منارة سياحية جديدة تشهدها محافظة الأقصر، التي تحمل في جعبتها النصيب الأعظم من إرث الحضارة الفرعونية، فقد شهد مساء أول من أمس الثلاثاء الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر والقيادات الأثرية بالمحافظة أول تجربة حقيقية لإضاءة طريق الكباش بالأقصر والمزمع افتتاحه قريبا في احتفالية عالمية كبرى، وساهمت وزارة السياحة بمنحة مقدراها نحو مليوني جنيه لإتمام عملية إنارة المراحل الثلاثة للطريق والتي تأخرت كثيرا عن موعد افتتاحها الرسمي بسبب الفوضى الأمنية التي صاحبت ثورة 25 يناير (كانون الثاني).
ويعد طريق الكباش من أهم المشروعات الأثرية لما له من بعد تاريخي حضاري باعتباره أقدم الطرق الأثرية حيث سيحول مدينة الأقصر إلى أكبر متحف أثري مفتوح في العالم.
وطريق الكباش هو طريق فرعوني قديم يربط بين معبدي الكرنك والأقصر ويبلغ طوله 2700 متر وعرضه 76 مترا، وتتراص على جانبي الطريق تماثيل لأبي الهول نجدها برأس كبش في معابد الكرنك، والكبش هنا يرمز للإله آمون وقد أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم «وات نثر» بمعنى طريق الإله، أما طريق الكباش في معابد الكرنك فقد عرف باسم «تا - ميترهنت». وترجمتها طريق الكباش أيضا.
ويبلغ عدد تماثيل الكباش التي تجمل هذا الطريق 1200 تمثال وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي وبها كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه.
تتخذ الكباش الموجودة على طول الطريق هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول) الثانية: تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الإله آمون رع.
ويشير الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار، إلى أن المشروع تم تنفيذه بالتعاون مع شركة «مصر للصوت والضوء» باستخدام أعلى تقنية ممكنة في العالم والمعروفة باسم الليد «Led»، وهو نظام سبق استخدامه بمشروعات إضاءة المواقع الأثرية.
فيما قال منصور بريك المشرف العام على منطقة آثار الأقصر، إن مشروع طريق الكباش يعد من أهم المشروعات الأثرية والثقافية في العالم كله وليس في مصر وحدها، باعتباره أكبر وأطول طريق مقدس في العالم القديم، مشيرا إلى أن العمل بالمشروع توقف خلال الفترة الماضية بسبب قلة الاعتمادات المالية، وأنه وبعد جهود استمرت عدة أشهر من محافظة الأقصر ووزارة الآثار ووزارة السياحة تم توفير مبلغ 13 مليون جنيه لاستئناف العمل بالمشروع، مؤكدا أنه سيشكل إضافة مهمة على الأجندة السياحية للأقصر.