«فن الأسلاك» يبهر زوار القرية العالمية في دبي

الفنان إيغناسيو يعرض أسلاكا صماء تتحول إلى تحف تنطق فنا

يتمثل إبداع إيغناسيو في تحويل سلك أصم إلى تحفة فنية ناطقة («الشرق الأوسط»)
TT

في ركن يكتظ بالأشكال الغريبة ومئات الأسلاك الملفوفة بطريقة احترافية يعرض الفنان العالمي خوان إيغناسيو في القرية العالمية بدبي أغرب أنواع الإكسسوارات التي يصوغها بيده من أسلاك الفضة والألمنيوم والمعادن ليحيلها إلى مجموعة فريدة من القلائد والأساور والخواتم والأشكال المختلفة التي يتفنن لاحقا في كتابة الأسماء والعبارات الخاصة عليها وفقا لرغبة من سيقتنيها.

يعتبر عمله جزءا من فن إبداعي معاصر بدأ يأخذ طريقه إلى العالمية هو «واير أرت» أو ما يعرف بـ«فن الأسلاك» الذي تحول عند بعض الموهوبين والفنانين من هواية إلى حرفة ومهنة تدر كسبا قد يكون مجزيا، وهو ما حدث مع فنان تركي يعرض تصاميمه لأول مرة في دبي يؤكد أنه صنع أكثر من 50 ألف قطعة من الأسلاك المعدنية خلال حياته.

ويقول الفنان الإسباني خوان إيغناسيو من خلال ممارستي لهذا النوع من الفن المعاصر أؤمن متطلبات حياتي منذ 30 عاما في ماربيا بإسبانيا، مضيفا: «هذه هي المرة الأولى التي أعرض فيها مشغولاتي في القرية العالمية بدبي وسط هذه الجموع الغفيرة من الزائرين».

وصمم خوان إيغناسيو خلال أول يومين من مشاركته في القرية العالمية مجسما مصغرا لبرج خليفة، يجمع بين حداثة دبي وفنه المعاصر، حيث يتمثل إبداعه في تحويل سلك أصم إلى تحفة فنية ناطقة ستكون هدية رائعة قد يبتاعها أحد السياح الزائرين للمكان ليقدمها هدية لمن يحب، فيما سيكون من الممتع مراقبته وهو يداعب السلك النحاسي ليحوله ببعض الحركات الالتفافية إلى مجسم يحاكي أشياء كثيرة من حولنا، ليعطيه بعد ذلك لونا مميزا يضفي عليه المزيد من الجاذبية.

ويؤكد إيغناسيو: «كل يوم أتعرف على زوار ينتمون إلى دول مختلفة وجميعهم يعبرون لي عن تقديرهم لهذا الفن خصوصا عندما أباشر عملي أمامهم، معتبرا أن دبي قدمت له منذ قرابة الشهرين «التعرف على ثقافة وتقاليد كثير من الشعوب ولكن الأمر مختلف في أوروبا، لأننا نجلس في الطرقات لنستقطب المارة الذين يستمتعون أيضا بمشاهدتنا ونحن نصنع أشكالا مختلفة».

ويتمنى إيغناسيو أن يعرض مشغولاته الفنية المرة القادمة في شارع خاص بالفنانين أو ما يسمى بشارع الفن، حيث يجلس كل فنان ومعه أدواته ومعروضاته في مكان مفتوح ليستمتع المارة بمشاهدة مهاراتنا اليدوية».

من جانبه يعرض الفنان محمد ترك نوعا مشابها من هذا الفن في الجناح التركي من القرية، ووسط مجموعته المليئة بتصاميم الدراجات بأشكالها المتعددة والأساور المعدنية التي تحمل أسماء كثير من الزائرين حسب طلب مسبق منهم يؤكد محمد عن حب الناس لهذا الفن، وعن حبه لفنه قائلا: «لأكثر من 20 سنة وأنا أعمل في تصاميم الحديد والألمنيوم، ولكني أهوى صنع الدراجات والأشكال من أسلاك الألمنيوم» مضيفا: «طورت هذه الهواية لتصبح حرفة وفنا أعيش منه». وأكد محمد بأنه قد صنع أكثر من 50 ألف قطعة من الأسلاك المعدنية خلال حياته وبأنه مستعد لعمل تصاميم جديدة تحظى بإعجاب الناس في كل بقاع الأرض. وأضاف: «أعرض فني لأول مرة في دبي بالقرية العالمية وكل يوم أتعرف على جموع جديدة من الزائرين مما يدفعني للتفكير في العودة مجددا إلى هنا خلال الموسم المقبل».

وتستقطب القرية العالمية التي تعتبر وجهة للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة هذا الموسم عددا كبيرا من الهواة والمبدعين في الفن المعاصر من كل أقطار العالم ليسجل كثير من هؤلاء المبدعين ظهورا في القرية العالمية من خلال أنواع نادرة من الفن المعاصر.

وتستضيف القرية، أكبر عدد من القطع الفنية النادرة والمنتجات الحرفية التي تعتبر فريدة من نوعها ولا يتوقف الأمر على المشغولات اليدوية كفن الأسلاك والتحف والأنتيكات فقط، بل يمتد للعطور والبخور وكل ما يلبس ويستخدم من أقطان وحرائر وزينة وأحجار كريمة وكريستال وذهب وفضة وتصاميم أنتيكة.

ويبقى فن الرسم والنحت والسيراميك والخط العربي والرسم على الزجاج من المشغولات التي تجد رواجا في بلاد الرافدين وبلاد آسيا الصغرى ونهر الأردن، كما لا تكتمل صورة الفن قبل التعرف على الثريات العثمانية التي يصل ثمن أغلى قطعة كاملة فيها إلى 14 ألف درهم ولوحات السيراميك المخطوطة بالحروف العربية، حيث تصل الأغلى ثمنا إلى 8 آلاف درهم والكؤوس المطعمة بأوراق الذهب، حيث يصل سعرها إلى ألف درهم. والأغلى قيمة يظل المصحف المطعم غلافه بالفضة العتيقة والجلد ويعرض في المكتبة الكائنة في الجناح التركي ويبلغ سعره ألفين وخمسمائة درهم وهو الكتاب الأغلى ثمنا لأروع هدية.