أكثر من 1000 جريح نتيجة سقوط نيازك فوق منطقة الأورال الروسية

استعدادات في استراليا لمتابعة كويكب سيمر على بعد 27 ألف كيلومتر من الأرض

النيزك خلال مروره فوق تشليابنسك في منطقة الأورال الروسية (أ.ب)
TT

في سابقة تعد الأولى من نوعها سقطت زخة نيازك صباح الجمعة على منطقة الأورال بوسط روسيا رافقها برق مشتعل وانفجارات عنيفة، مما أدى إلى تحطم جدران ونوافذ وإثارة الذعر وإصابة أكثر من ألف شخص بجروح. وفي الساعة 9,20 (3,20 تغ) ظهرت كرة مشتعلة تتحرك بسرعة قصوى ويصاحبها ضوء أبيض ساطع في سماء تشيليابنسك التي يزيد عدد سكانها عن المليون نسمة في منطقة الأورال وجمهورية بشكيريا انفجارات شوهدت معها كرة نارية ضخمة أعقبها تساقط الأمطار الجليدية والأجرام التي احترقت في سماء المنطقتين لمسافات هائلة امتدت حتى منطقة ما جوار الفولجا وجمهورية قزخستان المجاورة.

وأعلن متحدث باسم وزارة الأحوال الطارئة في بيان أن «نيزكا تفتت فوق الأورال واحترق جزئيا في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. وتساقطت أجزاء منه على مناطق غير مكتظة بالسكان من تشيليابنسك».وقال الخبير الروسي سيرغي سميرنوف لقناة «روسيا 24» إن النيزك الذي تفتت على ما يبدو على علو خمسة آلاف متر فوق الأورال كان وزنه «عشرات الأطنان». وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن النيزك كان يتحرك من شمال الشرق نحو جنوب الشرق. ودوت عندها انفجارات عدة أدت إلى تحطم زجاج الكثير من المباني. وقال مراسل محلي لقناة «روسيا» العامة كان في حرم إحدى الجامعات إنه رأى كرة من النار تندفع من أحد هذه الانفجارات «في الاتجاه المعاكس».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الروسية الجمعة أن عدد الإصابات يزداد، كما نقلت عنه وكالة إنترفاكس. وكانت الوزارة أشارت في البدء إلى سقوط خمسين جريحا ثم 150 ثم أكثر من 250 وأخيرا أكثر من 1000 جريح ثلاثة منهم على الأقل إصاباتهم خطرة. وأضاف المتحدث أن غالبية الجرحى أصيبوا بشظايا الزجاج. وأوردت قناة «روسيا» أن أجزاء من النيزك سقطت في أماكن عدة من المنطقة. وأظهرت لقطات في تشيليابنسك هبوط أحد الأجزاء وسط وميض مشتعل.

كما أظهرت القناة مبنى تابعا لمصنع في المدينة وقد دمر جزئيا، وجدار وسطح منزل منهارين دون التوضيح ما إذا كانت الأضرار ناجمة عن موجة الصدمة الناتجة عن الانفجارات في الغلاف الجوي، أو أن سقوط أحد أجزاء النيزك. ولم تظهر أي حرائق في الصور.

وقال مراسل قناة «فيستي» من مقره في تشيليابنسك «كنت في المنزل ورأيت شهبا من الضوء فهرعت إلى الشرفة وكان هناك خط شبيه بالخط الذي تخلفه الطائرات لكنه أكبر بكثير. وكان انطباعي الأول أن طائرة تحطمت». وأظهرت تسجيلات فيديو قام سكان بتحميلها على الإنترنت كتلا نارية تعبر السماء على علو منخفض. وفي تسجيل آخر، بدا بعض السكان وقد خرجوا عراة الصدر من منازلهم وهم ينظرون إلى الظاهرة فوق مبناهم بينما يسمع صوت الانفجارات.

