سوق «آرت 13» في لندن تقدم أعمالا حديثة ومعاصرة

70% من الغاليريات العارضة تقدم أعمالها لأول مرة.. من بينها غاليري أثر السعودي

TT

انطلقت أمس في قاعة أولمبيا في العاصمة البريطانية سوق «آرت 13» التي تستمر حتى الثالث من مارس (آذار) الحالي. وهي سوق الفنون الجديدة المخصصة للأعمال الحديثة والمعاصرة، وتقدم رؤية شاملة للفنون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى الوقت الراهن، برعاية مصرف سيتي الخاص. وتجدر الإشارة إلى أن 70 في المائة من الغاليريات المشاركة تقدم أعمالها للمرة الأولى. وقد وصفها النقاد بأنها «أول سوق فنية عالمية حقيقية في أوروبا».

وسيعرض 129 غاليري من أهم الغاليريات في العالم من 30 دولة من قارات العالم المختلفة، أعمالها الفنية للمرة الأولى.. من بينها لوحات وتماثيل وصور فوتوغرافية ومطبوعات وبعض أعمال الوسائط المتعددة.

وتتيح السوق لجامعي الأعمال الفنية وهؤلاء الذين يرغبون في شراء مثل تلك الأعمال الفرصة للشراء، وتتراوح أسعار المعروضات ما بين مائة جنيه إسترليني إلى نصف مليون جنيه إسترليني.

ولا تكتفي «آرت 13» بعرض أعمال فنية، بل تقدم بعض الأعمال الموسيقية والتمثيلية المعاصرة، بالإضافة إلى مناقشات حول دور جمع التحف وانتشار المتاحف الخاصة في العالم. كما تعد السوق جولات مصحوبة لإتاحة الفرصة للزوار للقاء ممثلي الغاليريات المشاركين في السوق.

وستقدم السوق أعمالا فنية من 6 قارات اعترافا منها بنوعية إنتاج بعض الدول، مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا وأستراليا والبرازيل ودبي ولبنان وغاليري أثر من السعودية، بالإضافة إلى عروض قوية من غاليريات من أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ومن بين الأعمال المعروضة في السوق عمل نحتي تفاعلي للفنانة اللبنانية زينة الخليل بعنون «السلام عليكم»، والعمل عبارة عن لفظ الجلالة باللغة العربية يرتفع 4 أمتار مصنوع من بلاط زجاجي يعكس الأضواء والبيئة المحيطة به بمن فيها المشاهد نفسه. وتقدم زينة الخليل رؤية جيل يعيش في ظل الحروب، على علم دائم باحتمال تجدد الحروب مرة أخرى في أي وقت، ولكنه يسعى للسلام ويأمل في العودة إلى الأوضاع الطبيعية. وسيجري تفعيل العمل بالموسيقى والرقاص. كما سيدور العمل الفني ببطء.

وقد شاركت الفنانة التركية إيلا حبري بتقديم موسيقى «تركية لبنانية» في افتتاح السوق أول من أمس.

وتجدر الإشارة إلى أن زينة الخليل عاشت في لاغوس ولندن ومدينة نيويورك وفي بيروت. وهي فنانة تصويرية وكاتبة وناشطة ثقافية، وتحمل ماجستيرا من مدرسة الفنون التصويرية في مدينة نيويورك، بعد تخرجها في جامعة بيروت العربية.

وتنتج زينة أعمالا فنية في كثير من المجالات تتراوح ما بين الرسم والوسائط المتعددة والكتابة.

وقد قدمت أعمالها في كثير من قاعات العرض العالمية، من بينها متحف موري للفنون في اليابان، وفي معهد العالم العربي في باريس، وفي إيطاليا وفي سراييفو وفي برلين وفي بروكسل.

ومن بين العارضين العرب المشاركين في السوق يونس بابا علي وهو مغربي من مواليد مدينة وجدة في عام 1986، وهو يعيش ويعمل ما بين بروكسل والدار البيضاء. وبعد تخرجه في مدرسة فنون الديكور في ستارسبورغ في عام 2008 شارك في الكثير من المعارض الدولية، بالإضافة إلى بينالي مراكش وبينالي سكوبي. والعمل المعروض في السوق بعنوان «مورس» هو عمل صوتي يتكون من مكبر للصوت يذيع الأذان بطريقة «مورس» طبقا لمواعيد الصلاة في المكان الذي يعرض فيه العمل. ويثير العمل العلاقة بين الطقوس الدينية وغياب الخبرات الروحية في الوقت الراهن.

ومن بين الأعمال التي تقدمها السوق عمل للفنان الإندونيسي هانديويرمان سابتوترا بعنوان «لا جذور لا نبتة - 7»ـ ويستخدم سابتوترا في أعماله مواد عادية ذات الاستخدامات اليومية، مثل القطن والشعر والخشب، ويعيد تشكيلها بطريقة على عكس المعهود. وقد درس العلاقة بين الاستثنائي والعادي. وينتج سابتوترا أعمالا في مجالي الرسم والنحت، وتعطي أعماله انطباعا بأنها قد تمت مشاهدتها من قبل، ولكنها غير واضحة. ويقول الفنان: «لقد اكتشفت أشكال أعمال حولي عن طريق اهتمامي بمراقبة الكثير من الأشياء الدقيقة حولي. نادرا ما تجذب اهتمامي أشياء كبيرة. بل عادة الأشياء الصغيرة والعادية».

ومن بين أهم المعروضات عمل بعنوان «القارب» للفنان الصيني جو جينشي يمتد 12 مترا ومصنوع من 8 آلاف من ورق الأرز. وقد قضى 20 شخصا ثلاثة أيام في شنغهاي لتنفيذ العمل. وهو مصنوع من البامبو والقطن وورق الأرز.

وذكرت مديرة المعرض ستيفاني ديكفوس أن «(آرت 13) ستصبح مكانا للاستكشاف، وسيتاح للزوار الفرصة لمشاهدة منحوتات ضخمة الحجم من جميع أنحاء العالم».