المحامية مارسيلا يعقوب تنشر كتابا عن علاقتها مع المدير السابق لصندوق النقد

ستروس - كان يحتج على وصفه بـ«نصف رجل ونصف خنزير»

دومينيك ستروس - كان يحتج برسالة إلى رئيس تحرير مجلة «النوفيل أوبزرفاتور» على نشر أجزاء من الكتاب
TT

بعث المدير السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستروس - كان، برسالة إلى جان دانيال، رئيس تحرير مجلة «النوفيل أوبزرفاتور»، احتجاجا على نشر المجلة مقاطع من كتاب لمحامية وكاتبة وباحثة اجتماعية تروي فيه وقائع علاقة تزعم أنها جمعت بينها وبينه وتصفه فيه بأوصاف حيوانية. وقال ستروس - كان إن المؤلفة حاولت غوايته من أجل تأليف الكتاب والحصول على منافع مادية، الأمر الذي «يثير الاشمئزاز» ويشكل «مساسا بحياته الخاصة وكرامته الإنسانية»، مضيفا أنه كلف محاميه بمتابعة الأمر أمام القضاء.

مارسيلا يعقوب، المحامية والباحثة الفرنسية الأرجنتينية الأصل، وصفت ستروس - كان بأنه «كائن مزدوج... نصف رجل ونصف خنزير». وجاءت هذه العبارة في كتاب من المقرر أن يصدر الأسبوع المقبل عن منشورات «ستوك» في باريس. وتروي مؤلفة الكتاب وقائع علاقة استمرت 7 أشهر، جمعتها بالقطب الاشتراكي الذي خسر سمعته السياسية ووظيفته الدولية المرموقة بسبب فضيحة اعتدائه على عاملة غرف في فندق في نيويورك، قبل سنتين.

عنوان الكتاب «جميلة ووحش»، وقد سبقت صدوره ضجة إعلامية مرشحة للتنامي خلال الأيام المقبلة، خصوصا بعد أن نشرت مجلة «النوفيل أوبزرفاتور» فصولا منه في عددها الصادر أمس. وجاء في التقديم أن العلاقة بين المحامية والرجل الإشكالي بدأت أوائل العام الماضي، أي خلال انفصاله عن زوجته الصحافية آن سانكلير وانتهت مع صيف العام نفسه. ورغم حداثة القصة فقد سابقت المؤلفة الزمن لكي تحرر الكتاب في فترة قياسية وتحقق من ورائه مكسبا ماليا هو الثمن المدفوع للفضيحة. وتزعم مارسيلا أن ستروس - كان اعترف لها بأن حياته كانت «غلطة فظيعة».

تكتب مارسيلا يعقوب مقالا أسبوعيا في صحيفة «ليبيراسيون»، وتقدم نفسها بأنها حقوقية ومتخصصة في فلسفة الأخلاق، وسبق لها نشر عدد من الكتب حول قضايا مختلفة، منها دراسة تحليلية لعلاقة الإنسان بالطعام من منظور عقائدي بعنوان «اعترافات آكلة لحوم». وليس هذا هو كتاب المؤلفة الأول عن ستروس - كان، فقد سبق لها أن أصدرت، في العام الماضي، كتابا بعنوان «مجتمع من المغتصبين؟»، دافعت فيه عن دومينيك ستروس - كان. وكان الكتاب بداية لعلاقتها اللاحقة معه. أما في الكتاب الجديد، فإنها تحاول أن ترتدي ثوب المحللة النفسانية وتضفي طابعا فكريا وثقافيا على علاقتها العاطفية مع الرجل المتورط في عدة قضايا جنسية. ومن نماذج ما تقوله في الكتاب، إن ستروس – كان، كائن مركب من رجل ومن خنزير، وإن «الجانب الإبداعي والفني والجميل لديه يكمن في الخنزير لا في الرجل»، وإنه يمتثل للحياة من دون أن يعير اهتماما للأخلاق ولا يقيم حسابا للعواقب.

والخنزير، حسب المفهوم الشائع في فرنسا، وصف مرادف للشخص الذي لا يتورع عن القيام بأعمال مخجلة. وتشرح المؤلفة أن حبيبها كان، حتى في جانبه السيئ «فنانا ذواقة وشاعرا للقذارة» ولا يهمه سوى اللحظة الراهنة وما تحققه له من متعة. وبسبب هذه العبارات «التحليلية» وصفت مجلة «النوفيل أوبزرفاتور» الكتاب بأنه «نص حميم وتجربة فكرية» مكتوبة بشكل رائع يخلو من الاستعراض. وفي مقابلة نشرتها المجلة مع المؤلفة، قالت إن العلاقة المذكورة في الكتاب حقيقية في مراحلها وأماكنها وحواراتها، لكنها استعارت الخيال في وصف المشاهد الحميمة. كما وصفت مارسيلا يعقوب نفسها، في المقابلة، بأنها «الكائن الأكثر أخلاقية على سطح الأرض». وقد ولدت في عائلة يهودية لكن غير مؤمنة، والدين يعني لها الوقوف مع المضطهدين، وتقول: «لهذا أشعر بالقرب من الخنازير لأنها الحيوانات الأكثر اضطهادا في ثقافتنا اليهودية».