محتلة المركز الـ25.. السوق السعودية للهواتف الجوالة من الأكثر نموا في العالم

إجمالي المبيعة منها 53.7 مليون جهاز

TT

مع الانتشار الكبير الذي تشهده الهواتف الذكية، أصبحت جزءا رئيسيا من حياة المستخدمين، سواء لأغراض التواصل أو العمل أو الدراسية أو الترفيه، أو لمجرد التماشي مع أحدث نزعات وصيحات التقنية، أو للتباهي. وبالتركيز على المملكة العربية السعودية، نرى أن نمو الهواتف الجوالة مرتفع جدا بين المستخدمين، ويعود السبب في ذلك إلى تطوير تقنيات الاتصالات داخل المملكة وتوفير تغطية في غالبية المناطق المتباعدة جغرافيا، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة الاتصال بالإنترنت من خلال شبكات الاتصالات، وتوفير هواتف حديثة من شركات الاتصالات بأسعار منخفضة، وفقا للباقة التي يختارها المستخدم.

وحصلت المملكة العربية السعودية في «كتاب حقائق العالم» The World Factbook (تصدره وكالة الاستخبارات الأميركية) في إصداره لعام 2011 على الترتيب 25 عالميا من حيث عدد الهواتف الجوالة المبيعة بإجمالي بلغ 53.7 مليون جهاز (https:--www.cia.gov-library-publications-the - world - factbook-geos-sa.html).

انتشار كبير للهواتف الجوالة

* ومن جهتها، أعلنت «بلاك بيري» على هامش مؤتمر صحافي عقدته في مدينة الرياض الأسبوع الماضي لإطلاق هاتف «زيد 10» أن السوق السعودية تعد من أكثر الأسواق نموا في العالم من حيث نسبة المبيعات واقتناء التقنية، وهي سادس سوق نشطة على مستوى العالم. وذكرت شركة «أكسيوم تليكوم» لبيع الهواتف الجوالة أن «بلاك بيري زيد 10» يشكل نحو 60% من إجمالي مبيعات الشركة من الهواتف الجوالة في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يعكس الاهتمام الكبير للمستخدمين بالهواتف الذكية.

ويذكر أن استخدامات الهواتف الجوالة في المملكة العربية السعودية تتمحور حول التواصل مع الآخرين (صوتيا، أو نصيا، أو بالدردشة)، والترفيه (الألعاب الإلكترونية، والتقاط الصور، والموسيقى، وتطبيقات الملاحة الجغرافية) والتعليم. ويرى باعة الهواتف الجوالة إقبالا كبيرا على شراء أحدث الهواتف الجوالة، وذلك في إشارة إلى اهتمام سكان المملكة بمواكبة أحدث التقنيات والنزعات التقنية.

ووفقا لتقرير أعدته «العربية» مطلع الشهر الحالي، تستحوذ الأجهزة الذكية على 75% من مبيعات سوق الاتصالات السعودية. ويفضل الكثيرون هواتف شركات «آبل» و«سامسونغ» و«نوكيا» و«بلاك بيري» بشكل ملحوظ، مع وجود متواضع لهواتف شركات «إتش تي سي» و«إل جي» و«سوني» و«هواوي» و«موتورولا». وكانت شركة «سامسونغ للإلكترونيات» السعودية، قد أكدت العام الماضي في تقرير نشر بالشرق الأوسط إن حصتها في قطاع الهاتف الذكي بالسوق السعودية تتجاوز 32%، في الوقت الذي يعكس ذلك صورة «سامسونغ» في الأسواق العالمية من حيث تصدرها أسواق الهواتف الجوالة.

مخاطر ومضار صحية

* ولكن لهذا الاستخدام غير المسبوق للهواتف الجوالة في المملكة مضاره إن لم يتوخ المستخدمون حذرهم والاعتدال في الاستخدام، إذ نوهت دراسة صحية بأضرار الهواتف الجوالة على مستخدميها أجرتها الدكتورة «ناهد الزهير»، المديرة العامة لمكتب معارف الصحة في المنطقة الشرقية في المملكة، إلى أن الاستخدام المطول للهواتف الجوالة يؤثر سلبا على العين القريبة من الأذن الأكثر استخداما أثناء إجراء المكالمات.

