نجاح أفلام هندية يعزز السياحة السينمائية

السياح الأجانب يزورون الهند لمشاهدة مواقع التصوير

مشهد من فيلم «حياة بي»
TT

وضع فيلمان أجنبيان، أحدهما حصد أربع جوائز أوسكار والآخر أعطى دفعة إيجابية لسياحة السينما الهندية، وهما «حياة بي» و«ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل»، اللذان تم تصويرهما في الهند وارتبطا بمهرجان أوسكار، مدينتين هنديتين في مكانة هامة بالنسبة للسياحة الدولية.

أتى توم ميتشل، البريطاني البالغ من العمر 31 عاما وصديقته الفرنسية بعد مشاهدتهما فيلم «حياة بي» إلى الهند لمشاهدة المواقع الحقيقية التي تم تصوير الفيلم بها في بوندتشيري، المستعمرة الفرنسية السابقة في جنوبي الهند.

وتقول جوليان، التي قد أمضت جزءا أساسيا من حياتها في فرنسا: «فوجئت برؤيتي بوندتشيري على نحو أسرني، كانت نسخة طبق الأصل في الطعام والناس والثقافة والعمارة من فرنسا. ذهبت أيضا إلى حديقة الحيوان التي ظهرت في الفيلم مملوكة لوالد بي والكثير من المواقع الأخرى، ويبدو من المثير مشاهدة المواقع الحقيقية التي تم تصوير الفيلم بها».

بعد عودتهما من رحلتهما في بوندتشيري، يبدو أن الزوجين يستعدان للسفر إلى مانيماجرا.

لقد تم تصوير الكثير من مشاهد فيلم «حياة بي» في المنطقة الاستعمارية المطلة على البحر التي أنشأها الفرنسيون، في شوارع عريضة تظللها صفوف من أشجار النيم، وتصطف بها بيوت موصدة، بعضها يعيش ملاكه فيه بشكل جزئي، بينما يمضون بقية الفترات في فرنسا. تأسست حدائق النباتات، حيث أقام والدا بي حديقة حيوان بها، أيضا على يد الفرنسيين كحديقة نباتية في عام 1826.

منذ فيلم «المليونير المتشرد» (Slumdog Millionaire)، الذي ركز على الهند وفاز بجوائز أوسكار، أصبحت الهند والأخبار التي تدور حولها تحظى بجاذبية خاصة بين صناع السينما الأجانب. هناك نحو 70 طلبا لم تبت فيه حكومة الهند بعد مقدم من مخرجين أجانب للتصوير في الهند.

بالمثل، عرف فيلم دراما الرعب الأخير، «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل» - الذي يروي قصة مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي رشح لخمس جوائز أوسكار - السائحين بموقع لم يسمعوا به من قبل - مانيماجرا، الذي ما زال محتفظا بسحر العالم القديم لمدينة صغيرة هندية. وفي فيلم «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل»، تظهر مانيماجرا في صورة مدينة أبوت آباد الباكستانية، حيث قتل أسامة بن لادن على يد القوات الخاصة الأميركية في مايو (أيار) 2011. وتظهر الممرات الضيقة والأسواق المكتظة والمنازل التقليدية وأطعمة الشوارع والحرف المحلية كمحاكاة واقعية لمدينة باكستانية صغيرة. بعد ساعتين من صعود بول إن جيه أوتوسون لاستلام جائزة أوسكار عن تركيب الصوت لفيلم «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل» في لوس أنجليس، جابت سيدة أنحاء السوق في مانيماجرا لتوزيع الساموسا والشاي مجانا احتفالا بهذا النجاح.

ويقول المسافرون إنهم يعشقون النشاط الحماسي المحموم في مانيماجرا وإثارتها جنون الحشود كما لو كانت مدينة قديمة تعود للقرون الوسطى. يتمثل مصدر انجذاب النجوم لمانيماجرا في قلعة مانيماجرا القديمة التي تعود لما يقرب من 300 عام.

يقول بيت هاردي، وهو سائح من الولايات المتحدة: «في الشهر الماضي، أخبرني أحد الأصدقاء الأوروبيين، الذي أدى دورا صغيرا في الفيلم، بهذه المدينة». لقد قرأت عن المدينة من خلال نقد للفيلم في مجلة أميركية وقد أثارت اهتمامي. حاولت البحث عن المدينة عبر برنامج التصفح «غوغل»، فلم أجد الكثير من التفاصيل، ولكن ساعدني بعد ذلك موقع الإنترنت «إنكريديبل إنديا» في تحديد موقعها. إن هذه المدينة القديمة رائعة إلى حد مذهل؛ حيث إنه لم يتم اكتشافها ولم تطأها قدم من قبل على عكس معظم الأماكن الأميركية والأوروبية.

ومستغلة اهتمام السياح الأجانب بالموقعين الحقيقيين اللذين تم تصوير الفيلمين بهما، وضعت وزارة السياحة الهندية الثمانية عشر موقعا، التي تم فيها تصوير فيلم «حياة بي» في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة، على الخريطة السياحية للمدينة. وبدأ وزير السياحة الهندي كيه شيرانجيفي يروج لـ«أرض بي» مطلقا حملة مستوحاة من الفيلم. تهدف هذه الحملة متعددة اللغات التي تم إطلاقها باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والإسبانية واليابانية إلى جذب انتباه السياح المقبلين من آسيا وأوروبا إلى مدينة بوندتشيري من خلال عرض ملصقات حملة «أرض بي» في المكاتب الخارجية لهيئة التنمية السياحية الهندية.

وستشمل حملة «أرض بي» جوانب مبتكرة مثل رحلات خاصة إلى «أرض بي»، بالإضافة إلى الجولات السياحية. وتخطط الهيئات السياحية الهندية أيضا لإنشاء معارض ترويجية على الطرق في كل من هونغ كونغ وتايوان وغيرها من بلدان جنوب آسيا من أجل توسيع قاعدة برنامج زيارة السياح للهند، بحيث يتمكنون من القيام بجولة في مدينة بوندتشيري. نظرا لأن هذا الفيلم يحمل منحى روحيا، فإن هناك نطاقا واسعا متاحا لتعزيز المكانة الروحية المهمة لبوندتشيري من خلال جذب السياح من هذه البلدان.

وسيتم وضع قارب عليه عبارة «أرض بي» مع دمية على شكل نمر في موقعين بارزين في بوندتشيري لتوفير فرصة التقاط الصور من قبل السياح الزائرين. وسيتم توزيع قطع مكملة مثل قمصان وقبعات تحمل علامات تجارية للموقعين بين السياح، إلى جانب تصميم ألعاب فيديو إلكترونية تحاكي الفيلم.