أوباما يسخر من نفسه والصحافيين في مأدبة عشاء

في إشارة إلى خلاف بين صاحب فضيحة «ووترغيت» ومستشار البيت الأبيض

الرئيس الأميركي باراك أوباما يغادر النادي بعد حفل العشاء (أ.ب)
TT

سخر الرئيس الأميركي باراك أوباما من نفسه، ومن صحافيين، من بينهم المحنك بوب وودورد الذي يعمل في صحيفة «واشنطن بوست»، في حفل عشاء سنوي، يتبادل فيه الرئيس والصحافيون الذين يغطون البيت الأبيض الطرائف والغمزات.

ومزح أوباما في حفل نادي «غريديرون»، الذي أقيم في فندق «ريناسانس» في واشنطن، حول الخلاف الذي وقع مؤخرا بين وودورد ومسؤول كبير في البيت الأبيض، وقال أوباما: «متى ندمت أي إدارة أميركية على دخولها في جدل مع بوب وودورد؟ ما هي أسوأ نتيجة؟». هذه إشارة إلى خلاف بين وودورد وجين سبيرلنغ، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، ظهر في رسالة إلكترونية نشرها وودورد، وفيها تحذير من سبيرلنغ بأن وودورد «سيندم» على تبنيه موقفا ناقدا لسياسات أوباما. واشتكى وودورد بأن التحذير كان مثالا لسياسة «الترهيب» التي يتبعها البيت الأبيض. وسخر أوباما من سبيرلنغ نفسه، وقال: «من كان يعلم أن جين يمكن أن يكون مخيفا بهذه الدرجة؟ دعوني أعد صياغة السؤال: من يعرف شخصا اسمه جين يمكن أن يكون مخيفا لهذه الدرجة؟». وبدأ أوباما خطابة قائلا: «ربما تلاحظون أنني أرتدي بدلة ناقصة. قصوا ذيلها.. بسبب تخفيضات الميزانية الإجبارية»، وتندر على قرار البيت الأبيض بوقف زيارات السياح للبيت الأبيض، أيضا بسبب التخفيضات في الميزانية. وقال: «أنا قلت لميشيل: لندفع من جيوبنا ليشاهدنا الشعب الأميركي»، ثم قال: «خطابي اليوم ليس فكاهيا مثل خطاباتي السابقة في هذه المناسبة.. السبب؟ التخفيضات في الميزانية. فصلوا الذين كانوا يكتبون خطابات فكاهية للرئيس»، وأضاف، مخاطبا الصحافيين: «كتبتم بأن التخفيضات في الميزانية لن تؤثر على عملي وعمل الحكومة الأميركية. أخطأتم في ذلك.. انتظروا لتروا كيف أن خطابي هذا ممل وغير فكاهي»، وأضاف: «لحسن حظكم، ستعرفون اليوم أن الرئيس الأميركي ليس طريفا.. ستعرفون حقيقة فشلتم في معرفتها لخمس سنوات». وقال: «كل شيء في واشنطن انخفض بسبب تخفيض الميزانية.. إلا هذه العشاء؛ بل صار أطول مما كان. ألم أقل للشعب الأميركي يوم وقعت، مضطرا، على التخفيضات في الميزانية إن التخفيضات سخيفة؟». ثم عاد أوباما إلى موضوع الصحافي وودورد، وقال: «اعتذر بوب وودورد عن حضور هذا العشاء.

كان جين سبيرلنغ قال لي ذلك مسبقا. هذه نقطة أخرى لم يشر إليها وودورد. أعتقد أن الترهيب ليس على حياة وودورد، ولكن لتجويعه». وأشار أوباما إلى تعليقات وشكاوى من الصحافيين الذين يغطون البيت الأبيض، بأنه لا يعقد مؤتمرات صحافية كثيرة، وقال: «الآن عرفتم لماذا لا أتحدث في قاعة مليئة بالصحافيين»، وأضاف، وسط سلسلة من التصفيق والضحك، أنه لا يفضل الإنترنت على الصحافيين، بدليل: «اليوم، سجلت مؤتمرا صحافيا كاملا في الإنترنت.. سوف تجدونه في موقع البيت الأبيض».

في الجانب الآخر، تندر صحافيون وسياسيون على أوباما. وقالت السناتورة إيمي كلوبوشار (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا): «صار واضحا أن الرئيس أوباما كبر في البيت الأبيض، بدليل أن الاسم الحركي له عند الشرطة السرية (التي تحميه) كان (رينيغيد)، (متمرد)، وصار (شيدز أوف غراي)، (رجل مسالم)». أما بوبي جيندال (جمهوري، حاكم ولاية لويزيانا، وهو من أصل هندي) فقال: «من قال إنني أريد أن أترشح لرئاسة الجمهورية؟ أي فرصة في أميركا لرجل نحيف، وطويل، وأسمر اللون؟»، وأضاف عن ميت رومني، مرشح الحزب الجمهوري، الذي فاز عليه أوباما في انتخابات السنة الماضية: «حذرني رومني قبل أن أحضر إلى هنا: 47 في المائة سيغضبون على النكت التي ستلقيها»، في إشارة إلى قول رومني، خلال الحملة الانتخابية، إن 47 في المائة من الأميركيين يعتمدون على الحكومة ومساعداتها.