من البطريق المقصود في أسطوانة كارلا بروني الجديدة؟

زوجة ساركوزي تنفي أنها تسخر من هولاند الذي لم يودعها حتى السيارة

TT

لعل الإشاعة هي خير دعاية ترويجية لأي عمل فني جديد. ومن هذا المنطلق تحولت الأسطوانة الجديدة لكارلا بروني إلى حديث الشارع رغم أنها لن تنزل إلى السوق قبل الأول من الشهر المقبل. كذبة أبريل أم مناكفة مقصودة من زوجة الرئيس الفرنسي السابق موجهة إلى الرئيس الجديد؟

تحمل الأسطوانة الرابعة والجديدة اسم «أغنيات فرنسية صغيرة» لكن العنوان جاء بالإنجليزية «ليتل فرنتش سونغز». وقد كتب النقاد أنه أفضل ألبومات عارضة الأزياء الإيطالية السابقة التي تحولت إلى الغناء. ومن بين كل الأُغنيات التي تتضمنها الأسطوانة يتركز الجدل على واحدة تخاطب المغنية فيها رجلا مجهولا ترمز له بـ«البطريق». وحال تسرب كلمات الأغنية من إذاعة «إر تي إل»، أول من أمس، وجد فيها الخبثاء مداعبة شيطانية موجهة إلى خصم زوجها، الرئيس الفرنسي الحالي. وسرعان ما ظهرت تعليقات ترحب بالمقارنة وتؤكد أن «الكاريكاتور» الذي يربط بين الشخصيات والحيوانات هو ممارسة فنية قديمة ومعترف بها، حيث تصف المغنية الرجل البطريق بأنه ليس دميما ولا وسيما. ليس باردا وليس حارا. ليس طويلا ولا قصيرا. ليس سلبيا ولا إيجابيا. وهي صفات تنطبق على الملايين لكن هناك من رأى أنها «مفصلة» على هولاند.

وفي مقطع آخر تقول كارلا: «إنه يتخذ مظهر الملك لكنني أعرف، أيها البطريق، أنك لا تملك تهذيب أهل القصور». وتضيف: «لو ظهرت في طريقي يوما سأعلمك كيف تقبل يدي». والمقصود، حسب المفسرين المتطوعين الكثر، تذكير هولاند بأنه لم يقبل يدها، على طريقة الجنتلمان المحترم، في مراسم تسلم السلطة من ساركوزي ولم يخرج لتوديعها مع زوجها حتى سيارتهما، وهما يغادران القصر الرئاسي. ثم يأتي المقطع الذي تصف فيه المغنية البطريق بأنه يقف «وحيدا في حديقته». وهنا أيضا، يتطوع المفسرون للإشارة إلى أن كارلا تقصد الصورة الرسمية للرئيس الاشتراكي التي يبدو فيها، وحيدا، في حدائق الإليزيه. وبسبب من التعليقات التي انتشرت كالنار في الهشيم، في المواقع الإلكترونية ونشرات الأخبار، فإن «البطريق» هو اللقب الجديد الذي سيلتصق بهولاند وسيتداوله العامة والفنانون الهزليون للإشارة إليه، مع حفظ حقوق المؤلف لكارلا بروني التي نفت أن تكون قصدته بهذه الأغنية. وفي تصريح نشره موقع مجلة «النوفيل أوبزرفاتوار»، أمس، أوضحت الفرنسية الأولى السابقة أن «البطريق» أغنية عن الذين يفتقرون إلى اللياقة، بشكل عام، ولم تقصد بها هولاند.

وسئلت كارلا عن أغنية بعنوان «المتقولون» قيل إنها حذفتها من الألبوم بعد أن كانت ضمن أغنياته. وقد رأى المفسرون أنها كانت قد قصدت بها الصحافيين. لكنها نفت التفسير وقالت إنها رفعت الأغنية لعدم اكتمالها فنيا، أما المقصودون بها فهم كل أولئك الذين ينشرون الإشاعات في هذا الزمان. وختمت بالقول: «نحن جميعا متقولون».

على طريقة المغنين الفرنسيين المعتبرين، تحاول بروني كتابة نصوص أغنياتها بنفسها. ونصوصها طريفة وتصلح لطفلة كبيرة لاهية وليس عندها ما تتسلى به سوى «الغيتار» والخربشات والدندنات. وهي قد خصصت واحدة لزوجها ساركوزي واختارت أن تسميه «ريمون» لأن هناك أغنية سابقة للفنانة سيلفي فارتان عنوانها «نيكولا». وفي الأغنية، تطلق كارلا على زوجها كل صفات الرجل الفحل، فهو «قرصان» و«قنبلة نووية» و«حارس البيت». وفي مقابلة معها نشرت في العدد الأخير من مجلة «إيل» النسائية، تعترف المغنية بأنها «مجنونة بريمون»، وتضيف أنه، أي زوجها، شخص فريد بالتأكيد وأنه من النادر الوقوع في الحب بهذا الشكل و«عندما نصادف الحب الكبير نعرف توا أن لا مجال للتردد». وهي تدرك أن كونها زوجة ساركوزي يمنحها، كمغنية، امتيازات معينة، وتوضح أن الأمر قد لا يخدمها في فرنسا لأن زوجها ترك الرئاسة وانتهى الأمر، لكنه يساعدها في البلدان الأخرى حيث تنتشر الأسطوانة بفضل شهرة الرئيس السابق فتتاح لها الفرصة لتلقي دعوات للغناء في أماكن ما كان يمكنها أن تصل إليها.

هذه النقطة الأخيرة تحتم طرح السؤال الحقيقي: «هل تمتلك عارضة الأزياء المعتزلة صوتا يصلح للغناء؟». إنها، برأي الكثيرين، تموء أكثر مما تغني، وتدغدغ المشاعر من دون أن تطرب. وهي تهمس بكلمات رومانسية لا تخلو من طرافة وتعتمد على شهرتها السابقة واللاحقة لترويج اسطوانات تباع بالملايين، أحيانا، وتخدم مؤسستها الخيرية الموجهة للأطفال المحرومين. يعني وسيلة جميلة لغاية نبيلة.