أسبوع الفن في دبي.. منافسة على عقل المشاهد وعينه

ما بين بيوت البستكية التراثية وصالات المركز المالي

حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي يتوقف أمام عمل للفنان السعودي ناصر السالم أثناء جولته بـ«آرت دبي» أول من أمس
TT

في الوقت الذي تحتفل فيه دبي بأسبوعها السنوي للفنون، تتعدد النشاطات الفنية بشكل مذهل، فالصالات الفنية الموجودة فيها وهي نحو سبعين صالة، إلى جانب المؤسسات الثقافية المهتمة بالفنون، كلها تتسابق للمشاركة، فهناك معارض أقيمت بالمناسبة وفنانون من جميع أنحاء العالم قدموا إما لعرض أعمالهم عبر المنصات المختلفة أو للالتقاء بنخبة من أهم الفنانين والخبراء في المنطقة والعالم.

وعبر جولة سريعة بين بعض الصالات التي استعدت للاحتفال بـ«آرت دبي» كان لنا جولة شملت بعض الفعاليات الفنية القائمة حاليا، هي جولة سريعة، لكنها ترسم لنا صورة بسيطة عن مشهد غني، ومدهش في بعض أجزائه.

البداية كانت في «المنزل الطائر» وهي مقر عمل الفنان الإماراتي الشهير حسن شريف، حيث يتقاسم هو واثنان من زملائه مساحة فيللا بأكملها، توزعت الأعمال الفنية في كل ركن فيها. بعض تلك الأعمال يعكس شباب الفنان وأعماله التي نفذها خلال دراسته في بريطانيا في الثمانينات من القرن الماضي. الفنان نفسه هادئ خفيض الصوت، يكاد يتوارى خلف زواره ولكن حديثه الهادئ يجذب الواقفين فيتحلقون حوله لسؤاله حول أعماله وحياته. يطرح أحد الصحافيين سؤالا يدور في أذهان الكثيرين من الواقفين وسط أعمال فنية تجريبية احتار الواقفون أمامها يحاولون فك ألغازها، السؤال هو «هل يفهم مواطنوك أعمالك؟». بابتسامته الهادئة يجيب شريف: «في البداية كان فني صعبا على كثيرين، ولكن الآن اختلف الوضع، فمع انتشار التعليم بدأ التقدير لأعمالي يظهر». التعليم أيضا من وسائل شريف للوصول إلى جمهوره فهو يحرص على إلقاء المحاضرات وإقامة الورش الفنية. يقول: «التعليم هو وسيلتي الوحيدة للحصول على جمهور خاص بي». وفي ملاحظة تبدو مشتركة تتساءل إحدى الحاضرات حول السبب وراء القيد الذي يربط به الفنان الكثير من القطع المعروضة مثل الكومة التي تتوسط مدخل الفيللا تتراكم فيها لفافات مغلفة بورق جرائد وحول كل واحدة حبل مربوط أو في جانب آخر، حيث تعلق تركيبة من ملاعق الطعام المطوية والتي جمعها الفنان في تكوين متفرد عبر سلك يجمعها. يقول: «في البداية أقوم بإلغاء وظيفة القطع (مثلا الملاعق معقوفة) ثم أمنحها وظيفة أخرى عندما أقوم بتجزيئها وتقطيعها بحيث تصبح عملا يصلح للعرض. يطرح أحد الحاضرين سؤالا يعكس الطبيعة المركبة لبعض الأعمال: «عندما تنفذ عملا هل تبدأ بفكرة ثم تنتهي بأخرى؟». يجيب الفنان: «ذلك يرجع إلى المادة التي أستخدمها، فالمادة تفرض وجودها دائما». المواد التي يستخدمها الفنان تستحق الملاحظة فهي مواد قريبة إلى الإنسان، مستمدة من واقعه اليومي، ملاعق، مشابك للملابس، أوعية للطهي، نعال، يشير إلى ذلك ويضيف: «بدأت الآن أيضا في استخدام كرات القطن ولكنني أملأها بقطع الحديد الحادة»، فيختلف مظهر الناعم البريء عن الملمس الذي قد يجرح يد من يلمسه.