«كوكب واحد» قصة أول ريادة عربية للفضاء.. في طبعتها الثانية

يكشفها الأمير سلطان بن سلمان لأول مرة

غلاف الكتاب
TT

صدرت الطبعة الثانية من كتاب الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز «كوكب واحد.. قصة أول ريادة عربية للفضاء»، والذي يروي فيه أحداثا وقصصا لم يتم تناولها من قبل عن رحلته إلى الفضاء على متن الصاروخ «ديسكفري» قبل نحو 27 عاما، والتحديات والصعوبات التي مر بها، ويكشف من خلال 15 فصلا، وهي عدد فصول الكتاب، المزيد من أسرار الفضاء والمركبات الفضائية.

ويتحدث الأمير سلطان في كتابه عن ذكرياته خلال فترة التدريب استعدادا لخوض رحلة الفضاء، ويروي أهم مشاهداته في الفضاء خلال الرحلة فيقول «من أجمل المشاهد التي رأيتها أثناء الرحلة منظر كوكب الأرض من الفضاء.. متعة ما بعدها متعة.. كانت أول مرة أرى فيها كوكب الأرض من الفضاء من نافذة قائد الرحلة براندنستاين، عندما دعاني للصعود إلى الطابق العلوي لرؤية كوكب الأرض بلونه الأزرق الجميل. كانت لحظة مفاجأة لي وانبهار حقيقي، وقلت في نفسي سبحان الله، لو قادة الدول صعدوا للفضاء ورأوا الأرض من فوق كما أراها الآن لتغيرت أمور كثيرة على أرض الواقع، ليس لدينا إلا كوكب واحد نعرفه، نحيا ونعيش فيه بسلام. ولكن من أسوأ الأشياء التي شاهدتها منظر الحرائق والأدخنة الكثيفة المتصاعدة من القارة الأفريقية عبر طبقات الجو العليا بسبب الجفاف، وأتمنى أن تتوقف هذه الحرائق، لأنها تستنفد ثروات كوكبنا وتدمر البيئة حولنا».

وحول قصته مع ختم القرآن الكريم يقول الأمير سلطان «لم يكن في نيتي أن أختم القرآن في الفضاء، لكن فتح الله علي ويسر أمري، وتحقق ما كنت غير مخطط له أصلا، وختم القرآن ممكن في غضون أيام قليلة 4 أو 5 أيام، رغم ما كنا نعانيه من ظروف عمل صعبة بسبب التقيد بجدول زمني محدد، وبمهمات لا تحتمل أي تأخير وفقا لجدول زمني محدد سلفا، وتتلخص قصتي مع ختم القرآن في أنه كانت لدينا أوقات فراغ بين التجارب العلمية والتصوير والمهمات الأخرى يسمونها وقت الراحة، فكنت أجلس عند النافذة أطالع في عظمة خالق الكون، وأقرأ ما يتيسر لي من القرآن الكريم، كما أنني لا أنام 8 ساعات كاملة كما هو مجدول، بل تكفيني عادة 5 أو 6 ساعات نوم فقط، لذا كنت أستغل هذا الوقت الذي لا أستطيع فيه عمل أي شيء، وهو عادة ما يكون فيه بقية الطاقم نائما، فكنت لا أخرج من كيس النوم عادة حتى لا أزعج الآخرين، وأنتهز هذا السكون فأكمل ما تيسر بقراءة بعض الأجزاء».

ويقول الأمير سلطان حول التجارب العلمية السعودية التي شارك فيها خلال رحلته الفضائية «التجارب العلمية السعودية التي صاحبت الرحلة الفضائية كانت مهمة وبمنزلة جواز سفر لدخولنا عالم الفضاء، ولم يكن هدف التجارب العلمية التي وضع تصميمها فريق متميز من العلماء السعوديين استكشاف شيء جديد على العلم أو إثبات نظرية معينة، وإنما كان له دور آخر مهم، وكان الهدف فتح نافذة للأكاديميين السعوديين للاطلاع على أحدث تقنيات العصر، والانخراط مع علماء «ناسا» في بعض أبحاثهم الهادفة لخدمة الإنسانية.