ولاحظ 52.1% من الذين أجريت عليهم الدراسة تغييرا في سمع الأذن الأكثر استخداما للمكالمات مع حكة في الأذن أو ألم فيها تزامن مع كثرة استخدام الهاتف الجوال، في حين شعر 55.6% بالصداع تزامنا مع كثرة استخدام الهاتف الجوال، وانتاب 45.8% نسيان غير مبرر بسبب الهواتف الجوالة، كما شعر 19.4% من عينة الأشخاص الذين قامت عليهم الدراسة بالغثيان أو الدوخة بعد الانتهاء من المكالمات الصوتية. وشعر 12.5% من عينة الدراسة بألم في العين القريبة من الأذن الأكثر استخداما للهاتف، وذلك بسبب التأثير الحراري والإشعاعي للهواتف الجوالة.

وكشفت دراسة طبية أخرى عن وجود علاقة لموت الأجنة (البويضة الناضجة) في جسم المرأة والاستخدام المفرط للهاتف الجوال عند المرأة الحامل، ووجود علاقة وثيقة بين موت الأجنة واستخدام الحوامل للهواتف الجوالة، وذلك بسبب الموجات الصادرة منها وتأثيرها مباشرة على الأجنة في المراحل الأول لتكونها.

الهواتف للتعليم

* وانعقدت الأسبوع الماضي الدورة الثالثة لـ«المعرض والمنتدى الدولي للتعليم» International Exhibition and Forum for Education IEFE في مدينة الرياض، والذي يهدف إلى تطوير وتطبيق تقنيات التعليم المتقدمة في المدارس ومؤسسات التعليم العالي في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. وتحدثت «الشرق الأوسط» مع «مندر بيدة»، المدير العام لـ«نوكيا» المملكة العربية السعودية، الذي قال إنه في دراسة حديثة أعدها مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) أظهرت نتائجها أن المملكة العربية السعودية تحتل المراكز الأولى عالميا من حيث عدد مستخدمي الهاتف الجوال. كما أظهرت النتائج أن عدد الهواتف الجوالة لكل 100 مقيم في المملكة يبلغ 180 هاتفا، وأن أعداد الهواتف الجوالة تتزايد بين المراهقين والأطفال. وتنتشر التقنيات الحديثة بوتيرة عالية، وبالأخص تقنية الهواتف الذكية التي وفرت استخدامات جديدة تساهم في عملية التعليم وإيصال المحتوى التعليمي إلى الطلاب.

وعرضت «نوكيا» حلولا تعليمية في هواتفها الجوالة، مثل تطبيق للرياضيات، وأطلقت خطة لتقديم مختبر فحوصات جوالة سيربط بمركز «مايكروسوفت للابتكار» في الرياض. ويستند تطبيق «نوكيا» للرياضيات على نظم الخدمات السحابية للحلول التعليمية، والذي يعرض وسائل تطوير أساليب تعليم الرياضيات من خلال منح المستخدم محتوى وخدمات تحفز عملية التعليم، وتساعد المدرس على تقييم أداء الطالب. ويتضمن التطبيق نحو 10 آلاف تمرين رياضيات للمستوى الإعدادي، بالإضافة إلى دعم الاتصال بين تلميذين، وتقديم بطاقات النقاط لتحفيز الطلاب على التغلب على تحديات تعلم الرياضيات.

ويدعم التطبيق المستخدمين في المملكة العربية السعودية، إذ إن قطاع تطبيقات الأجهزة الذكية يجب أن يكون قادرا على تقديم المحتوى الذي يتناسب مع الثقافات والمجتمع القائم، لا سيما في المملكة العربية السعودية. وسيساعد هذا الأمر على إيجاد صناعات جديدة ويضمن تطوير مهارات ذات صلة لهذه الصناعات التي تتناسب مع الطبيعة التنافسية للقرن الـ21. وتؤمن «نوكيا» بأن تمكين المحتوى ليتناسب مع واقع الخدمات المتنقلة وتطوير جودة الوصول إلى نظم التعليم هو أمر أساسي تعمل على تحقيقه بشغف لحماية ثراء الثقافة في المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، والعالم ككل. وتأتي مشاركة «نوكيا» ضمن إطار تعاون حكومة المملكة العربية السعودية والحكومة الفنلندية التي اختيرت كالدولة الشريك في معرض العام الحالي. يذكر أن «نوكيا» أطلقت مؤخرا أحدث هواتفها الذكية الذي يعمل بنظام التشغيل «ويندوز فون 8»، من طراز Lumia 620. وبسعر يبلغ 899 ريالا سعوديا فقط، والذي من شأنه تحفيز تجربة التعليم من خلال الهواتف الجوالة.