هيئة استثمار بغداد تحول أرضا مهملة إلى مشروع ترفيهي على نهر دجلة

مرسى ومنتجع العطيفية أصبح الملاذ الأهم للبغداديين

يحتوي المشروع على ثلاثة مطاعم درجة أولى اثنين منهما على ضفة النهر والآخر عائم على الماء
TT

من يتطلع لها من بعيد، يشعر أنه على ضفاف نهر السين بباريس، أو أنها قاربت على ذلك، حتى يحلو لمرتاديها تسميتها بقبلة الشرق في بغداد، وملاذ السياح الأهم فيها، فبعد أن كانت أرضا مهملة، وحكرا على أعوان النظام السابق، استطاع مستثمرون عراقيون، تحويل نحو 10 دونمات من الأرض المطلة على نهر دجلة إلى منتجع سياحي كبير يؤمها البغداديون والسياح، ضمن خطة لإنعاش السياحة الداخلية في البلاد.

مرسى ومنتجع العطيفية السياحي، الذي شيد بكلفة بلغت مليارا و850 مليون دولار، افتتحته هيئة استثمار بغداد أخيرا على مساحة كبيرة من ضفاف نهر دجلة أسفل جسر الصرافية من جانب الكرخ، بواجهة 140 مترا أمام النهر، سعته تصل إلى 3000 زائر، كان أهم إنجازات الخطة الاستثمارية لتطوير جانب السياحة والمراكز الترفيهية في البلاد.

يقول رئيس هيئة استثمار بغداد شاكر الزاملي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة وبالتعاون مع وزارة النقل العراقية، قامت بافتتاح المرسى في مكان حيوي مهم في العاصمة بغداد، ويحتوي المشروع على ثلاثة مطاعم درجة أولى، اثنين منهما على ضفة النهر والآخر عائم على الماء، ومطعم عائم لشواء السمك بطابقين، هو الأول من نوعه في العراق ممتدا وسط دجلة مسافة 12 مترا، فضلا عن مدينة ألعاب وزوارق صغيرة لترفيه الأسر البغدادية، وزورق كبير يستوعب 100 شخص مخصص للمناسبات وغيرها.

وأشار: الهيئة لديها خطة بالتنسيق مع وزارة النقل لإنشاء نحو 22 مرسى ومطعما عائما على ضفاف نهر دجلة، تبدأ من منطقة الكريعات وينتهي في منطقة الجادرية مع عمل أسطول نقل نهري في النهر لنقل الركاب، إضافة إلى إنشاء منتجعات سياحية وفنادق ومدن ألعاب كما هو موجود في البلدان المتقدمة، لأجل إنعاش السياحة الداخلية من جديد.

وحول مشكلة ارتفاع مناسيب المياه بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على بغداد مؤخرا، وتأثر بعض المرافق الخدمية منها قال سلام أحمد مدير الصالات والحدائق في المرسى: «أهم ما يميز المرسى هو وجود أكبر مطعم عائم وهو الوحيد أيضا في بغداد، ولا خشية من ارتفاع مناسيب المياه، لأن المطعم يرتفع بارتفاع مستوى النهر، لكن ذلك سبب بعض المخاوف لدى العوائل العراقية وقت الأزمة، وامتناعها عن ارتياده».

وأضاف: «المرسى يستقبل يوميا وفودا رسمية وسياحا أجانب وعراقيين يزورون البلاد بعد قطيعة سنوات، ويعبرون عن فرحهم بوجود مثل هكذا أماكن سياحية تعيد لبغداد ألقها وقوتها في جذب السياح من جديد».

وعن مشاريع التطوير، قال: «نسعى إلى تطوير مرافق المرسى، ونصب دولاب هواء كبيرا، وصالة سينما، وركزنا في العمل على إظهار الطابع الفلكلوري بهويته التراثية المميزة لبغداد، ونطمح إلى معاونة الجهات الحكومية لعملنا».

تقول الزائرة الحاجة أميرة علي، خلال زيارتها المكان برفقة العائلة: «إن تصميم المنتجع يبعث على الارتياح خصوصا وأنت تحتضن مياه النهر التي حرمنا منها سنوات طويلة، لكن المشروع بحاجة إلى توفير طريق ميسر للزوار والتخفيف من السيطرات الأمنية ونقاط التفتيش التي تحيط المكان».

فيما أشار المواطن ناطق السلامي، خلال زيارته للمكان: «هذه أول زيارة لي، ووجدته مهيئا بشكل جيد والخدمة ممتازة، وهو مبعث فخر وارتياح للبغداديين الذين عانوا كثيرا من شحة المرافق السياحية والخدمية في البلاد».