الديناصورات «تغزو» تونس.. وتجول في مدنها

معرض متنقل يروي اكتشاف آثارها الأولى في شمال أفريقيا

المعرض موجه للعموم لاسيما الطلبة
TT

تعيش تونس منذ فترة حدثا مهما يتمثل في المعرض المتنقل للديناصورات، والذي أطلق عليه البعض «غزو الديناصورات»، وقد حط رحاله بالعاصمة التونسية ويشهد إقبالا منقطع النظير. ويعود العثور على آثار الديناصورات في أفريقيا إلى سنة 1927 بالجزائر، ثم سنة 1951 بتونس، في سلسلة جبال الظاهر بجهة تطاوين ورمادة بجنوب تونس.

وقال الوسيط العلمي في المعرض، محمد التومي، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المعرض فيه كل ما تمت معرفته عن الديناصورات، وهو موجه للعموم لا سيما الطلبة الذين نؤكد لهم أن الديناصورات لم يعد لها وجود على وجه الأرض، وأن الآثار المتحجرة والهياكل العظمية والبحوث الجيولوجية هي التي أثبتت وجود هذه الديناصورات وانقراضها، وقد سادت العالم لنحو 170 مليون سنة، وتكاثرت وعاشت في كل الأوساط البيئية بما في ذلك القطب الشمالي» ويعود تاريخ الديناصورات في تونس إلى ما يعرف بالعصر الطباشيري (بين 99 و145 مليون سنة)، وهو ما أثبتته الاكتشافات في بئر ميطر، ووادي الخيل على مسافة 15 كيلومترا شمال مدينة غمراسن التابعة لتطاوين.

ويهدف المعرض إلى إطلاع الجمهور على 5 أنواع من الديناصورات الأفريقية فقط التي عاشت في الصحراء الكبرى، وقد تم تجسيمها بعضها بأحجامها الطبيعية، كما تصدر أصواتا مرعبة ويمكنها التحرك أيضا وهذه هي الميزة الفريدة للمعرض. واعتمد في معرفة تفاصيل حياة الديناصورات على الأرض بما يعرف في الأوساط العلمية بالسلم الجيولوجي الذي يمسح بدايات تكون الأرض منذ نشأتها قبل 5 مليارات سنة، وحتى الوقت الراهن. وهذا السلم يعتمد على 4 عصور هي الأول والثاني والثالث والرابع، وقد وجدت الديناصورات في العصر الثاني الذي يمتد من 230 مليون إلى 64 مليون سنة.

لم تكن جغرافيا الأرض كما هي عليها الآن، عندما عاشت الديناصورات فوقها، أي لم تكن هناك القارات الخمس، والبحار والمحيطات المعروفة اليوم، حيث كانت هناك قارة واحدة تعيش فيها الديناصورات.

وتنقسم الديناصورات إلى عدة أنواع، الديناصورات اللاحمة، وهي الديناصورات التي تأكل اللحوم، وطول الواحد منها 14 مترا وعرضه 4.5 متر، ويزن بين 7 و8 أطنان، وعاش في منطقة المغرب العربي، وكان معظمها غابات ومستنقعات، ومن بين هذه الديناصورات اللاحمة ما أطلق عليه أفروفنتور أبكنيس، وهو ديناصور لاحم يعتبر هيكله من أكمل الهياكل التي تم العثور عليها في القارة الأفريقية ويتراوح طوله بين 8 و9 أمتار وارتفاعه 2.5 متر، ويمكنه مهاجمة فرائس أكبر منه لذلك سمي بالديناصور الصياد.

هناك الديناصورات العاشبة التي تأكل العشب، ومنها الديناصور الذي أطلق عليه الديناصور الجبار «تيغيدنزيس»، وهو ديناصور عملاق ارتفاعه بين 8 و9 أمتار وطوله 20 مترا ووزنه 18 طنا. وهناك ديناصورا أطلق عليه «اغواندون»، يتراوح طوله بين 8 و11 مترا وارتفاعه 7 أمتار ووزنه بين 4 و5 أطنان، وهو رباعي القوائم ويمكنه الوقوف على قائمتيه الخلفيتين فقط عند الغذاء والتزاوج أو الدفاع عن نفسه. وهناك ديناصورات تتغذى على السمك فقط وهي ضخمة بدورها، يبلغ طول الواحد منها بين 16 و18 مترا ويزن بين 8 و11 طنا، ويتميز بشراع عظمي على الظهر يرتفع لمستوى مترين، وهناك ديناصورات طائرة رغم ضخامة جثتها.

قد يتساءل المرء عن كيفية معرفة العلماء للديناصورات اللاحمة والديناصورات العاشبة، وهنا يجيب التومي «عرف العلماء ذلك من خلال أسنان الديناصورات والفك العلوي والفك السفلي، هناك خاصية فريدة للديناصور العاشب، وهي التهامه لقطع من الصخور لتسهيل عملية الهضم، وكذلك الأطراف الأمامية، فاللاحمة لها مخالب وأنياب».

جميع الديناصورات تبيض، وحجم البيض في حجم كرة صغيرة، أكبر قليلا من بيض النعام وتحديدا لا يتجاوز قطرها 20 سنتيمترا، وتفقس وحدها. وكانت الديناصورات اللاحمة تأكل الثدييات والجيفة بل تأكل الديناصورات العاشبة أيضا».

إلى جانب ذلك، كانت هناك «ديناصورات طائرة، تتغذى على الأسماك، وكان بإمكانها الدخول إلى مستوى 6 أمتار داخل الماء لصيد السمك.. جميع الديناصورات من ذوي الدماء الباردة وهي سمة تمكن الديناصورات من تعديل درجة الحرارة داخلها».

سادت الديناصورات الأرض أكثر 160 مليون سنة، وتزامن انقراضها مع بداية حقبة جيولوجية ونهاية أخرى بين العصر الطباشيري والعصر الثلاثي، ويتميز الحد الفاصل بينهما بوجود عنصر كيميائي ذي مصدر فضائي يسمى الايريديوم. وفي تونس عثر على هذا العنصر في منطقة الكاف بالشمال الغربي التونسي، وبهذا الاكتشاف أمكن للعلماء تبني النظرية القائلة إن نيزكا كبيرا ضرب الأرض قبل 65 مليون سنة ومكانه في المكسيك، تسبب في انقراض هذه الكائنات العجيبة ليمهد الأرض التي عمرها أقل من 5 مليارات من السنين لنزول الإنسان قبل نحو 7 ملايين من السنين والعيش فيها حتى اليوم.