قوة انفجار النيزك في منطقة الأورال تفوق قنبلة هيروشيما 30 مرة

الرئيس الروسي بوتين يعترف بعدم وجود منظومة لمراقبة مثل هذه الحوادث

أدى سقوط الشهب فوق منطقة تشيليابينسك في منطقة الأورال الروسية إلى فوهة قطرها 6 أمتار وسط بحيرة متجمدة (أ.ف.ب)
TT

في إطار متابعة تداعيات سقوط النيازك، أول من أمس، في منطقة الأورال الروسية، اعترف الرئيس فلاديمير بوتين بعدم وجود منظومة المراقبة الفعالية، وأكد، في لقائه مع فلاديمير بوتشكوف، وزير الطوارئ الروسي أن «العامل الفلكي للحادث يمثل اهتماما بالنسبة للخبراء والمتخصصين من جهة إمكانية التنبؤ بمثل هذه الحوادث وتنبيه المواطنين بخطرها قبل وقوعها بوقت كافٍ».

ومن المنظور ذاته، دعا ديمتري روغوزين نائب رئيس الحكومة الروسية المسؤول عن قطاع الصناعات العسكرية إلى «ابتكار وإنشاء نظام للكشف عن الأجسام الفضائية التي تمثل تهديدا وخطرا بالنسبة للأرض والعمل وتحييدها».

وبينما كانت بعض المصادر أشارت إلى احتمالات سقوط جزيئات النيازك في بحيرة تشيباركول بمقاطعة تشليابينسك، قالت إيرينا روسيوس المتحدثة باسم وزارة الطوارئ في المقاطعة إن غواصي وزارة الطوارئ انتهوا من عمليات التحري والبحث في هذه البحيرة دون التوصل إلى أي نتائج تذكر، بينما لم يعثروا على أي آثار لهذه النيازك».

ومن جانبه، أعلن محافظ مقاطعة تشيليابينسك التي كانت أكثر المناطق تضررا من آثار الحادث أن العناية الإلهية وحدها أنقذت المنطقة من سقوط المزيد من المصابين والضحايا، الذين قالت مصادر روسية أخرى إن عددهم كان يمكن أن يتجاوز عدد ضحايا قنبلة هيروشيما في اليابان.

وكانت مصادر وكالة الطاقة الذرية الروسية أكدت أن المنشأة النووية في المقاطعة لم تتعرض لأي أضرار، في الوقت الذي نقلت فيه المصادر عن خبراء وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ما استنتجوه بعد حصولهم على معطيات جديدة وإعادة احتساب مؤشرات الجسم الفضائي الذي سقط في مقاطعة تشيليابينسك الروسية، حول أن أبعاد هذا الجسم هي أكبر بكثير، وأن الانفجار الناتج عن سقوطه أقوى من 0.5 ميغاطن كما أعلن سابقا، وأن قوته تفوق قوة انفجار القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما بـ30 مرة.

ومن ناحية أخرى، لا يزال 40 شخصا في مستشفيات منطقة الأورال الروسية لتلقي العلاج من جروح أصيبوا بها إثر تساقط وابل من الشهب الصغيرة، مما خلف 1200 مصاب، بحسب آخر حصيلة.

وتشير آخر المعلومات المقدمة من حاكم منطقة تشيليابينسك الأكثر تأثرا بالكارثة، إلى أن 1158 شخصا، بينهم 289 طفلا، أصيبوا بجروح معظمها طفيفة، إثر هذه الظاهرة غير المسبوقة لجهة حصيلتها من الإصابات البشرية. وتم إيداع 52 شخصا، بينهم 13 طفلا، المستشفى، أول من أمس (الجمعة)، كما صرح حاكم المنطقة ميخائيل يوريفيتش على موقعه على الإنترنت.

وأضاف أن «المصابين بجروح طفيفة بدأوا في مغادرة المستشفى»، مشيرا إلى أن «40 راشدا و3 أطفال لا يزالون في المستشفى. وقال الأطباء إن حالاتهم مستقرة».

وكانت وزارة الداخلية قالت في وقت سابق إن جريحين راشدين في حالة حرجة وأن 7 آخرين حالاتهم متوسطة الخطورة. وتساقطت أجزاء من النيزك على الأرض في شكل شهب متبوعة بأعمدة دخان ترافقها انفجارات قوية وأنوار ساطعة، مما أثار الرعب بين السكان، وأدى إلى تطاير زجاج نوافذ كثير من البنايات وإصابة جدران مصنع بالخصوص.

وأوضح أنه يتعين استبدال أكثر من 200 ألف متر مربع من زجاج النوافذ والواجهات في المدينة بشكل عاجل، خصوصا مع تدني درجات حرارة هذه الأيام في تشيليابينسك إلى 20 درجة تحت الصفر.

وقال وزير الحالات الطارئة فلادمير بوتشفكوف إن فرقا تحاول التعرف على موقع سقوط الشهب بناء على شهادات سكان شاهدوها. ويتعلق الأمر بمعرفة طبيعة هذه الشهب لتفسير لماذا كان لتفكك هذا النيزك كل هذه الآثار الخطيرة. وعادة ما تذوب هذه الشهب تماما عند دخولها الغلاف الجوي للأرض.

وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذل أقصى الجهود لمساعدة السكان، في حين دعت السلطات المحلية الأهالي لعدم الوقوع تحت تأثير البلبلة. وتفتت النيزك، أول من أمس (الجمعة)، فوق الأورال في حين كانت أجهزة الفلك في العالم كله تراقب عن كثب مرور كويكب قطره 45 مترا، ووزنه 135 ألف طن، بمحاذاة الأرض من دون أن يحدث أضرارا. وأكد الخبراء أنه لا علاقة للأمرين ببعضهما.

ومن ناحية أخرى، توالت ردود فعل مستخدمي شبكة الإنترنت الروس على مشهد سقوط النيزك بصورة سريعة للغاية، إلا أنها لم تكن جادة بالمرة مع عروض لبيع الصخور الفضائية وصور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممتطيا ذيل النيزك.

وكانت معظم المشاهد التي شهدتها روسيا والعالم بشأن السقوط المفاجئ للنيزك والأضرار والإصابات الناجمة عن ذلك، من تصوير الهواتف الذكية للمواطنين ثم مشاركاتهم لها عبر شبكة الإنترنت.

ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يبدأ مستخدمو الإنترنت الروس في إضافة تعليقاتهم الخاصة لصور السماء فوق جبال الأورال، ومن بين تلك التعليقات المرحة: «ليس هناك ما هو منعش مثل نيزك في الصباح».

وتم عرض صورة بالمونتاج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، الذي يحب أن يظهر للجمهور وهو يمارس الرياضات العنيفة في الهواء الطلق، وهو يمتطي ذيل الدخان الأبيض الكثيف للنيزك.

ولم تسلم أيضا منطقة تشيليابينسك التي سقط عليها النيزك، والتي تبعد بنحو 1500 كيلومتر شرق موسكو من النقد اللاذع لكثير من المدونين الذين وصفوها بأنها منطقة راكدة ثقافيا. ونشر أحد مستخدمي الإنترنت صورة لمشهد شارع كئيب، مع مذيلة بتعليق «تشيليابينسك بعد أن ضربها النيزك» جنبا إلى جنب مع الصورة ذاتها، ومذيلة بتعليق «تشيليابينسك قبل أن يضربها النيزك».