عائلة لورد كارنرفون تقيم نموذجا لمقبرة توت عنخ آمون بمناسبة الذكرى الـ90 لاكتشافها

الآلاف من أطفال المدارس البريطانية يزورون نموذج مقبرة الفرعون الشاب

الأثري هوارد كارتر يفحص تابوت توت عنخ آمون لدى اكتشافه لدى دخوله المقبرة في نوفمبر 1922
TT

أقامت عائلة لورد كارنرفون الخامس، الذي اكتشف مع هوارد كارتر، مقبرة الملك الفرعون توت عنخ آمون في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، نموذجا للمقبرة في قبو قلعة «هايكلير» مقر العائلة في مقاطعة بيركشير جنوب شرقي إنجلترا، للاحتفال بالعيد الـ90 لفتح المقبرة، الذي يواكب فبراير الحالي.

ويضم نموذج المقبرة صورا طبق الأصل من مقتنيات المقبرة عند فتحها، بما فيها التابوت الأوسط وقناعه الشهير، وسيتم افتتاحه للزيارة في أعياد الفصح التي تواكب الأول من شهر أبريل (نيسان). وقال إيرل كارنرفون الثامن، حفيد مكتشف المقبرة، إن لم يستطيعا (جده وهوارد كارتر) الكشف عن المقبرة فلم يكن من الممكن حتى اليوم أن يتم الكشف عنها فالرجلان قاما بخدمة رائعة للكشف عن مقبرة توت عنخ آمون وفهم التاريخ الإنساني.

وفي 14 نوفمبر 1922، وعندما كان عالم الآثار والمتخصص في تاريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير، واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل الغرفة في 16 نوفمبر، كأول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة.

وأضاف حفيد اللورد في تصريحات أن كثيرا من السياح الذين يزورون المقبرة اليوم نسوا من قام بالكشف عنها، معبرا عن حزنه لهذا السبب.

وكان اللورد قد توفي في أبريل 1923 بعد شهرين فقط من الكشف عن مقبرة الملك الفرعوني الشاب الأشهر في التاريخ بسبب العثور على غالبية محتويات مقبرته، لتثور بعدها إشاعة «لعنة الفراعنة» بسبب وفاته المفاجئة.

وكان كارنرفون وهوارد كارتر هما أول من شاهدا تابوت توت عنخ آمون بعد دفنه في البر الغربى في طيبة القديمة. ويعتبر توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها، كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، وإنما لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية، ومن أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.

وتوت عنخ آمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 قبل الميلاد. وعلى هامش الاحتفالات بذكرى الفرعون الشاب احتفلت جريدة «ذا تايمز» البريطانية الأربعاء الماضي بالذكرى الـ90 لنشرها أول مقابلة مع لورد كارنرفون الذي قام بتمويل اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» في البر الغربي بالأقصر، وذلك في 30 يناير (كانون الثاني) 1923 , وذكرت الصحيفة أنها دفعت له 5 آلاف إسترليني لتنفرد بنشر هذه المعلومة واللقاء معه وبعض الصور للمقبرة.

وأضافت «ذا تايمز» أن دفع مثل هذا المبلغ في ذلك الوقت كان غير معتاد على الإطلاق، مما أثار حفيظة وغضب صحف أخرى في بريطانيا. ونشرت الجريدة في عددها الصادر أمس هذه الصور التي تعد الأولى التي تم التقاطها للمقبرة.

من جهته، قال السفير المصري في لندن أشرف الخولي في لقاء مع عدد من الصحافيين المصريين حضرته «الشرق الأوسط» إن 1.1 مليون سائح بريطاني زاروا مصر خلال 2012، وذلك بزيادة عن العام السابق. وأضاف الخولي، خلال لقائه صحافيين مصريين يعملون في مؤسسات إعلامية بريطانية، أنه يولي أهمية كبيرة لعرض الحقائق عن التطورات في مصر، كما يولي أهمية كبيرة لأوضاع السياحة في مصر.

وتابع أنه حضر أمس احتفالا أقامته عائلة لورد كارنرفون في قلعة هايكلير مقر عائلة مكتشف مقبرة توت عنخ آمون في بلدة بيركشير جنوب شرقي إنجلترا، مشيرا إلى أن زوجة حفيد لورد كارنرفون أشارت إلى أن الآلاف من أطفال المدارس البريطانية يزورون نموذج مقبرة توت عنخ آمون في قبو القلعة سنويا، وأن مثل هذا المعرض يفيد في عرض المنتج السياحي المصري على البريطانيين ويزيد من أعداد زوار مصر.

وناشد الخولي وسائل الإعلام خاصة المصرية بضرورة تحري الدقة وعدم التركيز على الأحداث في ميدان التحرير، التي تؤثر سلبا على نية بعض المستثمرين البريطانيين والأجانب بشكل عام.

وكان يوم 4 نوفمبر 1922 قد شهد اكتشاف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر المتخصص في تاريخ مصر القديمة بالصدفة مدخل مقبرة توت عنخ آمون، ولم يكن يدرك حينها أنها مقبرة ملكية، وسرعان ما وجه عمال الحفر لإزالة أطنان من الرمال التي كانت تغمر مدخل المقبرة. وفي أوائل عام 1923، أصبح هوارد كارتر (1874 - 1939) أول إنسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ آمون. وكان أبرز ما يميز هذه المقبرة هو أنها وجدت تقريبا بالحالة نفسها التي ظلت عليها، منذ تاريخ دفن الفرعون الشاب.