لندن تستعد لموسم فني حافل تتخلله مشاركات واسعة من الشرق الأوسط

معرض عن اللؤلؤ مع هيئة متاحف قطر.. وإعلان الفائز بـ«جائزة جميل» من أبرز أحداثه

لوحة للفنان العالمي فيرمير شمن - المعرض الذي يقيمه «الناشيونال غاليري»
TT

ما الذي تحمله الخريطة الفنية والثقافية في لندن لعام 2013؟ هناك الكثير كما يبدو من العرض الذي قدمه مسؤولو المتاحف الكبرى أول من أمس لمجموعة من الصحافيين الأجانب في العاصمة البريطانية. العرض تحول إلى عادة سنوية شارك فيه مندوبون عن المتحف البريطاني والأكاديمية الملكية للفنون ومتحف لندن والناشيونال غاليري ومتحف فيكتوريا آند ألبرت ودار الأوبرا الملكية. وتبدو خريطة الفعاليات غنية إلى حد التخمة بمعارض لفنانين معروفين وأيضا بفعاليات فنية وثقافية تقام على هامشها، ولم تغفل الخريطة الجانب العربي الذي بدأ يأخذ مكانا ثابتا في خريطة لندن الثقافية، فأعلن أيضا عن معارض مشتركة مع جهات عربية ومعارض لفنانين من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مهرجانين للفنون الشرق الأوسطية؛ وهما: «مهرجان شباك»، و«مهرجان نور».

المكان هو متحف فيكتوريا آند ألبرت الذي يتميز بمبناه العريق، حيث اجتمع المراسلون الأجانب في غرفة المحاضرات للاطلاع على ما ستقدمه العاصمة البريطانية خلال العام المقبل. ومن خلال العرض، قدم المندوبون فكرة عن النشاطات القادمة وأيضا لخصوا حصيلة الموسم الماضي.

من بين المتحدثين، أسهب مندوب متحف تيت في الحديث عن عدد من المعارض القادمة التي تتوزع ما بين فرعي المتحف، متحف الفن الحديث «تيت مودرن» والمتحف الأم «تيت بريتان»، وإلى جانب المعارض الرئيسية التي يقدمها وتشمل المعرض المقام حاليا حول الفنان ليختنيستاين هناك معارض كبرى قادمة، أحدها عن الفنان البريطاني الشهير إل إس لاوري الذي يعتبر أول معرض يقام عن الفنان منذ وفاته في عام 1976 ويعرض 80 لوحة للفنان الذي صور الحياة في المدن الصناعية في بريطانيا بواقعية أقرب إلى التأثيرية. ومن الجانب العربي، يقدم المتحف أعمال الفنانة اللبنانية سلوى شقير وهي من رواد الفن التجريدي في الشرق الأوسط في معرض يفتتح في 17 أبريل (نيسان) المقبل، ويعد المعرض الأول للفنانة في المملكة المتحدة، حيث يضم لوحات ومنحوتات للفنانة نفذتها على مدار خمسين عاما، تبدت فيها تأثيرات العالم والرياضيات والفن الإسلامي. المعرض الثاني لفنان عربي يحتضنه متحف تيت هو للفنان السوداني إبراهيم صلاحي وهو فنان مهاجر يعيش في بريطانيا، ويستضيف التيت المعرض بعد انتهاء فترة عرضه في الدوحة حيث حل مؤخرا. ويشير مندوب المتحف إلى أن خريطة هذا العام تقدم «خليطا مثيرا للاهتمام بين الفن الغربي والشرقي». ولا يفوته الإشارة إلى معرض آخر قادم لا يقل أهمية من حيث مكانة الفنان أو شعبيته التي ستضمن مبيعات عالية للتذاكر، وهو معرض للفنان مارك شاغال وهو من أكثر الفنانين العالميين شهرة وشعبية خلال القرن الماضي. ويشير مندوب المتحف إلى أن المعرض يعد الأول من نوعه في بريطانيا منذ 15 عاما. المعرض يركز على أعمال الفنان في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى وزيارته لبرلين والفترة التي قضاها في روسيا خلال فترة الثورة عام 1917. المعرض أيضا يضم مجموعة من اللوحات والرسومات التي تقدم نظرة جديدة على أعمال الفنان الشهير الذي يعد من أكثر الفنانين شاعرية وتأثيرا في العالم.

ومن خطة متحفي التيت مودرن وتيت بريتان، ننتقل إلى ما تخبئه خريطة المتحف البريطاني الذي يعد زواره بمعرض ضخم حول بومبيي - المدينة الإيطالية التي دمرها البركان وتحولت إلى معرض حي للأنقاض والحياة اليومية التي توقف عندها الزمن. وتشير أوليفيا ريكمان، من المتحف البريطاني، إلى أن المعرض يتميز عن غيره من المعارض التي تناولت بومبي بأنه «يقدم تصورا للمدينة والمأساة التي حلت بها عبر الأعمال الفنية وقطع المفروشات لا عبر الموجودات الأثرية فقط كما جرت العادة في المعارض المماثلة». وتشير ريكمان إلى أن المعرض، الذي يعلق عليه المتحف الآمال بأن يكون من أكثر معارضه جذبا للزوار، «هو الأول حول هذا الموضوع منذ 15 عاما».

«ناشيونال غاليري» في موقعه الشهير بساحة ترافالغار يقدم معرضا في شهر يونيو (حزيران) المقبل عن الفنان الهولندي العالمي يوهان فيرمير بعنوان «فيرمير والموسيقى: فن الحب والمتعة». وكما هي العادة مع المعارض التي تتناول أعمال الفنان الرائع، يتوقع أن تنفد تذاكره التي ستطرح للبيع قبل المعرض بفترة قصيرة، فإقامة معرض عن هذا الفنان الساحر هو دائما وسيلة مضمونة لجذب زوار كثيرين من داخل بريطانيا وخارجها.

متحف فيكتوريا آند ألبرت من جانبه يحتضن في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل معرضا مهما يقام بالتعاون مع هيئة متاحف قطر بعنوان «لآلئ» يستكشف تاريخ اللآلئ الطبيعية منذ الإمبراطورية الرومانية حتى الوقت الحاضر. وسيتم عرض نماذج نادرة لمجوهرات مصنوعة من اللؤلؤ، منها قلادة تعود إلى القرن السادس عشر، وقطع صممت بطريقة الآرت نوفو، بالإضافة إلى تيجان ارتدتها سيدات الأسر الحاكمة في أوروبا مثل تاج كونيسة سبنسر، انتهاء بأقراط امتلكتها نجمة السينما الأميركية إليزابيث تايلور.

كما سيقدم المتحف كعادته السنوية معرضا لأعمال الفائزين بجائزة جميل للفنون التي تدعمها «مجموعة عبد اللطيف جميل»، وسوف يعلن عن القائمة القصيرة للفائزين يوم الخميس المقبل ويقام حفل بالمناسبة خلال معرض آرت دبي الأسبوع المقبل.