صور مذهلة بالقمر الصناعي توضح النمو السريع للصين ومصر

تحول مركز الضوء من غرناطة في إسبانيا إلى الأغواط بالجزائر

TT

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون سويسريون في جامعة «إي تي إتش زيوريخ» عن تنمية كبيرة شهدتها الكثير من بلدان العالم، وعن الكثير من المؤشرات الواضحة التي تؤكد تحول المركز الاقتصادي للأرض بخطى سريعة. وبحثت الدراسة، التي نشرت في بداية الأسبوع الحالي، في صور تم التقاطها عبر القمر الصناعي لأضواء ليلية تم تحويلها إلى صور رقمية لأول مرة عام 1992. وتوضح الصور وجود علاقة بين الكهرباء والثروة مما يشير إلى حدوث تغيرات جذرية في دول العالم النامي منذ ذلك الحين حتى عام 2009. انظر إلى الصور التي تم التقاطها لمنطقة شنغهاي عام 1992، وتلك التي تم التقاطها لها عام 2009. بالطبع يعد النمو الذي شهدته مدينة شنغهاي أسطوريا، حيث ازداد عدد سكان المدينة بمقدار 6 ملايين نسمة منذ عام 2000 إلى عام 2010 فقط، وشهد إجمالي الناتج المحلي ارتفاعا كبيرا سنويا خلال 20 عاما متتالية. ويتضح هذا جليا في الصور التي تم التقاطها بواسطة القمر الصناعي.

كذلك اكتشفت الدراسة نموا هائلا في مصر، خاصة في المنطقة المحيطة بنهر النيل، والهند والبرازيل، وكذا نموا في الإضاءة على مستوى العالم. واتسعت بعض المناطق الأكثر والأقل إضاءة حجما وازدادت الإضاءة في الأولى، بينما ازدادت الثانية إعتاما. وربما يكون هذا مؤشرا على التحضر والتمدن، حيث يستمر سكان المناطق الريفية الأقل إضاءة في الانتقال إلى المناطق العمرانية التي تتمتع بإضاءة أكبر. بطبيعة الحال هناك بعض الحالات الاستثنائية، حيث بدت بعض المدن التي كانت متلألئة في روسيا وأوكرانيا والمملكة المتحدة وكندا أقل تلألؤا بمرور الوقت. ويرجع مؤلفو الدراسة هذا إلى انخفاض سكان المراكز الحضرية (وذكرت مدن مثل دنيبروبيتروفيسك ونيزني نوفوغرود كثيرا في أحدث تقارير الأمم المتحدة عن المدن) وبرامج التلوث الضوئي (تمتلك كندا والمملكة المتحدة نماذج بارزة).

مع ذلك تبدو الأضواء بوجه عام دليلا على وجود تغيرات اقتصادية. وطبقا لحسابات الباحثين، تحول مركز الضوء في كوكب الأرض نحو الشرق والجنوب بمسافة 27 ميلا تقريبا كل عام خلال العشرين عاما الماضية، بحيث انتقل من غرناطة بإسبانيا إلى الأغواط بالجزائر، وازدادت الإضاءة في الصين والهند وأفريقيا. ويتطابق هذا مع نتائج دراسة أجراها معهد «ماكينزي غلوبال» عام 2012، حيث اكتشفت الدراسة أن المركز الاقتصادي للأرض قد تحول باتجاه الجنوب الشرقي.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ « الشرق الأوسط»