خوفا من التلف.. دور النشر السعودية تحتفظ بإصداراتها في صناديق السجائر

مبررين بأن مقاسات الكتب متلائمة مع حجم الصناديق

علامات السجائر تظهر على صناديق إحدى دور النشر بمعرض الكتاب المنعقد حاليا في الرياض (تصوير: سعد العنزي)
TT

يقال: «مصائب قوم عند قوم فوائد»، ويبدو أن ارتفاع نسبة المدخنين في الوطن العربي أغنت بعض دور النشر عن توفير صناديق كرتونية مصنوعة من الورق المقوى، تصمم لحفظ إصداراتهم المطبوعة من التلف والرطوبة، وأضحت مخلفات علب السجائر مستودعا آمنا لها.

يبرهن ذلك؛ كمية صناديق السجائر المصفوفة فوق بعضها أمام غالبية أجنحة دور النشر بمعرض الرياض الدولي للكتاب، التي تحمل بداخلها أكواما من الكتب الورقية من مطبوعات دور النشر الجاهزة لعرضها وبيعها.

علب السجائر تحتفظ بدرجة معينة من الرطوبة، تؤمنها تلك الصناديق المخصصة لتوريدها من مصانع التبغ حول العالم، وأصبحت الكتب تشاطر السجائر مكان التخزين، كون العناية بترتيب الكتب ورصها تكلف دور النشر والمكتبات ثمنا باهظا، وعمالة حريصة عند نقلها وتفريغها، ثم صفها للعرض بشكلها الأصلي دون تلف.

ويبرر عارضو دور النشر استخدامهم لصناديق السجائر دون غيرها، بأن مقاسات الكتب متلائمة مع حجم صناديق السجائر، حيث أوضح خالد زغلول صاحب دار نشر «مصر المحروسة» ونائب رئيس تحرير «الأهرام» المصرية لـ«الشرق الأوسط» بأن مقاسات الكتب تأتي بشكل «قياسي» إما متوسط أو صغير، وصناديق السجائر تأتي بشكل مناسب لحملها وتخزينها.

وتعد صناديق السجائر، الخيار الأمثل عند نقلها وشحنها من مكان لآخر، بحسب ما أشار إليه وليد رشوان العارض بدار «المسيلة الكويتية» للنشر والتوزيع، وقال: «صناديق السجائر عادة تحمل ثلاث رصات من الكتب من القطع المتوسط، وعند شحنها تبقى مستقيمة بنفس الطريقة التي تم بها صفها». ومن ناحية أخرى، تسهل عملية صف الكتب في صناديق السجائر إلى حساب عددها الأصلي، والتحقق بأن عدد الكتب المصفوفة بها لا يتغير مع كل مقاس محدد من الكتب. ويرى وليد رشوان أن التدقيق الحسابي، وقائمة الكتب المشحونة ترتب بشكل أسهل إن صف الكتب بنفسه في صناديق السجائر التي تحمل عددا محددا من الكتب. وبين رشوان أن ترتيب الكتب في صناديق السجائر يجعلها ثابتة أثناء نقلها، وأقل عرضة للتلف، حيث يقي «كرتون» السجائر المقوى أجزاء الكتب، وأغلفتها من انثنائها أو تعرضها لتمزق أطرافها عند نقلها من مكان لآخر، نتيجة لعدم وجود فراغات متروكة بين الكتب المخزنة بعناية.

وبالنظر إلى بقية دور النشر بالمعرض، أشار أحد العاملين بجناح أكاديمية شرطة دبي المشاركة بإصدارتها، أن الكتب تخرج مباشرة من المطبعة محفوظة داخل صناديقها المخصصة لها، في طريقها للعرض دون فتحها أو إعادة تخزينها من جديد.