المصريون يتأهبون للاحتفال بالذكرى الـ 103 لميلاد موسيقار الأجيال عبد الوهاب

نجوم الموسيقى العربية يشاركون في حفل خاص بالمناسبة

عود عبد الوهاب والأسطوانة البلاتينية والبيانو الخاص به من مقتنيات متحفه بمعهد الموسيقى العربية («الشرق الأوسط»)
TT

رغم مرارة الأوضاع التي يعيشونها حاليا، لم ينس المصريون موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فلا تزال ألحانه وموسيقاه وأفلامه جزءا حيا من ذاكرتهم ووجدانهم، حتى إنهم أصبحوا يطلقون على زمن عبد الوهاب وإنجازات جيله من الفنانين «زمن الفن الجميل».

وتحت مظلة صاحب لحن «النهر الخالد» يحتفل بيت الغناء العربي بقصر المانسترلي التاريخي بالقاهرة بالذكرى «الثالثة بعد المائة» على ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وذلك عبر حفل كبير ينظمه بهذه المناسبة في الثامنة من مساء الأحد المقبل 31 مارس (آذار) الحالي بالقاعة الملكية بالقصر، ويتضمن ليلة غنائية وطربية تقدم من خلالها باقة من أروع كنوز الموسيقار الراحل في الغناء والموسيقى، وذلك تحت رعاية قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة.

يشارك بالحفل نخبة من نجوم الموسيقى العربية والغناء بفرقة «أساتذة الطرب» ومنهم: الفنانة رحاب مطاوع، ووليد حيدر، وداليا فؤاد بمصاحبة سوليست كمان محمد نصر وبقيادة الفنان محسن فاروق.

كما يتضمن برنامج الحفل تقديم مجموعة متنوعة من روائع عبد الوهاب ومنها: دويتو «يادي النعيم»، و«بفكر في اللي ناسيني»، و«قلبي بيقولي كلام»، و«أحب أشوفك»، بالإضافة إلى الكثير من كنوز تراثه الفني، وسوف يحضر الحفل أسرة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ولفيف من الفنانين ونجوم المجتمع.

وقد أثرى الموسيقار الراحل الحياة الموسيقية والفنية على مدى نصف قرن قدم فيها إبداعاته من الألحان والأغنيات والأفلام السينمائية التي حققت نجاحا مذهلا والتي لا تزال راسخة ببقائها وأصالتها في ذهن المشاهد والمستمع العربي من المحيط إلى الخليج، ويأتي الحفل المقام ببيت الغناء العربي في إطار إحياء قطاع صندوق التنمية الثقافية لذكرى رموز وأعلام الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي.

ولد الفنان محمد عبد الوهاب في 13 مارس 1902 بحي باب الشعرية بالقاهرة، وعمل كملحن ومؤلف موسيقى وممثل سينمائي، وقد بدأ حياته الفنية كمطرب بفرقة فوزي الجزايرلي عام 1917، إلا أن طموحة الكبير وحبه للموسيقى حفزه على دراسة العود في معهد الموسيقى العربية في عام 1920.

وارتبط عبد الوهاب بأمير الشعراء أحمد شوقي ارتباطا وثيقا، ولحن ثلاثين قصيدة له غنى معظمها بصوته، ومن أجل صوت محمد عبد الوهاب قام شوقي بالكتابة بالعامية المصرية مثل قصائد «بلبل حيران»، و«أحب أشوفك كل يوم»، و«الليل بدموعي جاني» و«فيك عشرة كوتشينة في البلكونة»، وغيرها من الأغاني والطقاطيق الشعرية.

ولحن عبد الوهاب أيضا للكثير من المطربين في مصر والبلاد العربية أشهرهم أم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وفيروز.

ومن أشهر الأغاني التي قام عبد الوهاب بتلحينها: «أنت عمري»، و«أنت الحب»، و«حيران في دنيا الخيال»، و«ست الحبايب»، و«لولا الملامة»، و«سكن الليل»، و«أهواك»، و«فاتت جنبنا».

وبالإضافة للغناء والتلحين، قام عبد الوهاب بتمثيل سبعة أفلام امتدت خلال فترة الثلاثينات والأربعينات أشهرها «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«غزل البنات». كما وضع كما قام بوضع الموسيقى للنشيد الوطني لعدد من الدول العربية، من أبرزها العراق وليبيا.

وقد حصل الفنان عبد الوهاب على عدة أوسمة منها وسام الاستقلال الليبي عام 1955، ووسام الكوكب الأردني مرتين، ووسام من عمان يعتبر الأغلى؛ إذ تصل قيمته إلى مليون جنيه لأنه مصنوع من البلاتين ومرصع بالماس، إلى جانب وسام الأرز اللبناني مرتين، أولاهما عام 1972 وثانيتهما 1991 بعد وفاته ببضعة أشهر، وكذلك وسام من ولاية لوس أنجليس والتلفزيون العربي الأميركي، وعصا القيادة الموسيقية من لندن وهي مصنوعة من العاج الملبس بالفضة وقاد بها الفرقة الماسية خلال تقديمها حفلا له هناك، ووسام الاستحقاق المصري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وقلادة النيل من الرئيس السابق محمد حسني مبارك هذا إلى جانب طبع عملتين ذهبية وفضية من فئة الخمسة جنيهات حملت صورة عبد الوهاب عام 1993.

وتوجد هذه الأوسمة بمتحف الموسيقار عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية بالقاهرة الذي تمت إقامته تكريما له في 4 يونيو (حزيران) عام 2002، والذي يحتوي أيضا على صور خاصة به في مرحلة الطفولة والشباب والشيخوخة بالإضافة إلى العود والبيانو الخاص به، وعصا قيادة من الأبنوس الأسود كان استخدمها في قيادة الفرق الموسيقية العسكرية في تأدية النشيد الوطني وأسطوانة بلاتينية، كانت من أهم ما كان يعتز به عبد الوهاب، كونه أول عربي يحصل عليها من شركة «آي إم آي» عن مبيعات أغانيه عام 1978.

وبالإضافة للمتحف، تمت إقامة تمثال له في ميدان باب الشعرية، حيث نشأ، وتمثال آخر في دار الأوبرا المصرية تخليدا لذكراه.

جدير بالذكر أن عبد الوهاب توفى في 4 مايو (أيار) عام 1991 على أثر جلطة كبرى بالمخ نتيجة سقوطه الحاد على أرضية منزله بعد انزلاقه المفاجئ من سجاد الأرضية.