«الدم الحر».. فيلم وثائقي يبرز قسوة ما يتعرض له أطفال سوريا

40 دقيقة «ديكودراما» تدور بين دمشق والقاهرة

TT

«الدم الحر».. اسم فيلم بأسلوب الـ«ديكودراما»، الذي يجمع بين الوثائقي والدرامي، في محاولة لتوثيق ما يتعرض له الأطفال السوريون ومعاناتهم في الداخل والخارج. يعرض الفيلم مواد من الداخل السوري صورت بشكل حصري تعكس حال الحواجز الأمنية والعسكرية داخل المدن، وأيضا صور أطفال داخل المشافي الميدانية بعد أن استهدفتهم القذائف الصاروخية.

ولا يخلو الفيلم من أحاديث المعتقلين السياسيين والعسكريين عن معاناتهم والضغوط التي كانت تمارس عليهم، من دون أن تظهر وجوههم. ومن سوريا إلى مصر، يرصد الفيلم حال أسرتين سوريتين تصلان إلى العاصمة المصرية وتعيشان معا في بيت واحد في ظل ظروف صعبة في مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، وكلهم أمل في انتصار الثورة والعودة إلى سوريا وإتمام الزواج بين ابنة الأسرة الأولى وابن الثانية الشاب «صهيب»، الذي يقاتل إلى جانب الثوار في سوريا طالبا من عائلته وعائلة خطيبته مغادرة سوريا، وهو شخصية محورية بالفيلم نجدها حاضرة غائبة في آن واحد حتى مع استشهاده.

في الفيلم، 40 دقيقة، تتنقل عدسة السوري علاء شنانة (صاحب الفكرة ومساعد المخرج)، وزميله المخرج المصري الزمخشري عبد الله، بين أفراد الأسرتين، الذين يتحدثون عن مأساة اللاجئين السوريين فيما بينهم في ارتجالية وكأنهم لا يبصرون عدسة الكاميرا.

يوضح شنانة لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم أطلق عليه اسم «الدم الحر» كإشارة إلى نخوة الشاب صهيب، الذي ألجأ أسرتين إلى خارج البلاد ليتذوقوا مرارة العيش في المنفى، ويصنع هو من نفسه مشروعا للاستشهاد. وحول أبرز مشاهد الفيلم يقول «هناك مشاهد عديدة مؤثرة بالفيلم، منها مشاهد خطيبة صهيب التي لا يفارقها هاتفها الجوال على أمل أن يتصل بها خطيبها، واللقطات الأخرى التي يقف فيها الأخ الأصغر لصهيب بجوار باب حديدي قديم وينفجر غضبا وبكاء قائلا (خربوا بيتنا، خربوا بيتنا)، في إشارة إلى القصف الذي يطال كل شيء متحرك وساكن، وهناك مشاهد لنفس الطفل يغني وهو يمشي (يا دنيا ظلماني والشبيحة دبحوني)، وفي لقطة أخرى فتاة صغيرة مثلها مثل الطفل السابق، ولكن في موقع ثان تقول (ما طل عنا محل) أي (لم يبقى لنا مسكن)». وبسؤاله عن اتخاذ الأطفال كمحور لمجريات أحداث الفيلم، أوضح شنانة أن شرارة الثورة السورية بدأت من أطفال كتبوا على الجدران وسبورة المدرسة «يسقط النظام.. والشعب يريد الحرية»، لذا يحظى الأطفال بالكثير من وقت الفيلم. ويشير إلى أنه «عند عرض الفيلم على بعض النقاد لم يتمالكوا أنفسهم ولم يستطيعوا أن يحبسوا مشاعرهم، بسبب كلمات الأطفال ودموعهم التي تنهمر من قسوة الحرب الدائرة منذ قرابة العامين وما لاقوه من رعب».