أنطوني توما موهبة لبنانية تسطع في برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية

في سابقة فريدة من نوعها أعضاء لجنة التحكيم يلبون دعوته إلى المسرح ويشاركونه الغناء

أنطون توما
TT

أحدث مرور موهبة الغناء اللبنانية أنطوني توما هزة إيجابية على مسرح برنامج 2the voice في نسخته الفرنسية إثر مشاركته فيه من خلال أغنية (بيلي جين) للراحل مايكل جاكسون وهو يعزف موسيقاها على آلة البيانو فضغط أعضاء لجنة الحكم المؤلفة من الفنانين (جنيفر وغارو ولويس برتينياك وفلوران بانيي) جميعهم دون استثناء على كبسة الزر الإلكترونية المثبتة على كراسيهم معلنين بذلك عن رغبتهم في ضمه إلى فريقهم الغنائي الذي سيتبارون من خلاله وكمدربين له للفوز بلقب صاحب أجمل صوت في البرنامج. ورغم حذف بعض المشاهد المؤثرة التي تبين مدى إصرار أعضاء اللجنة على الفوز بأنطوني توما كل في فريقه الخاص إلا أن ما عرض منها وشكل المفاجأة على المسرح فأبهر الجميع بدءا من مقدم البرنامج نيكوس الياغاس والفريق العامل في البرنامج، بالإضافة إلى الحضور الموجود تمثل بالمشهد الذي ترك فيه المدربون أماكنهم وراحوا يرقصون على نغمات صوت أنطوني بحماس واكتمل المشهد عندما لبوا دعوة الموهبة اللبنانية واعتلوا خشبة المسرح الموجود عليها ليشاركوه وهو يعزف على البيانو أداء أغنية فرنسية بعنوانsi seulement je pouvais lui manquer للمغني الفرنسي(كالوجيرو) وذلك بعد أن قال لهم: «لقد تشوشت أفكاري ولا أستطيع اختيار من سيدربني منكم ولذلك أطالبكم مرافقتي في الغناء ومن يقنعني سأنضم إلى فريقه». هنا علا الصراخ والتصفيق في الصالة ترحيبا بالفكرة التي لم يسبق أن شهدها البرنامج لا بنسخته الأولى ولا الثانية التي قرر بعدها أنطون أن ينضم إلى فريق النجمة الفرنسية (جينيفر) التي عرفها اللبنانيون من خلال فوزها بلقب (ستار أكاديمي) في نسخته الفرنسية في موسمه الأول عام 2002.

ورغم الانتقادات التي لاقاها أنطوني إثر قيامه بهذه الخطوة التي وصفتها بعض الصحف الفرنسية بالشعور بالغرور المسيطر على الموهبة اللبنانية إلا أن هذا الموقف كما وصفه والده نديم توما في حديث لـ«الشرق الأوسط» كان لمجرد ربح وقت إضافي يخوله أن يأخذ قراره بتأن بعدما تفاجأ برد فعل أعضاء اللجنة الإيجابي تجاهه وأوضح أن قرار ابنه الانضمام إلى فريق المغنية (جينيفر) جاء عن قناعة لدى أنطوني بأنها كمغنية شابة وصاحبة أسلوب غنائي حديث هو الأفضل له رغم أنه كان في البداية يفكر في الانضمام إلى فريق غارو.

ويروي نديم توما قصة جهاد ابنه في هذا المجال فيقول: «لقد طرقنا أبوابا كثيرة في الماضي من أجل إيجاد من يتبنى موهبة أنطوني ولكن مع الأسف لم يكترث للأمر أحد من الذين اتصلنا بهم ورغم مكانتهم المعروفة كموسيقيين وأصحاب شركات إنتاج واستوديوهات موسيقية، ولذلك قرر أنطوني أن يشارك في البرنامج الفرنسي عله يجد من خلاله من يؤمن بموهبته ويدعمه». ويصف نديم توما ابنه بالهادئ الذي في مختلف مراحل عمره وحتى في سن المراهقة التي هي الأصعب برأيه لم يواجهوا معه أي مشكلات تذكر فكبر بسلام دون أن يتسبب لهم في أي مواقف حرجة «أحيانا كنت أتعجب من أسلوبه السلس والخجول إلى حد ما في تسيير حياته ولعل ذلك يعود إلى نضجه قبل أوانه والتهائه بالموسيقى أكثر من أي شيء آخر».

