أرغو يتفوق على غريمه لينكولن ويفوز بأوسكار أفضل فيلم

دانييل داي لويس أول ممثل يفوز بهذه الجائزة 3 مرات

من اليسار: دانيال دي لويس (أفضل ممثل) وجينفر لورانس أفضل ممثلة عن فيلم (سيلفر لاينينغز) وآن هاثواي أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم «البؤساء» وكريستوف والتز أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم «تحرير جانغو» (أ.ب)
TT

تغلب فيلم «أرغو»، الذي يتناول أزمة خطف رهائن أميركيين في إيران، على منافسه «لينكولن» الذي يتناول قصة حياة الرئيس الأميركي الراحل أبراهام لينكولن، وتوج بجائزة أوسكار أفضل فيلم خلال الحفل السنوي الخامس والثمانين لتوزيع جوائز الأوسكار. وأقيم الحفل الذي تنظمه أكاديمية فنون وعلوم السينما الليلة الماضية على مسرح دولبي في هوليوود لتوزيع جوائز الأوسكار لأهم الإنجازات السينمائية في عام 2012.

الفيلم يحكي قصة حقيقية لمحاولة وكالة المخابرات المركزية الأميركية إنقاذ ستة دبلوماسيين أميركيين من إيران بعد اندلاع الثورة الإسلامية هناك عام 1979 تحت غطاء تصوير فيلم هوليوودي مزيف. وفاز «أرغو» بالجائزة بعد فوزه بعدد كبير من جوائز هوليوود لكن مخرجه بن أفليك استبعد من قائمة المرشحين لجائزة أفضل مخرج. وأصبح الفيلم أول من يفوز بالجائزة دون أن يحصل مخرجه حتى على ترشيح منذ أن فاز بها فيلم «سائق السيدة ديزي» عام 1990.

وقال أفليك «يشرفني أن أكون هنا. ويشرفني أن أكون بين هذه الأفلام الاستثنائية ويشرفني حقا الفوز بجائزة أوسكار. لهذا ليست هذه مرحلة أمضي فيها وقتا طويلا في إعادة التفكير أو القلق بشأن الأمر».

ويتم اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار عبر الاقتراع السري الذي يشارك فيه نحو 5800 عضو بأكاديمية فنون وعلوم السينما ووزعت الجوائز أمام جمهور يتألف من 3300 ضيف فضلا عن عشرات الملايين الذين شاهدوا الحفل على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم.

وبعد عدة أعوام من ترشيح أفلام ذات نسبة مشاهدة ضعيفة حققت الأفلام التسعة التي تنافست على جائزة أفضل فيلم إيرادات تزيد قيمتها على ملياري دولار على مستوى العالم.

وأبى فيلم «لينكولن» أن يخرج من السباق خالي الوفاض إذ فاز بطله المخضرم دانييل داي لويس بجائزة أفضل ممثل عن دوره الذي جسد فيه شخصية لينكولن. وأصبح داي لويس أول ممثل يفوز بهذه الجائزة الكبيرة ثلاث مرات. ونال بجائزة أوسكار أفضل ممثل مرتين من قبل عن دوره في فيلم «قدمي اليسرى» عام 1989 وفيلم «ستراق دماء» عام 2007. وقال داي لويس «حقا لا أعرف كيف حدث ذلك».

وكان داي لويس، 55 عاما، المرشح الأوفر حظا للفوز بالجائزة بفضل أدائه الهادئ والمتقن لشخصية لينكولن وهو واحد من أبرز الرؤساء الأميركيين في التاريخ. وفاز داي لويس المولود في بريطانيا والذي يحمل الجنسيتين البريطانية والآيرلندية بكل الجوائز التي سبقت الأوسكار مثل «غولدن غلوب» أو الكرة الذهبية وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون «بافتا».

