البابا السابق يقيم في قصر غاندولفو بصفة مؤقتة

سيقضي أيام حياته في دير متواضع في الفاتيكان

البابا بنديكتوس في حديقة القلعة و حدائق القلعة التي سيقيم فيها البابا بصفة مؤقتة و الخياط الكولومبي لويس أبل ديلغادو يخيط واحداً من التيجان البابوية التي سيستخدمها البابا الجديد (أ.ف.ب)
TT

توجه البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الكنيسة الكاثوليكية بعد تقاعده رسميا يوم الخميس بعيدا عن الفاتيكان إلى المقر الصيفي في قلعة غاندولفو الواقعة على بعد 15 ميلا جنوب شرقي روما.

وفي الوقت الذي سيجتمع فيه مجمع الكرادلة لانتخاب الزعيم رقم 266 للكنيسة الكاثوليكية سيستمتع البابا المتقاعد البالغ من العمر 85 سنة بمناخ أكثر برودة وجولات في حدائق القصر.

وتجدر الإشارة إلى أن القصر التاريخي بمجموعة الفيللات التي يحتويها يضم قاعات رسمية ترجع إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت بمثابة واحات لراحة الباباوات عندما كانوا يسعون إلى الابتعاد عن طقس العاصمة الإيطالية روما في فصل الصيف. وستستضيف القاعات الرسمية التي تحتوي على قاعة للمقابلات البابا ضعيف البنية بعد تقاعده يوم 28 فبراير (شباط) الماضي.

وتحتوي حدائق القصر على سياج نباتي على شكل أهرامات وكرات والكثير من النباتات مثل أشجار أحجية القردة والكاميليا والغاردينيا والكركديه الصيني بسبب المناخ الشتوي المعتدل والأراضي البركانية الخصبة. كما تنتشر في الحدائق الكثير من النافورات والتماثيل ونسخة من كهف كنيسة لوردز.

غير أن هذا المقر هو بصفة مؤقتة، فعندما تنتهي عمليات التجديد في دير متواضع داخل الفاتيكان سيعود بنديكتوس إليه حيث «سيقضي أيامه المتبقية مختفيا عن العالم» وسيتفرغ للعبادة. والمعروف أن البابا تقاعد عن منصبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية بسبب «تقدمه في العمر»، وهو أول بابا للكنيسة الكاثوليكية يفعل ذلك منذ 6 قرون.

والجدير بالذكر أن البابا المتقاعد يحب الموسيقى الكلاسيكية ويعزف على البيانو، وله مؤلفات كثيرة، منها ثلاث رسالات بابوية ونحو أربعين كتابا، بينها «يسوع الناصرة». ولهذا ليس غريبا أن يختار قلعة غاندولفو المقر الصيفي للباباوات. وفي هذا المكان يحيي البابا المؤمنين في ظهور خاطف من شرفة المقر، وسيكون هذا آخر ظهور علني له بصفته البابوية.

وفي كاستيل غاندولفو، أعد المؤمنون مراسم تكريمية للبابا في الساعات الأخيرة من حبريته. وبحسب إذاعة الفاتيكان، سيضيء بعضهم شعلات وآخرون يتلون صلاة الوردية مع نصوص أعدها البابا المستقيل المعروف بتعمقه في اللاهوت، كما سيقوم البعض بحج صغير سيرا على الأقدام من بحيرة البانو الواقعة على بعد كيلومترين.

ومن المتوقع بقاء البابا الفخري قرابة شهرين في قلعة غاندولفو بعيدا عن الضوضاء الإعلامية التي تحيط بمجمع الكرادلة المكلف انتخاب خلف له في أواسط مارس (آذار). ولدى عودته إلى الفاتيكان نهاية أبريل (نيسان) سيستقر راتسينغر في دير سابق مبني وسط الحدائق، حيث قد يلتقي خلفه وجاره في تجاور نادر في تاريخ الفاتيكان.

ومع انتهاء فترة البابا غير المتوقعة يطرح السؤال حول ما سيحدث لخاتمه الذي يستخدم كختم لفترته في كرسي البابوية وفقا لتقاليد الفاتيكان. ويتم عادة إتلاف الخاتم، وتعزى هذه العادة لأسباب عدة، منها تفادي استخدام الخاتم في تزوير وثائق بعد الوفاة. ومنذ عام 1265 كان يستخدم الخاتم كختم رسمي للأوراق التي تحمل توقيع البابا، واستمرت هذه العادة حتى عام 1842 حين تم استبدال ختم به، ولكنه بقي رمزا مهما للبابوية حيث عادة يقبله زوار البابا. وقد حفر اسم البابا بنديكتوس السادس عشر على الخاتم الذي يحوي 1.23 أونصة من الذهب. وأوضح المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن «الأغراض المرتبطة برموز البابوية الشخصية ستتلف ولكن قد يجري المزيد من النقاش حول طريقة التعامل مع الخاتم».

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» أن «مصمم الجواهر كلاوديو فرانشي هو من صمم الخاتم الذهبي الذي يظهر القديس بطرس وهو يصطاد». وتعتبر هذه الصورة رمزا للبابوية، منذ نحو ألف سنة. وتابع: «لهذا السبب يجب حفظه في متحف، لقيمته الرمزية وليس لأنني أنا صنعته»، مشيرا إلى أنه قدم نموذجين عن الخاتم للبابا الذي اختار التصميم الكلاسيكي.

ورغم أن الباباوات المعاصرين ومنهم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، حدوا من استخدام الخاتم، فإن البابا بنديكتوس السادس عشر أعاد استخدامه في حياته اليومية بعد انتخابه عام 2005.

ووصف فرانشي هذه الخطوة بأنها «مبادرة من البابا المحافظ لإعادة شيء قيم من الماضي»، موضحا أنه «بما أن الخاتم استخدم على أنه شيء متصل بتاريخ البابوية وليس بشكل رسمي في أعمال البابا كختم مثلا، يجب التعامل معه على أنه عمل فني».