أول امرأة ترأس صحيفة «لوموند» الباريسية منذ تأسيسها قبل 69 عاما

ناتالي نوغيريد عملت مراسلة في موسكو وفازت بأغلبية أصوات جمعية المحررين

اختيرت نوغيريد خليفة للصحافي إريك إزرائيليفيتش الذي توفي نهاية نوفمبر الماضي بصورة مفاجئة
TT

إذا نجحت امرأة في الوصول إلى إدارة صحيفة «لوموند» فهذا يعني أن من المتاح أن تبلغ فرنسية سدة الرئاسة في «الإليزيه». فقد حصلت الصحافية ناتالي نوغيريد على غالبية الأصوات في انتخابات جرت، مساء أول من أمس، لتصبح أول امرأة تدير الصحيفة الرصينة التي أسسها هوبير بوف - ميري عام 1944.

واختيرت نوغيريد خليفة للصحافي إريك إزرائيليفيتش، الذي توفي نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بصورة مفاجئة. إزرائيليفيتش اختير رئيسا للتحرير في بداية 2011. وكان ملاك الصحيفة أقروا هذا الترشيح منتصف فبراير (شباط) الماضي.

وحسب قانون الصحيفة، كان على المرشحة البالغة من العمر 46 عاما والعاملة في القسم السياسي، اجتياز الاقتراع السري لمجلس الإدارة، كخطوة أُولى. ويتألف المجلس من 11 عضوا يمثلون مالكي أسهم اليومية الفرنسية الأشهر، التي تصدر بعد ظهر 6 أيام في الأسبوع.

وفي اقتراع سري، منح 7 أعضاء أصواتهم لناتالي نوغيريد، مع اعتراض عضو واحد وامتناع 3 عن التصويت. وكانت الخطوة الثانية تقديم اسم المرشحة لتصويت جمعية المحررين. ويشترط القانون أن يجمع الفائز أكثر من 60 في المائة من الأصوات.

الأسبوع الماضي، دافعت ناتالي عن ترشيحها في لقاء دام 3 ساعات مع جمعية المحررين. وكانت حجتها تعتمد على الحفاظ على استقلال «لوموند» ومستوى الخدمة الإعلامية التي تقدمها. وفي منافسة صعبة مع مرشحين آخرين من العاملين في الجريدة، تمكنت ناتالي من أن تفوز بثقة 79.4 في المائة من أعضاء جمعية المحررين، وعددهم 450 عضوا، لتحتل المنصب الذي شغر، أواخر العام الماضي، برحيل المدير السابق إريك إزرائيليفيتش بسكتة قلبية. المديرة الجديدة حاصلة على شهادة عليا في العلوم السياسية وخريجة معهد إعداد الصحافيين في باريس، ومتخصصة في سياسات دول أوروبا الشرقية. وقد انتمت إلى أسرة تحرير «لوموند» عام 1996 آتية من صحيفة «ليبيراسيون»، حيث عملت مراسلة للصحيفة ولراديو «بي بي سي» من تشيكوسلوفاكيا، ثم مراسلة في القوقاز.

لحساب «لوموند»، أجرت نوغيريد تحقيقات في أوكرانيا وروسيا قبل أن تصبح مراسلة في موسكو، ثم محررة للشؤون الدبلوماسية. وفي عام 2005، حصلت على جائزة «ألبير لوندر» التي تمنح للصحافيين الفرنسيين البارزين، وذلك عن تغطيتها لحادث احتجاز رهائن في مدرسة في الشيشان. وعلى الرغم من أنها من الصحافيات المشهود لهن بالنزاهة والالتزام بأخلاقيات المهنة، فإن هناك من يرى في نقص خبرتها الإدارية ضعفا قد يضعها في مواقف صعبة، نظرا للضغوط العليا والتدخلات الخارجية التي يتعرض لها من يشغل موقعها.

تأسست «لوموند» عام 1944، حيث دخلت في البداية في مشكلات اقتصادية هائلة، ثم استحوذ عليها راعي الثقافة اليساري بيير بيرجي مع اثنين من المستثمرين، ووعدوا جميعا باستثمار أكثر من 100 مليون يورو فيها. ولم يكن هذا التطور بالنسبة للصحافيين العاملين بهذه الصحيفة ذات الخط التقليدي إنقاذا من الإفلاس فحسب، وإنما عني أيضا بسط نفوذهم على هيئة التحرير وشركائها حتى اليوم.