الغموض يحيط باختفاء رأس تمثال طه حسين في صعيد مصر

رأس تمثال طه حسين قبل اختفائه
TT

ما زال الغموض يكتنف اختفاء رأس تمثال عميد الأدب العربي «طه حسين» من داخل الميدان المخصص له بشارع الكورنيش بمدينة المنيا بصعيد مصر، التي فوجئ المواطنون والمسؤولون بالمحافظة باختفائها في ساعة مبكرة صباح السبت الماضي، مما دعا عددا منهم للتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بواقعة الاختفاء.

ويمكث التمثال في ميدانه منذ سنوات طويلة، وهو عبارة عن رأس الأديب «طه حسين» مثبتة على قاعدة هرمية الشكل، ويعد تخليدا له كونه من أعلام المحافظة التي تحتضن مسقط رأسه عزبة الكيلو بمدينة مغاغة. كما يعد الميدان الذي كان مقاما به الرأس من أهم المزارات السياحية بالمدينة، ويحرص كثير من المقبلين على الزواج على التقاط الصور التذكارية به؛ نظرا لجمال الطبيعة والمشاهد الخلابة لنهر النيل بالمنطقة.

وانشغل الرأي العام المصري في اليومين السابقين بواقعة اختفاء التمثال، فيما تكثف قوات الأمن جهودها لكشف غموض الحادث وضبط التمثال، بينما اعتبر مسؤولون بالمحافظة أن وراء الواقعة يقف الجهل بقيمة وقامة طه حسين.

وبينما يتابع كثيرون في المنيا وخارجها تطورات اختفاء رأس التمثال، قالت وزارة الثقافة المصرية إنها تستنكر هذا العمل الإجرامي الذي يفتقد إلى كل القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية، وأضافت في بيان لها أمس أن «يدا شريرة إما لجهل منها أو لأسباب لا أساس لها في عقيدتنا السمحة قد امتدت لكي تسرق رأس التمثال».

وتابعت: «إننا ونحن نستنكر هذه الأفعال الغريبة والشاذة فإننا على تواصل دائم مع كل مؤسسات المجتمع المدني والمحليات في كل محافظات مصر، لكي نتعاون جميعا في سبيل منع هذه الجرائم التي تسيء إلى الوطن في مرحلة تستوجب الحفاظ على ذاكرته التي لو فقدنا شيئا منها فإننا نكون قد بددنا قيما ثقافية وفنية سوف تحاسبنا عليها الأجيال القادمة».

وناشدت وزارة الثقافة المواطنين في كل المدن والميادين «الحفاظ على هذه التماثيل ورعايتها من أي يد شريرة تستهدف القضاء على ثقافتنا الوطنية فنا وثقافة ووعيا».

يذكر أن طه حسين ولد في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1889، ومن أبرز مؤلفاته كتابه «الأيام» الذي نشره عام 1929 متحدثا عن سيرته الذاتية، كما ألف كتابين شهيرين في السيرة النبوية هما «الشيخان» و«على هامش السيرة»، كما يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، حيث لقب بـ«عميد الأدب العربي»، كما يراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي.