ديترويت أتعس مدينة أميركية في تصنيف «فوربس»

طبقا لمعدلات الجريمة وعدد العقارات المرهونة وأسعار المنازل وظروف المناخ وتراجع السكان

TT

اختارت مجلة «فوربس» في تصنيف لها مدينة ديترويت الأميركية كأتعس مدينة في الولايات المتحدة نظرا لانتشار الجريمة المصحوبة بالعنف وارتفاع معدلات البطالة وتراجع أعداد السكان وأيضا أزمتها المالية. وأطاحت المدينة بميامي التي حازت على اللقب العام الماضي وتخطت أيضا فلينت وميتشيغان وروكفورد وشيكاغو في ولاية إلينوي وموديستو في كاليفورنيا.

وقال موقع «فوربس» على الإنترنت الذي يجري التصنيف كل عام، إن «مشاكل ديترويت تمثل أخبارا سيئة فهي في تراجع منذ أربعة عقود يوازي تراجع صناعة السيارات في الولايات المتحدة».

وكانت لجنة من الخبراء قالت في وقت سابق من الأسبوع إن المدينة المشتهرة بصناعة السيارات تواجه أزمة مالية ويحتمل أن تشهر إفلاسها.

وقالت «فوربس» إن فلينت التي تدار برئيس مؤقت عينه حاكم الولاية قبل أكثر من عام تواجه مشاكل مشابهة وتشهد واحدة من أعلى معدلات الجريمة في الولايات المتحدة وارتفاعا في معدل بطالة يصل إلى 11.3%.

ولإعداد الدراسة جمعت «فوربس» بيانات عن 200 مدينة من أكبر المناطق الحضرية في الولايات المتحدة وصنفتها على أساس مجموعة من العوامل منها معدلات الجريمة وعدد العقارات المرهونة التي عجز أصحابها عن سداد أقساطها وأسعار المنازل وظروف المناخ وتراجع أعداد السكان وتجدر الإشارة إلى أن ديترويت مدينة صناعية أميركية، كانت لفترة غير قصيرة رابع كبرى مدن الولايات المتحدة، وعاصمة صناعة السيارات في العالم، ذلك أنه تقوم فيها وفي الضواحي المتاخمة لها المقرات الرئيسية لكبريات شركات صناعة السيارات الأميركية، وتحديدا الشركات الثلاث الباقية حتى الآن «جنرال موتورز» و«فورد» و«كرايسلر».

والمدينة، مثل ولاية ميتشيغان التي تعد ديترويت كبرى مدنها، لها تراث دولي غني، وفي تاريخها جذور فرنسية عميقة، فاسمها فرنسي يعني باللغة الفرنسية «مضيق» لوقوعها في مضيق بين بحيرتي هورون وإري. أما مؤسسها وبانيها فهو الفرنسي أنطوان دي كاديلاك (دي كاديلاك) الذي خلد اسمه هنري ليلاند، أحد رواد صناعة السيارات الأميركية الفاخرة، عام 1902 عندما أطلق اسمه على الشركة التي أسسها «كاديلاك» قبل أن يبيعها لشركة «جنرال موتورز»، حيث يحتل قسم كاديلاك في الشركة الشريحة العليا الفاخرة. وفي ضاحية ديربورن بديترويت تقوم شركة فورد، أول من أسس تقنية التجميع العملي للسيارات بفضل مؤسسها هنري فورد.

منذ أواخر القرن التاسع عشر ارتبطت ديترويت بصناعة السيارات، ومن ثم اجتذبت جاليات مهاجرة من كل أنحاء العالم بينها العالم العربي. وحقا تعتبر الجاليات العربية في ديترويت بالذات، وفي ميتشيغان عموما من أقدم الجاليات العربية في أميركا الشمالية. وبين أبرز الجاليات هناك الجاليات السورية واللبنانية والعراقية، وهناك أيضا حضور كثيف للآثوريين العراقيين والمسيحيين والشيعة اللبنانيين. وفي المدينة انتشرت الجمعيات العربية والمؤسسات الصحافية العربية منذ مطلع القرن العشرين.