امتزج الأبيض بالأحمر واحتار «فالانتاين» لبنان متى يطل على عشاقه

روزنامة حب وهدايا مبتكرة وحفلات غنائية.. أبرز عناوين عيده

TT

مرّة جديدة يصل عيد الحب لبنان في 14 الجاري وهو محمّل بالأفكار والعناوين والهدايا الخاصة به سانحا الفرصة أمام اللبنانيين في الانشغال ولو لمرّة واحدة في السنة بأخبار القلب بدلا من أخبار السياسة وهمومها التي ترافقهم طيلة السنة.

ورغم أن 14 فبراير (شباط) ينتظره اللبنانيون بحماس كل عام فإنه ما زال يذكرهم بحادثة أليمة حصلت في نفس اليوم من عام 2005 ألا وهي اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الأمر الذي جعل البعض يحتفل بعيد الحب قبل أوانه أو العكس (أي بعد يوم أو يومين من موعده) فيما حرصت شريحة أخرى الاحتفاء به في موعده المحدد كونه بقي يشكّل بالنسبة لهم فسحة الحب التي يفتقدونها على مدى 364 يوما بالسنة إذ أن اليوم المفقود فيها استعاروه منها في هذا التاريخ بالتحديد للاحتفال بقلوبهم النابضة. هذا التفاوت باحتفالات العيد جعلت صاحب العيد أي (سان فالانتاين) نفسه يحتار متى وأين يحطّ رحاله ليطلّ على عشاق لبنان دون أن يخدش شعور هذا وإحساس آخر. ولذلك تدارك التجار وأصحاب المطاعم والمقاهي والفنادق الموضوع فأطالوا أيام العيد قدر الإمكان بحيث يبدأ اللبنانيون في الاحتفال به قبيل أسبوع من موعد وصوله أي ابتداء من 9 فبراير حتى 16 منه وفق العروض التجارية المقدّمة لهم من قبل المؤسسات المذكورة والتي أخذت على عاتقها تقديم العرض الأجمل والأقل كلفة للمحتفلين بالعيد.

رحلة سفر إلى إسطنبول أو بلغاريا أو دبي إضافة إلى إهداء الحبيب أحدث جهاز خلوي أو سيارة موديل العام أو ساعة يد قيّمة ومجوهرات وغيرها من الهدايا الكلاسيكية لم تعد ترضي الأحباء في عصر ذات إيقاع سريع يلتهي فيه الناس طيلة العام باللهث وراء الاكتفاء المادي والاجتماعي فلا يفلحون فيصلون في آخر اليوم منهكين متعبين يفتقدون الدفء والحنان والشعور بالأمان وإلى القلب الذي يخفق من جديد ولذلك راحوا يبحثون عن الهدية التي تحاكي الحبيب وتلامس مشاعره لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم إلى ماذا يحتاجون هم بالتحديد في عيد الحب.

وتعتبر روزنامة الحب أحدث الهدايا الرائجة حاليا في لبنان إذ لجأ العشاق إلى اختيارها كهدية جديدة في (السان فالانتاين) جمعوا فيها أجمل الأيام التي عاشوها مع الشريك من خلال الصور الفوتوغرافية التي يملكونها سويا وحولوها إلى روزنامة يعلقونها على جدار غرفتهم يطالعونها كل يوم بيومه ويتذكرون لحظات الحب والحبيب من خلال صفحاتها الـ12 التي تمثل أشهر السنة كاملة.

ولأن موسم الثلج في أوجه في جبال لبنان حاليا فقد شكّلت بعض المنتجعات السياحية والفنادق الجبلية أفضل هدية يمكن أن تغمر الحبيبين بلحظات الحب في المناسبة بعدما كثّفت تلك المراكز إعلاناتها التي تكشف عن عروض مغرية يستطيع الأحباء من خلالها تمضية نهاية أسبوع عابقة بالحب يمتزج فيها احمرار القلوب البلاستيكية والبالونات والشموع ببياض الثلج ونصاعته فيكون ليلهم دافئا بفعل سهرات يجتمعون فيها قرب مدفأة الحطب وهم يشوون البطاطا ويتسامرون ونهارهم مسليا من خلال ممارسة رياضة التزلّج أو أي ألعاب أخرى على الثلج.

ومن البرد والصقيع فضّل بعض اللبنانيين قضاء سهرة عيد الحب مع الفنان الذي يطربهم ككارول سماحة التي ستحيي المناسبة في فندق (لو رويال) في ضبية أو نجوى كرم التي ستشارك محبيها العيد في حفلة تقدّمها في فندق (الريجنسي بالاس) في منطقة أدما وكذلك الأمر بالنسبة لوائل كفوري وإليسا اللذين سيحييان حفلة العيد في فندق الـ(هيلتون) في بيروت فيما تقدّم ميريام فارس إلى جانب ملحم زين حفلة غنائية في فندق الـ(موفمبيك) في بيروت أيضا.

أما أحدث هدايا العيد وأغربها تلك التي قامت بها إحدى المؤسسات التجارية المختصة في إحياء المناسبات إذ وزّعت على مدى أسبوعين قبيل موعد عيد الحب نشرات إعلانية مكتوبة داخل صورة لقلب أحمر ضخم قدّمت فيها وتحت عنوان «أنت ما تتعذّب نحنا منتعذّب عنّك» عروضا تتولّى فيها تحضيرات حفلات عيد الحب في المنازل بحيث يهتم الفريق العامل فيها بتزيينها برموز العيد (ورود حمراء وشموع) وكذلك بمائدة العيد وما يرافقها من زينة وأطباق إضافة إلى الموسيقى التي يرغب المحتفون بالعيد في سماعها مع أصدقائهم في هذه المناسبة.

وبقيت هدايا عيد الحب من أكواب ووسادات وصناديق ودببة حمراء تغزو واجهات المحلات التجارية التي تروّج للحب بأشكال هندسية أو تصميمية عدّة ترافقها عبارات مشهورة في المناسبة كـ(بموت فيك) و(مجنونة بحبّك) أو (كل يوم أكثر من يوم) وغيرها من العبارات التي تحيي الحب في قلوب العشاق.

ولأن لبنان بأجمعه ارتدى حلّة العيد فلم تنس أسواقه كـ(سوق بيروت) التي تديرها شركة «سوليدير» إقامة سحب ياناصيب للمتسوقين تحت عنوان (جوائز فالانتاين) تخوّل كل من اشترى بمبلغ يفوق الـ100000 ليرة لبنانية الفوز بجوائز عدة بينها رحلات سفر إلى إسطنبول وإقامة في فنادق فخمة في لبنان.

أما برنامج (أحمر بالخط العريض)على قناة الـ(إل بي سي) فقد خصصت في المناسبة حلقة تلفزيونية بعنوان (تخيلوا عالما ينشر ثقافة الحب ويحارب ثقافة العنف) ويستضيف فيها أشخاصا متزوجين يروون كيف يعيشون الحب ويتصورونه إضافة إلى مسابقة أطول عناق يجري مباشرة في سياق الحلقة.