وقالت وكالة «إيتار - تاس» إن موجة الصدمة حطمت زجاج مكاتب الوكالة في وسط تشيليابنسك.

وأعلنت وزارة الأحوال الطارئة تعبئة 20 ألف عنصر وضعوا في حالة تأهب بالإضافة إلى ثلاث طائرات أو مروحيات لمعاينة الأماكن.

وأغلقت المدارس في كل أنحاء المنطقة بينما كانت درجات الحرارة 18 درجة تحت الصفر الجمعة في الأورال. إلا أن السلطات دعت السكان إلى عدم الاستسلام للذعر.

وأوردت وزارة الأحوال الطارئة على موقعها الإلكتروني «لم يحصل إجلاء للسكان لأن مستوى الإشعاع ضمن المعايير. لذلك نطلب منكم عدم الهلع».

وقال ممثل للوكالة الروسية للطاقة الذرية «روساتوم» إن المنشآت النووية في المنطقة لم تتعرض لأضرار. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها لاحظت «سقوط جسم لم تحدد ماهيته (يرجح أنه نيزك) في الغلاف الجوي ورافقته انفجارات ووميض برق».

وأعلن مسؤولون عسكريون أن منشآتهم لم تتعرض لأضرار وأرسلوا فرق استطلاع إلى مكان سقوط النيازك. ولوحظت هذه الظاهرة أيضا في مناطق عدة مجاورة من كازاخستان.

وعلى صعيد آخر يستعد علماء الفلك في النصف الجنوبي للكرة الأرضية لمتابعة أقرب عملية مرور يقوم بها كويكب من الأرض، ولكنهم استبعدوا أن يكون هذا الحدث مذهلا للعامة.

وحذر مرصد سيدني أنه على الرغم من كونه في حجم مبنى من تسعة طوابق، وسوف يمر تقريبا على بعد 27 ألف كيلومتر من الأرض، إلا أن مرور الكويكب الذي أطلق عليه اسم «2012 دي إيه 14» لن يكون ساطعا مثل الألعاب النارية التي يتم إطلاقها بمناسبة العام الجديد.

وقال نيك لومب من مرصد سيدني إن تصوير لحظات مرور الكويكب بالكاميرا قد يؤدي إلى مشاهدة خط خافت من الضوء أطول قليلا من أشعة الضوء المنبعثة من النجوم، وفي حالة إذا كان الجو صافيا.

ومن جانبه قال المتحدث باسم وكالة الفضاء والطيران الاسترالية توماس جمال الدين إن الكويكب سيكون على أقرب مسافة من الأرض الساعة السابعة و24 دقيقة مساء بتوقيت غرينتش (6:24) صباح السبت بتوقيت سيدني أو (3:24) بتوقيت إندونيسيا، وهو أفضل مكان لمشاهدته.

وأضاف: «تقريبا يمكن لكل إندونيسيا أن تشاهده، ولكن يجب استخدام تليسكوب. لا يمكن مشاهدته بالعين المجردة»، مؤكدا عدم وجود خطر على كوكب الأرض.

ويوجد قلق بسيط بين سكان الأرض، حيث تقول تيارا كينكانا من سكان جاكرتا: «هل سنشهد أحداثا كما في فيلم أرمجدون؟ وهل أرسلوا النجم بروس ويليز لإيقافه؟ في إشارة منها لدور بطل الفيلم الذي يحاول إيقاف كويكب من الاصطدام بالأرض».

والكويكب كبير بما يكفي لأن يدمر مدينة على سبيل المثال إذا اصطدم بالأرض، وهو أمر استبعده علماء إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).

وسيمر الكويكب في حدود 27650 كيلومترا فوق الأرض الساعة 19:24 بتوقيت غرينتش فوق إندونيسيا تقريبا بسرعة نحو 7.8 كيلومتر في الثانية، ويمكن مشاهدته من خلال المناظير المقربة أو عبر تلسكوب صغير في نصف الكرة الشرقي، بحسب علماء فضاء في ناسا.