القصة الخلفية وراء فيلم «جين تتسلح»

بورتمن وصلت لمكان التصوير لتفاجأ بمخرج جديد

المخرجة لين رامزي
TT

كانت المفاجأة من نصيب الممثلة ناتالي بورتمن حينما وصلت إلى مكان تصوير فيلمها الجديد «جين تتسلح» Jane Got a Gun، في ولاية نيو مكسيكو، يوم الاثنين الماضي لتكتشف أن المخرجة لين رامزي غير موجودة. ليس أنها تأخرت في يوم التصوير الأول، بل هي غالبا تركت العمل وعادت إلى اسكتلندا حيث تعيش بعدما قدمت استقالتها قبل يومين.

مكانها التقت مخرجا جديدا وعوض قيامها بالوقوف أمام الممثل جود لو كما كان متوقعا وجدت أن شريكها في البطولة ممثل آخر لا يحمل ذات القدر من الشهرة.

لم يبلغها أحد أن المخرجة الاسكتلندية لين رامزي التي استقطبت إعجابا كبيرا بفيلمها السابق «نحتاج للحديث عن كــن» We Need to Talk About Kevin كانت استقالت من العمل بصمت باستثناء الجدال الكبير الذي خاضته مع فريق الإنتاج، وأن مخرجا آخر هو غان أوكونور (أنجز «المحارب» من بين حفنة أفلام صغيرة أخرى) تم تعيينه مكانها بعد أربع وعشرين ساعة على تقديم استقالتها. الأسئلة المثارة حول أسباب انسحاب المخرجة متعددة، كذلك حول ما دفع مايكل فاسبيندر وجود لو لترك العمل، الأول قبل استقالة المخرجة والثاني بعد استقالتها مباشرة. كذلك حول موقف بطلة الفيلم ناتالي بورتمن من الحدث بأسره وعما إذا كانت تجد أن أحدا كان عليه استشارتها أم أنها قبلت التغيير بتحفظ أو بترحاب.

والواقع أن الروايات متعددة وأحيانا متناقضة وأكثر ما يثير الغرابة أن القائمة الكاملة للفنانين والفنيين وراء الكاميرا تشير إلى أن الممثلة المعروفة هي واحدة من منتجي الفيلم لجانب كريس كوون، وتيري دوغلاس، وبيتر فروشتمان، وألين كشيشيان، وبيتر نتانيال، وسكوت شتايندورف. كيف إذن لم تعرف ناتالي حقيقة ما كان يدور؟

أحد الاحتمالات أن الممثلة دخلت باسمها كمنتجة تاركة التصرف لباقي العناصر المصاحبة وفي مقدمتهم سكوت شتايندورف الذي يتردد أنه السبب الذي من أجله تركت رامزي التصوير، وأنها كانت تعلم أن هناك خلافات ناشبة بين المنتج شتايندورف والمخرجة رامزي، من دون أن تلم بنتائجها قبل يومين من بدء التصوير.

وكان واضحا منذ أسابيع أن خلافا بين المنتج والمخرجة دائر مع تمسك كل منهما بموقفه. وأن هذا الخلاف تطور إلى نزاع حول محورين: الأول النزاع على من يملك حق «النسخة الأخيرة» أو The Final Cut، والثاني عن تمنعه توفير خطة التصوير. وفي هذا الشأن تأكد فعلا أن المخرجة الاسكتلندية بقيت مستثناة من هذه الخطة البرمجية التي يتطلبها تصوير أي فيلم وبلا مبرر واضح.

لكن ليس كل التقارير الواردة توقع اللوم على المنتج شتايندورف. بعضها يلوم، بوضوح، المخرجة رامزي إذ يقول إنها كانت تقوم بإعادة كتابة السيناريو وتضيف مشاهد وتلغي أخرى من دون أن تلتزم بالنص الذي اعتمده الإنتاج مما أدى إلى تأخر التصوير من مطلع الشهر إلى منتصفه، وأنها أخفقت في نهاية الأمر بتسليم نسختها من السيناريو حتى قبل أيام من تركها العمل.

* تبادل كراسي

* حسب تقرير من بوريس كيت نشرته «ذ هوليوود ريبورتر» يوم الجمعة واستمر يوم السبت السادس عشر من هذا الشهر، حول السيناريو والميزانية وتبادل التهم حول تأخر التصوير، بعثت رامزي إيعازا بأنها تنوي الاستقالة.

يدور الفيلم حول امرأة متزوجة تلجأ إلى صديقها السابق لمساعدتها في مواجهة زوجها وعصابته الذين يريدون تدمير مزرعتها. مايكل فاسبيندر كان مفترضا به لعب دور الصديق لكن حين تأخر التنفيذ انسحب ليلحق بتصوير «رجال إكس: أيام المستقبل الماضي» X-Men: Days of Future Past الذي ينطلق للتصوير في غضون الأسبوعين المقبلين فعلا. رامزي تحدثت مع جود لو ونالت موافقته، لكن مع انسحابها وجد أنه لا يريد الانضمام إلى مشروع يبدو مهتزا. إما هذا وإما أن المخرجة اتصلت به مرة أخرى وأوحت له بأن عليه الاستقالة منه.

مع هذا الوضع أمضى الإنتاج أياما عصيبة في استعراض من يمكن جلبه إلى البطولة الرجالية، وفي نهاية الأمر استقر الرأي على جوول إدجرتون الذي وجد نفسه ينتقل من دور الشرير (كان سيلعب دور الزوج) إلى دور البطولة. وأدجرتون هو من لعب دور رئيس المحققين في «الثانية عشرة والنصف ليلا».

والمشاكل لم تنته عند هذا الحد.. فالتأخير لعشرة أيام نتج عنه واجب دفع رواتب إضافية لفريق عمل يبلغ عدده 175 فردا مما يعني أن الميزانية السابقة (في حدود خمسة عشر مليون دولار) تغيرت تبعا للمستجدات. أكثر من ذلك، فإن بيع الفيلم على أساس وجود اسم تجاري جيد كاسم فاسبيندر أو لو، ليس كبيعه باسم جديد وغير جماهيري بعد كاسم أدجرتون مما يعني قيام الإنتاج بإعادة الاتصال بالشركات التي كانت أسهمت في التمويل على أساس البيع المسبق والتفاوض معها.

ثم هناك ملاحظة أن رامزي سبق لها أن أثارت متاعب في أكثر من مشروع سابق.. ففي عام 2007 تخلت عن إخراج «العظام الوحيدة» The Lonely Bones تبعا لخلافات بينها وبين شركة «دريمووركس» نتج عنها جلب المخرج بيتر جاكسون بديلا لها. وحتى فيلمها الأشهر «نحتاج للحديث عن كـن» صاحبه مخاض كبير قبل التصوير ولو أنها في النهاية استطاعت تقديم عملها بنجاح.