«عرب نت».. يعلمك كيف تربح الملايين على الإنترنت؟

لبنان ومصر والأردن تختزن المواهب العربية الأكبر

الحضور في أحد مؤتمرات «عرب نت»
TT

«لبنان ومصر والأردن هي الدول العربية الثلاث التي تختزن المواهب الرقمية الأكثر أهمية في المنطقة. السعودية والإمارات هما السوقان الرقميان الأضخم في العالم العربي. التعاون بين المنتجين والأسواق، تكامل سيعود بالفائدة على الجميع». يشرح لنا عمر كريستيدس، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤتمر «عرب نت» بينما تنطلق أعمال مؤتمره للسنة الرابعة على التوالي في بيروت، في فندق «هيلتون حبتور».

أكثر من 600 مشارك و80 متحدثا من أميركا وأوروبا والدول العربية، يجتمعون على مدار ثلاثة أيام، للتدريب وتبادل الخبرات في المجال الرقمي، علما بأن يوم الأربعاء خصص للتدريب، فيما الافتتاح والجلسات يوما الخميس والجمعة. المشاركون ليسوا رقميين بالضرورة وإنما أيضا هم أصحاب مطاعم، وصحافيون، وبائعون كما أصحاب شركات وموسيقيون ومنتجون، باتت الإنترنت ضمن أهم احتياجاتهم.

يشرح لنا كريستيدس أن المواضيع متعددة وفي صلب اهتمامات السوق العربية، والمشاركون هم الأبرز في مجالهم عالميا. ثمة جلسة عن «الإيريتل» أو التجارة الإلكترونية التي تشهد بداية انتشارها في العالم العربي. شركات كثيرة كبرى في لبنان لها مواقعها على الأرض وبدأت بالتسويق الإلكتروني ستعرض تجاربها مثل «إكزوتيكا» و«باتشي» كما مكتبة «أنطوان». محور آخر يناقش الصحافة الرقمية. ففي العالم العربي بدأت الصحافة الورقية، بحسب الأرقام، كما في كل أنحاء العالم، تخسر إعلاناتها ومواردها، لكنها في الوقت نفسه، لم تتمكن من تعويض هذه الإعلانات على مواقعها الإنترنتية. بعض الصحف الغربية وجدت الحل بفرض اشتراكات على قرائها الإنترنتيين أو بجعل بعض المقالات الشيقة مدفوعة المقابل. والسؤال هل ستتمكن الصحف العربية من اتخاذ هذه الخطوة، وهل تسمح السوق بذلك؟ أم أن الحل في مكان آخر؟ صحافيون من «المصري اليوم» و«لوريون لوجور» وخبراء في «شويري غروب» يشاركون هذا المحور. كل القطاعات معنية بالتغيرات الرقمية التي باتت مفروضة على الجميع. الموسيقى ليست خارج الميدان لذلك يخصص لها محور خاص. بيع الـ«سي.دي» بحسب ما بات معروفا للجميع لم يعد يدر فائدة ترجى على أصحابه لكثرة القرصنة، هناك شركات وجدت الحل بفرض بدل على مستمعي الأغنيات لفترة معينة، ينتهي بعدها الاشتراك. الأمر هنا لا يستدعي تنزيل الأغنية وإنما الاستماع إليها لمدة محددة مقابل مبلغ معين. الجلسة المخصصة لأصحاب المطاعم لا تقل أهمية عن سابقاتها. خدمات «الدليفري» بالنسبة للمطاعم باتت على مستوى عال من الأهمية. شركة «أطلب» المصرية هي الأكبر في هذا القطاع، ممثلة في «عرب نت» وكذلك «يامك سابتي» الأكبر في تركيا وافتتحت لها فرعا في دبي باسم «فود أون كليك» باستثمار قدره 44 مليون دولار. هذه الشركات لها مواقع على الإنترنت تجمع عشرات المطاعم، وبمجرد أن يدخل صفحتها الزائر يصبح بمتناوله ألوان من الأطعمة بأسعار مختلفة. هذه الخدمة بدأت بالانتشار والذين أقاموا هذه المواقع يجنون فوائد ممتازة، وهو مما يعرض في المؤتمر.

هناك جلسة أخرى مخصصه لمواقع المأكولات، وكيف تتطور، وما هو محتواها؟ فموقع مثل «شهية» يتم عبره تبادل الوصفات يغير الكثير في حياة الناس اليومية، ويقدم خدمات لم تكن تخطر على بال.

يوم الأربعاء 20 من الشهر الحالي، لم يكن موعد الافتتاح الرسمي، لكن ورش العمل بدأت على أشدها، وشارك فيها نحو 200 شخص. المدربون آتون من أميركا وأوروبا وتركيا ودول أخرى. ثمة مدربون من «غوغل» و«مايكروسوفت». ورش تعنى بألعاب الجوال وأخرى بتطبيقات الهواتف الجوالة. نادين شاهين إحدى أشهر المتخصصين في تصميم الخط العربي، أو في مجال الـ«مونوتايب» والـ«اينوتايب»، تدير ورشة عمل عن الخلفيات والخطوط العربية واستخداماتها على الإنترنت.

بدأ عمر كريستيدس عقد مؤتمره «عرب نت» منذ أربع سنوات ومعه شخصان، اليوم بات المؤتمر عربيا، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عقد في الرياض واليوم في بيروت للمرة الرابعة على التوالي وفي أبريل (نيسان) المقبل سيحط المؤتمر في دبي. «لكل بلد عربي خصوصيته» يشرح لنا كريستيدس والمؤتمر حيث يعقد يأخذ بعين الاعتبار حاجات البلد المضيف. الهدف هو تفعيل القدرات العربية الرقمية، ومساعدة الذين يعملون في هذا المجال، من خلال لقاءاتهم في هذا المؤتمر مع أصحاب خبرات كبيرة وعالمية. هناك أيضا من ما يزالون بعيدين عن الاهتمام الرقمي، وهؤلاء لا بد من تحفيزهم ليدركوا أهمية التغيرات التي تحصل حولهم. المؤتمر له خطة تعنى بالشباب بشكل خاص، الذين يقدمون أفكارهم أمام الحاضرين، ويخوضون مسابقة، بحثا عن مستثمرين يحتضنون ابتكاراتهم.