معرض تشكيلي جماعي يعكس حالة «قلق لافت» لدى مغاربة شباب

مدن صغيرة مكتظة بالبنايات القديمة.. وألوان قاتمة استعملت إلى حد الإفراط

جانب من معرض الرباط للفنانين الشباب («الشرق الأوسط»)
TT

ينظم في الرباط معرض جماعي لأعضاء «جمعية خريجي شعبة الفنون التشكيلية»، وستبقى لوحات هؤلاء الفنانين الشباب في «المجمع الثقافي» في حي أكدال بالعاصمة المغربية، معروضة على الجمهور عشرة أيام.

يضم المعرض أكثر من أربعين لوحة لفناني الجمعية شارك بها ثلاثون فنانا تشكيليا، تنوعت موضوعاتها ومدارسها التشكيلية، حيث تنتمي لوحات إلى المدرسة «الانطباعية» وأخرى إلى المدرسة «الواقعية» وثالثة إلى المدرسة «التجريدية»، مع تنوع في تناول مظاهر الحياة في المغرب. يمكن القول إن «التنوع» هو السمة البارزة في المعرض الجماعي لفناني الجمعية، تنوع في أسلوب تناول المواضيع، وتنوع القدرات، في محاولة كل واحد منهم تجاوز نفسه وأعمالها التي عرضت في معارض سابقة.

محاولة عرض الخبرات التي تراكمت رغم أنهم جميعا من الشباب، أضفت حيوية على المعرض، إذ كان من الواضح أن كل فنان أراد البرهنة على أن له طريقة خاصة في اختيار موضوعاته وأسلوبه والتقنية التي استعملها للرسم.

تنوعت من خلال المعرض أساليب الرسم لدى كل فنان، حيث عكست اللوحات أو حاولت أن تعكس «واقع الشباب القلق» من خلال رسم المدن الصغيرة المكتظة بالبنايات القديمة، وعكست الألوان القاتمة التي استعملت كثيرا إلى حد الإفراط، القلق العميق من المستقبل لدى الشباب، قلق يصل حد الضبابية التامة، كما أبانت ذلك بعض اللوحات.

يقول عزام مذكور مندوب المعارض التشكيلية: «حاولت تحفيز الفنانين الشباب من أجل تشكيل جمعية والتكتل في إطارها وتنظيم معارض جماعية، وعبر أربعة معارض، وبالفعل نظم هؤلاء الفنانون من مختلف المدن المغربية ثلاثة معارض، ويعتبر معرض أكدال هو الرابع».

وأشار مذكور إلى أن «الفضاء الداخلي للمجمع الثقافي والمادة المستعملة ذات الطابع المغربي شكل خصوصية هذا المعرض». وأوضح أن المعرض يضم ثلاثين فنانا من مختلف الأقاليم المغربية، وهم من قدامى طلاب مدرسة الفنون التشكيلية في المغرب، وزاد: «هذا المعرض كان يمكن أن يضم أعمال عدد كبير من الفنانين الشباب، لكن القاعة لم تكن لتستوعب عددا أكبر من الطاقات الشابة». وقال إنهم سينظمون مستقبلا المزيد من المعارض لجمعية التشكيليين المغاربة الشباب، في محاولة لخلق جسور بينهم وبين المجتمع المدني، عن طريق تنظيم معارض لصالح دور العجزة والأطفال المتخلى عنهم، وكذلك لصالح السجناء، وأنشطة منظمات المجتمع المدني.

وقال مذكور إن المعرض المقبل سيكون موضوع لوحاته واحدا، أي أن جميع اللوحات ستكون حول الموضوع نفسه، وأوضح أن موضوع المعرض سيختاره التشكيليون بأنفسهم، أي أنه سيكون بالتراضي.

وفي سياق متصل يرى نعيم اشماعو الفهري، وهو أحد المهتمين بالفن التشكيلي المغربي، ومن الذين زاروا المعرض، إن مثل هذه المظاهرة الفنية تشكل انطلاقة مهمة للفنان التشكيلي المغربي، الذي حدد مساره وأصبح يبحث عن التميز، شأنه في ذلك شأن كبار التشكيليين.

وعن القيمة المالية للوحات المعروضة قال إشماعو الفهري: «سعر اللوحات يتراوح ما بين ألف درهم (120 دولارا) ويصل إلى ستة آلاف درهم (750 دولارا)، وهو سعر بخس؛ لأن مثل هذه المعارض يغلب عليها الطابع الفني وليس التجاري».

في سياق منفصل تفتتح «الحركة المغربية للتشكيليين بلا حدود» سلسلة معارضها الفصلية، في الفضاء التجاري «ميكامول» بالرباط، ويستمر هذا المعرض حتى أواخر مارس (آذار) الحالي، وينظم هذا المعرض بتعاون مع فضاء الفن بإشبيلية. وضم نخبة من التشكيليين المغاربة يمثلون مدارس مختلفة.

وقال مصدر في «الحركة المغربية للتشكيليين بلا حدود» إن معارضها ستكون فصلية، تفتتحها خلال فصل الربيع الحالي، على أن يلي ذلك صيف التشكيل، ثم خريف وشتاء التشكيل.