روني مارا: لا أستطيع الخروج من الشخصية التي أمثلها سريعا

ممثلة تبحث «دائما عن الحقيقة»

روني مارا في مهرجان برلين
TT

تشترك الممثلة الأميركية روني مارا في بطولة فيلم جديد للمخرج ستيفن سودربيرغ عنوانه «أعراض جانبية» يدور حول الطب والأدوية و... أعراضها الجانبية كما يذكر العنوان. إنها هنا تحت إدارة مخرج تعامل سابقا مع مشكلة وباء ناتج عن اللمس في فيلم «عدوى» بعدما التقطت وطاويط روث خنازير من حظيرة في شرق آسيا ثم نشرت الوباء من تلك النقطة فإذا بها تصيب بعض الأميركيين العائدين من زياراتهم وهؤلاء ينشرونها، دون قصد بالطبع، وسط أميركيين.

الفيلم الجديد يتعامل مع موضوع طبي آخر. مع جانب مختلف من حياة كل يوم وعلاقتها بالداء والدواء، وهو كيف يتداول الناس أدوية مرخصا بها لمعالجة أمر ما، فإذا بالتأثيرات الجانبية تسطو على المتعاطين وتؤدي بهم إلى حالات أكثر فتكا. والسؤال المطروح هنا هو: من المسؤول؟ المريض أم الطبيب؟ شركات الدواء أم الحكومة ذاتها؟

هذا ثالث فيلم لروني مارا في غضون سنتين من بعد النسخة الأميركية من «الفتاة ذات الوشم» والثاني «أليست هذه الأجساد ملائكية؟».

* روني... هل كان من الصعب أن تقومي بتمثيل شخصية تعيش أزمة نفسية وعاطفية قبل وبعد أن لجأت إلى العقاقير الطبية؟

- كان صعبا جدا بالفعل. كممثلة أبحث عن الحقيقة دوما. أحاول أن أصدق كل وضع يفرضه علي دور جديد. أصدق أنني الشخصية في تلك اللحظة وبالتالي أصدق كل لحظة تمر بها، وأنها تمر بي أنا. لذلك بالتأكيد كان الأمر صعبا، خصوصا لأنني في الفيلم أخدع الناس، والخديعة هي ما كان علي أن أفعله عن اقتناع حقيقي. لكن لو لم أفعل لكان الدور مجرد عمل أؤديه كوظيفة، وهذا ما لا أستطيع القيام به.

* ما المساعدة التي قدمها إليك ستيفن سودربيرغ؟

- كان جيدا في تعامله مع الممثل. لقد جمعنا كلنا ودرس معنا الشخصيات ثم تركنا نؤدي الأدوار كما نعيشها. كان ذلك مهما عندي لأن تمثيل شخصية ما والنجاح في تمثيلها عليه أن يبقى نجاحا شخصيا وأن يتبلور معي ككتلة واحدة تصل إلى حد من التكامل لا يجب معه الاعتماد فيه على توجيه المخرج.

* تعيشين الدور الذي تقومين به أمام الكاميرا، لكن هل تتخلصين منه سريعا مع نهاية كل يوم عمل؟

- لا. لا أستطيع الخروج من الشخصية سريعا. أحملها معي إلى البيت وفي العادة أول ما أقوم به حين انتهاء يوم تصوير هو تناول وجبة خفيفة ثم النوم.

* هل تناولت عقاقير طبية كانت لها تأثيرات جانبية كما تفعل الشخصية التي تؤدينها؟

- في الحقيقة كنت دائما حذرة من الأدوية الموصوفة. أحاول دوما أن لا آخذ الأدوية كعلاج، لذلك لا أظن أن الفيلم غير طريقتي في الحياة بالنسبة لهذا الموضوع، لكني أعتقد أنه سيؤثر في المشاهدين لأن الكثير من الناس كما أتصور مدمنو أدوية. حين كنت صغيرة أخذت الكثير من عقاقير مضادة للجراثيم واكتشفت أنها تؤثر في الجسم من حيث إنها تتدخل لإضعاف نظام المناعة. لذلك توقفت منذ أعوام قليلة عن مداواة نفسي بالعقاقير قدر الإمكان. أنا أمرض كثيرا لكني أتجنب قدر الإمكان الاعتماد على الأدوية الطبية لعلاج أزماتي الصحية.

* لكن هل تطلب هذا الدور منك بحثا فعليا في حالات وقعت كان يمكن لها أن تمنحك المزيد من المعرفة للموضوع؟

- نعم. لقد أجريت مقابلات مع عدد من الأطباء حول هذا الموضوع. كما تعلم لأنك شاهدت الفيلم يطرح «أعراض جانبية» مسألة مهمة عمن يكون الجاني في جريمة قتل وقعت تحت تأثير جانبي للدواء الذي كانت القاتلة تتناوله. ومع أنني لم أكن ملزمة بمعرفة الجواب عمليا لأنه خارج شخصيتي، إلا أنني رغبت في ذلك وتناقشت مع عدد من الأطباء.

* ماذا قالوا؟

- الحديث كان عن ظاهرة استخدام الدواء في معالجة أزمة نفسية مثل اليأس، كما في الفيلم، وهم أخبروني بأن معظم ما هو مطروح في الأسواق قد يكون فعالا في معالجة اليأس لكنه مضر في نواحٍ أخرى. ما فعلته هو أنني برمجت هذه المعلومات لكي أمثل دوري باقتناع فعلي بحالة الشخصية التي أقوم بها.

* هل تجدين ديفيد فينشر مخرج «الفتاة ذات الوشم التنين» وستيفن سودربيرغ مخرج هذا الفيلم سينمائيين مختلفين كثيرا بعضهما عن بعض؟

- كثيرا جدا. إنهما يلتقيان في أنها ثريا الخيال، مثلا سودربيرغ قد يكتفي بلقطة واحدة يطبعها. أحيانا ما يعيد تصوير اللقطة الواحدة. أما ديفيد فهو معني بالتكامل في كل شيء. التصوير لفيلم يخرجه سودربيرغ يمر سريعا. بالنسبة لفينشر يريد أن يضبط كل شيء لكي يتأكد من أن ما يريده سيصل.

* أخيرا، ما الذي يحدث لفيلم «الفتاة التي لعبت بالنار»، الجزء الثاني من «الفتاة ذات الوشم التنين»؟

- لا أعرف. هناك نية لإنجازه لكني لا أعرف شيئا عن التوقيت أو في أي مرحلة يمر بها.

* هل ستعودين إلى المسلسل حتى ولو لم تتم الاستعانة بديفيد فينشر؟

- عندي عقد ينص على بطولتي لهذه السلسلة مع أو من دون ديفيد. أتمنى أن يكون المخرج المختار للمهمة هو ديفيد فينشر، لكن لا قول لي في هذه الناحية. هذا متوقف على المنتج.