النيابة العامة تناقض رواية بيستوريوس عن مقتل صديقته بالرصاص

الادعاء يطالب برفض الإفراج عنه بكفالة لمنعه من الفرار إلى الخارج قبل بدء المحاكمة

انشغلت الصحف ووسائل الإعلام في جنوب أفريقيا والعالم بمحاكمة العداء العالمي أوسكار بيستوريوس
TT

تواصلت بالأمس جلسات طلب الإفراج عن عداء جنوب أفريقيا أوسكار بيستوريوس بكفالة عقب اتهامه الأسبوع الماضي بقتل صديقته.

وكانت الجلسة بدأت في بريتوريا أمس الثلاثاء وقال ممثل ادعاء للمحكمة أمس إن بيستوريوس (26 عاما) أطلق أربع رصاصات على صديقته عارضة الأزياء وخريجة كلية الحقوق ريفا ستينكامب (30 عاما) بينها ثلاث رصاصات أصابتها بشكل مباشر.

أما محامي العداء الذي ينظر إليه باعتباره بطلا لتغلبه على محنته لينافس مع الأصحاء عند أعلى مستويات الرياضة قال في جلسة أول من أمس، إن «قتل بيستوريوس لصديقته لم يكن متعمدا إذ أطلق النار عليها بالخطأ معتقدا أنها لص.» وفي شهادته أول من أمس قال بيستوريوس، إنه «اعتاد النوم وهو يضع مسدسا أسفل فراشه وانتزعه بعد أن استيقظ في منتصف الليل معتقدا أن لصا تسلق نافذة دورة المياه ودخل المرحاض». ووصف كيف أطلق الرصاص على باب دورة المياه في فزع.

وناقض المدعي جيري نيل الرواية التي قدمها العداء بتأكيده أن شاهدا سمعه يتشاجر بعنف مع صديقته ريفا ستينكامب ليلة مقتلها بالرصاص في 14 فبراير (شباط).

وأضاف المدعي أن الشاهد قال: إنه «سمع ما يبدو أنه كان شجارا متواصلا بين الساعة الثانية والثالثة صباحا» أي قبل وقوع المأساة.

وقال أحد محققي الشرطة في إفادته أمام المحكمة «لدينا شهادة شخص تفيد أنه بعد سماع إطلاق نار، خرج إلى شرفة منزله ورأى أن الأضواء في منزل بيستوريوس لم تكن مطفأة ثم سمع امرأة تصرخ مرتين أو ثلاث مرات ومجددا إطلاق نار».

لكن باري رو محامي بيستوريوس رأى أنه لا يمكن أخذ هذه الشهادات على محمل الجد لأن شاهدا يسكن بعيدا ولم يتمكن من التعرف على الأصوات والثاني سمع أكثر من الرصاصات الأربع التي أطلقها بيستوريوس. وقال محامي الدفاع «ليس لمصادركم مصداقية». ووجه رو مجموعة أسئلة إلى الشرطي وانتقد رجاله بتجاهل رصاصة أصابت المغسلة.

وكان بيستوريوس أكد أمس أنه اتصل برقم طوارئ وأقر بوتا أن الشرطة لم تتحقق من هذا الاتصال وأسف المدعي نيل لعدم تسليم بيستوريوس للمحققين الهاتف الذي استخدمه. كما كشف المحقق هلتون بوتا أن الشرطة عثرت على أربعة هواتف خليوية، بينها اثنان في الحمام لكن لم يتم استخدامها يوم وقوع الجريمة. وأكد الشرطي «أعتقد أنه كان يعلم أنها داخل الحمام وأنه فتح النار أربع مرات وقتلها».

وقال المحقق إنه وصل إلى المنزل صباح الخميس 14 فبراير، يوم عيد العشاق، عند قرابة الساعة 4.15 عندما كانت ستينكامب توفيت وهذا يطابق رواية بيستوريوس الذي قال: إنها ماتت بين ذراعيه. وأوضح الشرطي «رأيت الضحية ممدة على الأرض عند أسفل الدرج في الطابق السفلي. وكان المسعفون أعلنوا وفاتها». وأضاف بوتا: «لقد كانت (ستينكامب) ترتدي سروالا قصيرا لونه أبيض وسترة سوداء، وكانت ملفوفة في منشفة. وذكر أنه كان هناك ثلاث إصابات بالرصاص، إلى يمين الرأس فوق الأذن وفي المرفق الأيمن وفي الورك اليمنى. لكن تشريح جثة الضحية لم يظهر أي آثار لعنف جسدي قد تكون تعرضت له حسب ما أعلن الأربعاء محامي المتهم، وهي معلومات أكدتها الشرطة.

وقال المحامي باري رو إن «جثة ريفا لم تكن تحمل أي آثار لجروح دفاعية (...) أو أي دليل على اعتداء أو على أنها قد تكون دافعت عن نفسها خلال اعتداء». وأجاب المحقق هلتون بوتا «هذا صحيح».

لكن المحقق أقر بضغوط من محامي الدفاع بأن رواية بيستوريوس «متماسكة» وأضاف أن السبب الوحيد الذي يدفعه إلى رفض الإفراج عن بيستوريوس بكفالة هو منعه من الفرار إلى الخارج قبل بدء المحاكمة.

وسأله القاضي ديسموند نير «هل تظنون حقا أنه سيختار الفرار من جنوب أفريقيا نظرا إلى شهرته وإلى استخدامه ساقين اصطناعيين للتنقل؟» وأجاب «نعم سيدي».

وقال المحقق إن الشرطة عثرت في منزل المتهم على حقن ومنشطات يحظر على الرياضيين استخدامها ورد رو أنه «علاج مستخلص من نباتات. يحق له استخدامه وسبق أن استخدمه». وكان بيستوريوس (26 عاما) أول عداء ذي ساقين اصطناعيتين يشارك في ألعاب أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في تصفيات سباق 400 متر ضمن رياضة ألعاب القوى في أولمبياد لندن 2012 وبلغ نصف النهائي.

وأعلن بوتا أن المتهم سيلاحق أيضا بتهمة حيازة ذخائر بصورة غير مشروعة وقال: «عثرنا على علبة رصاصات من عيار 38 ملم وهو لا يملك ترخيصا لحيازة هذا النوع من الذخيرة». وأرغمه محامي الدفاع على الإقرار بأن الشرطة لم تتحقق من صاحب هذه الذخائر مضيفا أن والد بيستوريوس وضعها في خزنة ابنه.

وأرجئت الجلسة إلى الخميس مع مرافعة الدفاع واتهام الادعاء.

وأحرق جثمان ستينكامب (29 عاما) الثلاثاء بحضور عدد محدود من الأقارب في بورت إليزابيث (جنوب).