ليس لها مثيل فقد بلغ حجمها ضعف حجم قلاع بوهين جنوب حلفا التي شيدها فراعنة الأسرة السابعة لحماية الحدود الجنوبية لدولتهم مما يشير أيضا إلى قوة الدولة النوبية ولعزمها على الدفاع عن بلدها ضد الغزو الخارجي.