مصر تطالب «اليونيسكو» بحملة دولية لإقامة متحف الحضارة

يقع في منطقة تلاقي الأديان ويمثل نقلة حضارية لمصر القديمة

مشهد بانورامي للمتحف
TT

أكد الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار المصري أنه سيطالب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) الدكتورة إيرينا باكوفا خلال لقائه بها اليوم (الثلاثاء)، بالمشاركة في حملة دولية لتمويل متحف الحضارة القومي الجاري إنشاؤه بضاحية الفسطاط في مصر القديمة.

وأرجع إبراهيم في تصريحاته أمس الأحد هذه الحملة إلى الانتهاء من المرحلة الأخيرة من إنشاء المتحف، «التي تشمل تنسيق الموقع العام».

وقال إن باكوفا سوف تقوم بزيارة للقاهرة على رأس وفد رفيع المستوى لبحث كثير من المشروعات التي تدعمها المنظمة في مصر ووضع استراتيجية العمل مع «اليونيسكو» في المرحلة القادمة من حيث تحديد الأولويات وخصوصا فيما يتعلق بمتحف الحضارة ومشروع القاهرة التاريخية، لتقوم المنظمة الدولية بالإشراف التام على المشروعين.

وتابع: إن «زيارة باكوفا لمصر تأتى أيضا في إطار مواصلة المباحثات، التي أجريتها في مقر المنظمة في باريس أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وأسفرت عن كثير من التوصيات والقرارات المهمة. لافتا إلى أن متحف الحضارة سوف يضم 100 ألف قطعة أثرية. وهو المتحف الجاري إنشاؤه بمنطقة تلاقي الأديان في مصر القديمة، حيث يوجد مسجد عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي، وأن مقتنياته سوف تستوعب القطع الأثرية التي تمثل تطور الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، بتكلفة قدرها 600 مليون جنيه».

ومن المقرر اختيار المقتنيات بعناية من مختلف المتاحف والمخازن الأثرية لتعرض بهذا المتحف، فيما يقوم المشروع على استغلال المنطقة الفريدة الواقع فيها المتحف، بالقرب من مواقع الديانات السماوية الثلاث، وهو ما يجعل المنطقة مركزا للإشعاع الثقافي والحضاري، ودلالة رمزية للمصريين.

ومن بين المقتنيات التي سيجري عرضها بالمتحف روائع فنية من العصرين اليوناني والروماني، وصور وأعمال لمنحوتات عثر عليها بالفيوم، وأخرى من العصر القبطي. ومنها مخطوطات ونسخ مزخرفة من الإنجيل، وكذلك من العصر الإسلامي، ويشمل مخطوطات وأعمال الخزف والأسلحة وعددا من الأعمال الفنية والمصنوعات اليدوية.

وسبق أن أبدى خبراء منظمة «اليونيسكو» إقراراهم لوزارة الآثار لإنشاء المتحف، باعتباره يمثل نقلة حضارية ومنارة ثقافية لمنطقة مصر القديمة خاصة ومحافظة القاهرة بوجه عام لما سيحويه من كنوز أثرية وتاريخية. فيما يقدم خدمات أخرى تعليمية وثقافية، يتضمنها المشروع وفى مقدمتها منطقة محال تجارية ومكتبة وقاعات للتدريب الأثري، ومطعم على هيئة هرم زجاجي داخل بحيرة عين الصيرة في الناحية الشرقية للمتحف.

ويعد المتحف المقام على مساحة 25 فدانا واحدا من أكبر وأهم المتاحف العالمية التي تحكي تطور الحضارة المصرية عبر العصور بدءا من عصر ما قبل التاريخ وحتى الآن، بحيث يكون لكل عصر قاعة خاصة لعرض المقتنيات الأثرية المتعلقة بهذا العصر.

ومن المتوقع أن يحقق المتحف عائدا سنويا قدره 150 مليون جنيه ويوفر نحو 5 آلاف فرصة عمل، فيما سيتيح سيناريو العرض المتحفي للزائرين مشاهدة ومتابعة تطور قصة الحضارة المصرية في تسلسل تاريخي خاص بالعصور المختلفة مع إبراز مميزات وإنجازات كل عصر.

وكان مقررا إقامة المتحف بأرض الأوبرا في أواخر عقد التسعينات، إلا أن «اليونيسكو» رأت ضرورة إقامته في الموقع الحالي ليجسد تلاقي الحضارات الثلاث في منطقة مصر القديمة التي تضم جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي.

يشار إلى أن مدينة الفسطاط، تأسست عام 640 على يد فاتح مصر عمرو بن العاص، وكانت فيما مضى مدينة رائعة، وما زالت آثارها تنم عن ثراء التاريخ المصري، وأنه ليس مقصورا على الآثار الفرعونية القديمة وغيرها فحسب.