افتتاح صالة عرض «أيام» في لندن بأعمال نديم كرم

معرض «إطلاق النار على السحاب» يجمع بين الحب والنسمة والحلم

أعمال للفنان والمهندس المعماري نديم كرم في صالة «أيام»
TT

يفوح من صالة العرض المتسمة بالأصالة عبق الدهان وطلاء الجص الجديد المميز. تضيء الأشعة البيضاء اللامعة عبر السقف الجدار الأبيض برعاية استثنائية. افتتحت صالة عرض «أيام» أبوابها للتو في حي مايفير بلندن. ومع وجود معارض فنية في دمشق وبيروت ودبي تحمل الاسم نفسه، فإن هذه هي أول صالة عرض أوروبية. تكتسب قاعة العرض طابعا مثيرا بمعرضها الافتتاحي: أعمال للفنان والمهندس المعماري نديم كرم، الذي صمم أيضا مساحة العرض.

هناك لوحات ورسوم زاهية الألوان وخيالية معلقة على الجدران. تنتشر تماثيل براقة تبدو أشبه بمرايا لأناس وأفيال سعيدة مع وجود هالات ضوء متناثرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الأعمال الفنية ليست قائمة بذاتها. فهي مرتبطة بأفكاره، التي تتجلى في النطاق الواسع من الأعمال الفنية، عن المرح والابتكارات الحضرية، والأهم من ذلك عن العالم المتطور المتغير من حولنا. يشير خالد سماوي، مؤسس صالة عرض «أيام» قائلا: «نديم هو مهندس معماري نعرفه ونكنّ له الاحترام. حينما حصلنا على المساحة، طلبنا منه أن يقوم بتصميمها لأجلنا. ونحن نمثله كفنان، ومن ثم، سألناه عما إذا كان متأهبا لتقديم العرض الافتتاحي هنا ورد بالإيجاب». ويبدو كرم ملائما لهذا الحدث، معنويا وماديا: تمثل أفكاره الشاملة والإنسانية بداية عظيمة لصالة العرض هذه المتطورة عالميا.

بوصفه فنانا، ليست أعمال كرم جديدة على لندن. ومن بين أشهر أعماله، يقف تمثال فيل مميز من الصلب المقاوم للصدأ ارتفاعه 10 أقدام في بوابة حي نوتينغ هيل وسط لندن. ويجسد هذا التمثال أحد المواضيع المتكررة في أعمال كرم: الأفيال والسحب اللذين يظهران بشكل دائم في المعرض الحالي بصالة عرض «أيام». وفي المعرض الذي يحمل عنوان «إطلاق النار على السحاب»، تعرض أعمال فنية مصحوبة بكلمات مثل «حلم» و«نسمة» و«حب» منظومة عبر عناوين أعماله.

وفي عام تبدو ردود أفعال الناس فيه عنيفة تجاه الأوضاع السياسية، يتخذ هذا العمل طابعا مختلفا. يشرح كرم قائلا: «في هذا المعرض، نعكس غرابة العالم. إنها علاقة مترابطة بين العنف والحرب، إضافة إلى العكس، تقديم أزهار أو قلب. ومن ثم، فإنه يتناقض على الدوام مع التوتر الغريب فيه». ويضيف: «علينا أن ننظر إلى الأشياء بصورة مختلفة. إنني أطرح بعدا آخر لهذه الأشياء، مقدما نظرة تفاؤلية للمستقبل عبر الألوان المنعشة والبريق والأشكال».

إن أفكار كرم المتعلقة بإضفاء حيوية جديدة على الطائرات الحالية تتجلى في الفن العام في مدن بعيدة مثل طوكيو وملبورن ودبي. ويشرح قائلا: «يتمثل الجانب الأساسي الكامن وراء المشاريع العامة في جعل المدن تحلم. تكافح المدن على عدة مستويات. إذا كان بوسعك ضخ لحظة حلم فيها، فإن هذا يولد تأثيرا». ويضيف قائلا: «إنني أنتج قصصا تمثلها عناصر أو شخصيات في سياق أقوم بتخطيطه بمساعدة المواطنين. فقط أضع التماثيل هناك، ثم، عند مرور المواطنين، يخلقون تفاعلا أو نوعا من العلاقات التبادلية عن المدينة».

وفي هذا المعرض، نرى آثارا دالة على تلك الفلسفة أيضا. ومن بين التماثيل المصنوعة من الصلب، هناك تمثال يحمل عنوان «تغيير المدن». يصطاد صياد جالس على السحابة عددا من ناطحات السحاب البارزة في دول الخليج: برج خليفة وبرج العرب، وبرج الدوحة. وعلى الأرضية وسط الرمال، توجد مبان لم تتجلَّ بشكل تام بعد، مثل اللوفر وغوغنهايم وجزيرة السعديات. يجسد كرم «القوى المتغيرة» في دول الخليج. ويضيف: «إنها في حالة تغير مستمر، لذلك، ليس بإمكاننا حتى الآن أن نحكم عليها. على سبيل المثال، تعتبر دبي مكانا خلابا، مدينة جريئة لكي تتقدم بتلك الصورة، لكن هل نحن على أعتاب كارثة أم مكان مثالي؟ أشعر بأنه ليس بمقدوري الإجابة عن هذا السؤال بعد». إن شكل تمثال «تغيير المدن» يأتي في مقارنة مباشرة مع مشروع لم يتحقق بعد مصمم لدبي، ويحمل اسم «السحابة». سوف يضع الابتكار التجريبي مشهدا لبحيرات وحدائق وممرات اصطناعية تعلو عن سطح الأرض بمسافة 300 متر.

وبالإضافة إلى المشاركة، وفي بعض الجوانب، في إنتاج الحوار عن التغيير الذي يجتاح هذه المدن الجديدة، تناقش أعمال كرم الأفكار بين العالمين العام والخاص، إضافة إلى فرصة الوصول إلى مرتفعات جديدة، على المستويين المادي والرمزي.

ويقول: «كل الأموال متاحة هناك الآن، ومن ثم، فإنهم يبتكرون أفكارا جديدة للمضي قدما في العالم». وفيما يتعلق بحركة «أيام» في العالم، فإن سماوي على يقين من أن لندن هي مركز الفنون في الوقت الراهن. ويقول: «سوف نتحقق من أن فنانينا يحصلون على الشهرة التي يستحقونها». ومع افتتاح صالة عرض أخرى في جدة في وقت لاحق من هذا الشهر، فإن المضي قدما من خلال التطويرات والمناقشات هو المسار الذي قد رسمه فنانو صالة عرض «أيام» لأنفسهم.

سوف يظل معرض «إطلاق الرصاص على السحاب» في صالة عرض «أيام» بلندن مقاما حتى يوم 9 مارس (آذار) المقبل.