وأنطوني الذي عاش في منزل يعبق بالفن والموسيقى إذ إن والدته مارسال كانت تعزف على الغيتار وتغني معه منذ نعومة أظافره ووالده كان أيضا يهوى الغناء وهو مطلع بشكل مكثف على الثقافات الموسيقية أطلق حتى الآن ثلاث أغنيات من تأليفه morning walk وjust to see you smile، I’ll think about it لم يهتم بالغناء الشرقي إذ كان يعلم في قرارة نفسه كما يقول والده بأنه غير مؤهل لذلك خصوصا وأنه لا يجيد العربية ولديه لدغة في لسانه بحرف الراء. ويضيف في هذا الإطار «لقد كتبت له والدته أغنية لبنانية ولحنها بنفسه ولكني يوما لم أسمعه يغنيها وفي إحدى المقابلات الإذاعية التي أجراها مؤخرا في فرنسا (راديو مونتي كارلو) طلب منه أداء أغنية للمطربة اللبنانية جوليا بعنوان (أنا مش الك) وكانت بالفعل مش الو لأنه بالكاد يعرف كلماتها رغم أنه معجب بأسلوب غناء صاحبتها وكذلك بالفنانة هبا طوجي».

ويروي ذوو أنطوني أنه منذ صغره كان مغرما بالغناء وهو الحلم الذي كان بمثابة هاجس لديه وأنه كان يؤدي أغاني الراحل مايكل جاكسون وهو في الرابعة من عمره وعندما ينهي وصلته ويقولون له (برافو أنطوني) فيرد عليهم قائلا: «لا لست أنطوني بل مايكل جاكسون».اليوم ينتظر اللبنانيون بحماس عرض حلقات برنامج (the voice) الفرنسي أسبوعيا لمتابعة مشوار أنطوني فيه والذي أخذت قناة الـ«إل بي سي» على عاتقها عرضه مباشرة في موعده على شاشتها مساء كل سبت ومتمنيين أن يحصل على اللقب رغم أن المنافسة كبيرة بينه وبين الأصوات الأخرى المشاركة في البرنامج.

حاليا يستقر أنطوني توما في باريس هو صاحب الفريق الغنائي (هوم مايد) الذي أحيا أكثر من حفلة في بيروت آخرها في مناسبة عيد الموسيقى في يونيو (حزيران) الماضي. وعندما يتحدث مع أهله لا ينفك يسألهم عن لبنان وأصدقائه مبديا اشتياقه الكبير لبلده الذي أكد في أحد أحاديثه الأخيرة بأنه مغرم فيه.أما والدته مارسال توما فتشير في لقاء مع «الشرق الوسط» أنها لم تكن تتوقع أن يحصد أنطوني كل هذا النجاح منذ اللحظة الأولى لاعتلائه مسرح (ذي فويس) كاشفة أن إحساسا دفينا لطالما رافقها وزوجها منذ أن اعتلى المسرح لأول مرة في المدرسة وهو في السادسة من عمره بأنه سيكون مشروع نجم. وعن الانتقاد الذي واجهه أنطوني بسبب دعوته لأعضاء لجنة الحكم للغناء معه على المسرح ردت موضحة: «لا أعلم لماذا اعتبروا ما قام به نوعا من الغرور ولو كان الأمر صحيحا وسيرتد سلبا على المدربين لما كان منتج البرنامج وافق على عرض هذه اللقطة في الحلقة من الأساس». وعن سبب عدم اشتراكه في نفس البرنامج في نسخته العربية قالت: «لقد فكر بالأمر لكنه وكونه يجيد الغناء الغربي اعتبر أن النسخة الفرنسية قد تفتح له آفاقا أوسع».

وأكد والد أنطوني أنه أجرى معه اتفاقية ضمنية من نوع بأن يكمل دراسته الجامعية في إدارة الأعمال هو حاليا في السنة الثالثة حتى لو فاز باللقب وأن لا مجال لمناقشته في هذا الموضوع. وقال مختتما حديثه: «مهما آلت إليه نتيجة البرنامج فنحن فخورون بما حققه أنطوني ولا شك أن أبواب النجاح ستفتح أمامه».