ماهر مزهر يدخل العالمية من خلال كتاب فيليب كوتلر وجامعة هارفارد

لأنه استطاع أن يبدع في مجال التسويق

ماهر مزهر
TT

لم يكن يتوقع اللبناني ماهر مزهر، مدير التسويق في مصرف فيرست ناشيونال بنك، أن يدخل العالمية من بابها العريض لمجرد قيامه في ابتكار خطة تسويقية لمنتجين إنسانيين أطلقهما في عامي 2007 و2008 وهما عبارة عن تقديم قروض مصرفية لمن يحتاج لإجراء عملية تجميل أو لعلاج طبي لإنجاب طفل من قبل المصرف الذي يعمل فيه.

وفي تفاصيل الموضوع أن الأميركي فيليب كوتلر واضع مبادئ التسويق في العالم اختار ماهر مزهر، اختصاصي اقتصادي وأستاذ محاضر في الجامعة اليسوعية في بيروت، لينضم إلى لائحة الشخصيات الأشهر في عالم التسويق من خلال إدراج أفكاره التسويقية في كتابه «مبادئ التسويق» في نسخته الإنجليزية الموجهة للعالم العربي والمتوقع أن تضمها أيضا النسخة العالمية للكتاب نفسه والذي ينتظر أن تصدر في الأشهر القليلة المقبلة والكتابان يستعان بهما في الجامعات التي تدرس اختصاصات تدور حول عالم الاقتصاد والتمويل والتسويق.

الكتاب الذي يتضمن 17 قسما يتناول كل منها أسرار هذه المهنة وكواليسها ومبادئها المتطورة مع الزمن يطل ماهر مزهر في القسم الثالث منه إذ يتحدث عنه كوتلر بإسهاب مبينا أهمية أسلوبه التسويقي على مدى صفحة كاملة (89) وقد أشار إليها الكاتب في الصفحة التي تسبقها في ختام الموضوع المكتوب فيها تحت عنوان «الاستجابة إلى البيئة التسويقية» قائلا: «الخطة التسويقية الذكية هي التي يقوم بها مديرو التسويق معتمدين على نهج استباقي بدلا من الاستناد إلى رد فعل البيئة التسويقية وهو ما ستقرأونه في فقرة التسويق الحقيقي في الصفحة التالية»، غامزا بذلك إلى أسلوب مزهر في التسويق لمنتجيه المذكورين آنفا والذي تتناوله الصفحة التي تحدث عنها.

ويقول ماهر مزهر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه تفاجأ بإدراج اسمه في هذا الكتاب العالمي الذي يشكل مستندا هاما في عالم الاقتصاد والأعمال إذ يرتكز إليه الأساتذة لتدريس فقراته لطلاب اختصاص إدارة الأعمال في مختلف الجامعات العالمية وإنه شعر بكثير من الفخر عندما تلقى التنويه من فيليب كوتلر نفسه عن طريق رسالة توجه بها إليه عبر مؤسسة دار النشر (بيرسون) التي أخذت على عاتقها طبع الكتاب وإصداره. ويشرح مزهر كيفية قيامه بهذه المبادرة التي من الممكن أن توصله إلى جائزة نوبل للسلام كما يقول إذ ابتكر قرضين ماليين لم يسبق أن تطرقت إليهما أي مؤسسة اقتصادية أو مصرفية في العالم أحدهما بعنوان (قرض الخصوبة) وهدفه تأمين قرض مالي لتخطي المشاكل المالية والبيولوجية للإنجاب والذي أطلقه بعد دراسة ميدانية كشفت أن 18.7% من الأزواج اللبنانيين غير قادرين على الإنجاب دون مساعدة طبية والذي يشمل إضافة إلى علاج الخصوبة جمع وحفظ الخلايا الجذعية وتكاليف الولادة وتجهيزات الطفل وتصل قيمته إلى 7000 دولار كحد أقصى يقسط على مدة 36 شهرا بفائدة ثابتة تبلغ 5% وتجري في سرية تامة لخصوصية الموضوع وحميميته. ويعلق مزهر قائلا: «حاجات الناس تتغير مع الوقت لذلك تحديدها ومحاولة إرضاء من هم بحاجة لها هي مهمتي». نال هذا القرض جوائز عدة بينها (المنتج المصرفي الأكثر إبداعا وإنسانيا) وتحدثت عنه 160 وسيلة إعلامية عالمية بينها (سي إن إن) و(بي بي سي) و(تي في5) و (إم6) وغيرها كما دخل المنتج جامعة هارفارد من خلال ذكره كدراسة حالة في مجلتها (هارفارد بيزنيس ريفيو) فيما تم اختياره من قبل عدد من طلاب الجامعات في العالم كموضوع لأطروحتهم في دراساتهم العليا.

أما القرض المصرفي الثاني الذي كان قد سبق وابتكره ماهر مزهر عام 2007 هو قرض التجميل فتم إطلاقه لأول مرة في لبنان لتمويل الجراحات الترميمية للأشخاص الذين تعرضوا لحوادث انفجار أثناء الحرب أو لحوادث سير أو لحريق وغيرها أو لأشخاص يرغبون في تحسين مظهرهم الخارجي مما ينعكس إيجابا على حالتهم النفسية. قيمة القرض 5000 دولار تقسط على مدى 24 شهرا من دون دفعة أولى. عن هذا الموضوع يقول مزهر: «الإنسان خلق الحرب وهناك آخر عليه أن يمحو مخلفاتها السلبية».

يعمل ماهر مزهر حاليا على تطوير منتج مالي جديد لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة كما ينكب على تأليف كتاب حول إغراءات الحياة الثلاثة (السلطة والمال والجنس) وهو يبدو مقتنعا اقتناعا تاما بأن المرأة ستلعب دورا اقتصاديا بارزا في السنين المقبلة فتسيطر على مختلف القطاعات وحتى السياسية منها. من ناحية أخرى فهو يطمح للوقوف إلى جانب فيليب كوتلر لمشاركته في محاضرة حول مبادئ التسويق.