دبي تحتفي بمتحف الصقور خارج متاحفها التقليدية

7 قاعات تتحدث عن أنواع الصقور في أول موسوعة عملية

TT

تسعى دبي جاهدة لاستغلال البيوت التاريخية القديمة في إنشاء متاحف نوعية لتكون نواة لثقافة بصرية تجمع بين الماضي والحاضر. فقد أقامت ستة متاحف؛ متحف العمارة التقليدية، ومتحف الهجن، ومتحف الخيل، ومتحف المسكوكات، ومتحف بلدية دبي، ومتحف الصقور الذي اختارت له إدارة التراث العمراني مكانا جديدا في منطقة ند الشبا، وهذه المتاحف تتوزع على ثلاث مناطق هي البستكية، والشندغة، والديرة وند الشبا. ولعل متحف الصقور تميز بتفرده، لأن إدارة التراث العمراني في بلدية دبي حرصت على تشييده خارج مركز دبي، واختارت منطقة ند الشبا الواسعة، والمطلة على الصحراء، لتشيد فيها هذا المتحف المبهر على مساحة إجمالية تبلغ 900 متر مربع، وبتكلفة إجمالية تقدر بثلاثة ملايين وستمائة ألف درهم.

المهندس رشاد بوخش، مدير إدارة التراث العمراني، قال لـ«الشرق لأوسط»: «لقد تمكنت إدارة التراث العمراني في فترة قياسية أن تشيد هذا المتحف على أسس هندسية سليمة تلبي حاجات الزائرين على أتم وجه. ونحن نعتبر أن هذا المتحف يأتي مكملا للمتاحف الأخرى التي أسستها إدارة التراث العمراني، وفي مجملها تشكل نواة لثقافة واحدة تسبر أغوار تراث الإمارات».

وأضاف المهندس رشاد بوخش: «أتوقع أن يكون لهذا المتحف صدى طيب، لأن الصقور والصيد بها هي من الرياضات التي يعترف بها العالم أجمع، لها مقتنياتها ولوازمها الخاصة وكذلك علومها وأمراضها وأشكال العناية بها».

أما المهندس محمد حسن العلي، رئيس قسم تصاميم المشاريع في البلدية فقد ذكر أن «ثقافة الصقور متجذرة في تراث أجدادنا، ونحن نعاني من أن هذه الثقافة لو لم نحافظ عليها، فسيكون مصيرها إلى الانمحاء، إضافة إلى أن ثقافة الصقور ليست غريبة علينا، فلا تزال هذه الرياضة تشغل مساحة من تفكير أبنائنا، وعلينا تطويرها وتنميتها في نفوس الأجيال القادمة».

إن التجوال في قاعات المتحف يعطيك صورة واضحة عن الصقر، فأول ما تدخل من جهة المتحف اليمنى، تستقبلك قاعة الصقور رقم 4 لتتعرف على أنواعها المشهورة وهي: الشاهين والوكري والحر والجير كما تعرفك تاريخها واهتمام العرب قديما وحديثا واهتمام دولة الإمارات بها على وجه الخصوص، وما رسخه المغفور له الشيخ زايد، من أسباب تجسيد هذه الرياضة وإعطائها المكانة اللائقة بها. تليها القاعة رقم 5 لتحدثك عن جسم الصقر، عن جناحه وقوائمه، وعن مخلبه ومنقاره، وعن رأسه وعينيه، وعن ريشه وألوانه. أما القاعة 6 فتتكلم عن القنص ومواسمه، وطرق تدريب الصقر على الصيد والطرائد المستخدمة في تدريبه، وأدوات الصقار من قفازات (دسوس) وتلواح ومخلاة، ولوازم الصقر من برقع ووكر وربط وما إلى ذلك. أما القاعة 7 فتتحدث عن الصقر في الشعر العربي بنوعيه الفصيح والعامي، وأبرز المؤلفات عن حياة الصقر، كما تتحدث عن ثقافة القنص عالميا ومحليا وترصد بيئة التكاثر التي توجد فيها أنواع الصقور.

يحتوي المتحف على صور وتخطيطات وأشكال لـ60 نوعا مختلفا من الصقور مقسمة إلى ثلاث مجموعات رئيسة ألا وهي العوسق والشويهين والصقور. تعتبر طيور العوسق طيورا صغيرة الحجم ممتلئة الجسم، يصطاد الحشرات والزواحف والقوارض الصغيرة، ويقوم هذا النوع من الصقور بالتحليق فوق فريسته أثناء الريح المعاكسة الضعيفة. والشويهين عبارة عن طيور أكبر حجما وأكثر تأنقا وتصطاد فرائسها في الهواء، كما تقوم بحركات بهلوانية هوائية في الهواء وتصل براعتها إلى حد المناورات الخاطفة وابتلاع فرائسها. أما الصقور فهي أكبر وأقوى الطيور في فصيلة الصقريات، حيث تصطاد الطيور الأخرى التي غالبا ما تكون أكبر حجما من الصقور نفسها. يفضل الصيادون نوعية هذه الصقور نظرا لسرعتها وقوتها الفائقة.

ويتسم المتحف بالطراز التقليدي القديم الذي يستخدم في بنائه المواد المعمارية السائدة في منطقة ند الشبا ومنها: الأحجار الطبيعية والأخشاب وسعف النخيل والجندل، بالإضافة إلى أحدث التقنيات وأجهزة العرض الخاصة بالمتاحف. ولذلك، فإن المتحف يتبوأ موقعه الطبيعي في أرض مفتوحة لاصطياد الصقور وتدريبها ومن ثم القنص بها. ويضم المركز نحو 15 محلا تجاريا متخصصا في بيع الصقور، وأدوات الصيد، بالإضافة إلى محال أخرى لبيع مستلزمات الصقور. ويلحق بالمتحف صالة تضم عيادة بيطرية متخصصة في أمراض الصقور وكيفية علاجها والأدوية المناسبة لها. ويوفر المتحف شاشة عرض على شكل صقر يفرد أجنحته يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار وعرضها سبعة أمتار، كما يوجد في السقف صقور معلقة أسفلها نوعية معينة من الإضاءة توحي للزائر بأن الصقر ينقض على فريسته الحبارى في الطرف المقابل. وتوجد معدات الصيد المستخدمة، منها البنادق والسيارات والأجهزة الإلكترونية الخاصة بالصقور، وقفازات وخيم صيد وغيرها. وتحتوي الصالة الأخيرة على صالة سينما تتسع إلى سبعين شخصا، ويعرض فيها أفلام خاصة عن الصقور. يستطيع الزائر لهذا المتحف الفريد من نوعه أن يطلع على كل المعلومات التي تخص الصقور العربية والإماراتية والأجنبية.