قال «شعرت بكثير من الحزن في نفسي وأنا أحاول تصور أدائه. طبيعته كانت مقيدة وفكرة أننا إذا أسأنا تقديمه وهو أمر وارد تماما وربما مرجح كانت تعني أنني لن أستطيع أن أري أحدا وجهي في هذا البلد مجددا. لهذا نعم لكن حزن من الخارج ليس بعد. كلا».

وأضاف «من المؤكد أنني خرجت من الشخصية الآن لكن إذا عدت إليها بطريق الخطأ فتستطيعون التدخل بطريقة ما. يمكنكم القيام بإسعافات أو ما تفعلونه مع الممثلين الذين تلتصق بهم الشخصية لا أدري. كلا لكن المؤكد الآن أنني خرجت من الشخصية».

وحصلت جنيفر لورنس على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكوميدي «شعاع أمل» وذلك بعد تنافس محتدم مع جيسيكا تشاستين بطلة فيلم «نصف ساعة بعد منتصف الليل». وهذه أول جائزة أوسكار تفوز بها لورنس، 22 عاما، والتي سبق ورشحت لنفس الجائزة عام 2011 عن دورها في فيلم «عظم الشتاء».

الممثلة جنيفر لورنس قامت بدور أرملة شابة صاخبة في الفيلم الكوميدي، لكنها تعثرت في ذيل ثوبها عندما اقتربت من المسرح. وقالت بعد تسلم الجائزة «تقفون لأنكم تشعرون بالأسف لآني تعثرت.. ولكني أشكركم.. ما الذي دار بذهني حين سقطت.. كلمة بذيئة لا أستطيع التلفظ بها». وأضافت «الاستعداد لليوم.. لم أتناول الطعام لأنني كنت متوترة جدا وكنت أتضور جوعا في السيارة وكان هذا سيئا. لكن لا أدري أعتقد أنني كنت أقل توترا لأنني مررت بالأمر من قبل وأعرف المزيد من الناس. في العام الماضي أو المرة السابقة كنت جديدة تماما على الصناعة ولم أعرف أحدا فكنت أذهب إلى هذه المناسبات وأرى كل هؤلاء الناس يتعانقون».

وفاز المخرج الصيني انغ لي المولود في تايوان بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن فيلم المغامرات «حياة باي». ورشح الفيلم لنيل 11 جائزة أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم. وكان لي، 58 عاما، الذي بدأ حياته بإخراج أفلام ناطقة باللغة الصينية فاز بجائزة الأوسكار من قبل عام 2006 عن فيلم «جبل بروكباك».

وفازت آن هاثاواي بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «البؤساء» المقتبس من المسرحية الملحمية التي ألفها الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوغو عام 1862. وهذه هي أولى جوائز الأوسكار التي تنالها هاثاواي، 30 عاما، وكانت المرشحة الأوفر حظا للفوز بالجائزة هذا العام.

واقتنص كريستوف فالتز جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «تحرير جانغو» للمخرج كوينتن تارانتينو. وسبق لفالتز الفوز بنفس الجائزة عام 2010 عن دوره في فيلم «الأوغاد المنتقمون» وهو أيضا من إخراج كوينتن تارانتينو. وفاز الفيلم النمساوي «الحب» بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

ويروي الفيلم الناطق بالفرنسية والذي أخرجه مايكل هانكه تفاصيل الصراع اليومي لزوجين باريسيين مسنين مع مواجهتهما اقتراب الزوجة من الموت.

ومنح فيلم «شجاعة» الذي يتناول قصة أميرة متمردة جائزة أوسكار أفضل فيلم طويل بالرسوم المتحركة. ويحكي الفيلم قصة أميرة شابة اسمها ميريدا كانت تعيش في مرتفعات اسكوتلندا القديمة ثم ضاقت بالحياة التقليدية المألوفة وتحدت والديها لتشارك في مسابقة للرمي بالقوس وهو أمر يخالف تقاليد البلاد. كما نال فيلم «البحث عن رجل السكر» جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل.