أصبح صبي بريطاني (17 عاما) مليونيرا بسرعة البرق، بعد أن قام ببيع تطبيق إلكتروني طوره بنفسه إلى شركة «ياهو» بمبلغ 18 مليون جنيه إسترليني. ورغم أن نك داليسيو قد أصبح من المليونيرات، فإنه مصر على استكمال دراسته، وأعلن أنه لن ينفق الثروة التي حصل عليها، بل سيتركها في البنك ويستخدم منها مبلغا بسيطا لشراء جهاز كومبيوتر متطور وحذاء «نايكي».
تبدأ حكاية داليسيو الذي يقطن في جنوب غربي لندن، عندما قام، منذ أكثر من عام، بتطوير تطبيق بعنوان «ساملي» يقوم بتقليص الأخبار المطولة من مواقع الأخبار والمواقع الأخرى على الإنترنت لتسهل مطالعتها على شاشة الهاتف الجوال. وقال داليسيو (حسب ما ذكرت صحيفة «غارديان») إنه كان يمارس تطوير التطبيقات كهواية فقط، وإنه لم يكن يتوقع أن يدر ذلك العمل الأرباح عليه. وأشار إلى أن صفقة البيع كانت «أشبه بالحلم»، وأنها تأتي بعد 4 أشهر من إطلاقه هذا التطبيق، الذي تم بالفعل تحميله قرابة مليون مرة.
وعلى الرغم من الثروة المفاجئة التي قد تغري أي شخص بالإنفاق والتبذير، فإن داليسيو قال: «سأظل في لندن، أريد الانتهاء من اختباراتي، إلى جانب أنني لا أستطيع العيش وحيدا في هذا العالم». وسوف يعمل نيك لحساب شركة «ياهو» في مكتبها بلندن في سوهو بنظام الدوام الكامل، كما سيدرس في المساء للحصول على 3 مستويات A بدعم من معلميه في كلية «كينغز» بويمبلدون.
يقيم نيك في منزل مع والده، الذي يعمل خبير طاقة، ووالدته المحامية التي تعترف بأن خبر حصول ابنها على هذه الثروة لم يكن ليخطر على بالها، وأضافت للـ«غارديان»: «لم أتوقع أن يحدث كل هذا فجأة. نيك كان بارعا في الأمور التقنية منذ طفولته. قمنا بشراء كتاب تعليمي له حول برمجة الكومبيوتر وقام بتطوير برامج بتقنية الأبعاد الثلاثة». وأضافت أنه يريد استكمال دراسته في جامعة أكسفورد: «إنه طفل عادي في الحقيقة، أثناء وجوده في المنزل يقوم بتنظيف وترتيب حجرته، فهو فتى منظم جدا».
الثروة التي حصل عليها داليسيو؛ 18 مليون جنيه إسترليني، 90 في المائة منها أموال سائلة و10 في المائة أسهم في شركة «ياهو»، وفي حين ذهبت بعض المصادر إلى أن المبلغ الفعلي الذي حصل عليه داليسيو هو 40 مليون جنيه إسترليني في الحقيقة، فإنه لم يتم تأكيد ذلك من أي من الطرفين.
وقد بدأ داليسيو في استخدام الكومبيوتر لإخراج الأفلام منذ كان في التاسعة، ثم اتجه للبرمجة في الوقت نفسه الذي افتتحت فيه شركة «أبل».. «متجر التطبيقات» (آب ستور)، وكان وقتها في الثانية عشرة وكان أول تطبيق يقوم بتطويره تحت عنوان «فينغرميل».
تجدر الإشارة إلى أن فكرة تصميم تطبيق «ساملي» راودت نيك لأول مرة وقتما كان يذاكر استعدادا لاختبارات تجربة في عام 2011 واكتشف أن التنقل بين المقالات المختلفة على موقع «غوغل» غير مجد ومهدر للوقت. وقام بإطلاق تطبيق أولي باسم «تريميت» تم تحميله أكثر من 200 ألف مرة، ثم قام بعدها بتطوير «ساملي»، الذي يقوم بتوفير نسخ قصيرة مختصرة من الأخبار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونال به جائزة شركة «أبل» كواحد من أنجح التطبيقات لعام 2012. وجذب ذلك النجاح اهتمام المستثمر لي كاشينغ من هونغ كونغ وشركته «هورايزون فنشرز». ثم جذب ذلك أيضا اهتمام بعض نجوم هوليوود من المهتمين بالتكنولوجيا، مثل آشتون كوتشر والبريطاني ستيفن فراي والفنانة يوكو أونو، الذين قاموا بشراء أسهم في شركة «هورايزون فنشرز». وساهم هؤلاء في توظيف فريق من المديرين والمهندسين وخبراء علاقات عامة ليقوموا بتحويل «ساملي» إلى تطبيق ناجح عالميا.
وذكرت «ياهو» أن التطبيق سيتوقف حاليا حتى تقوم الشركة بدمجه ضمن برامجها التي تتوجه إلى سوق الهواتف الذكية.
* أشهر مليونيرات الإنترنت الصغار
* أليكس تيو: عام 2005، كان تيو (21 عاما وهو من سويندن البريطانية)، يبحث عن وسيلة لدفع أقساطه الجامعية في نوتنغهام. وقد تمكن من إنشاء موقع «مليون دولار هوم بيج»، وهو عبارة صفحة رئيسية تتكون من مليون بكسل مرتبة في شبكة من 100 × 1000 بكسل، وبيعت الروابط في كل بكسل كإعلانات دعائية بقيمة دولار أميركي لكل بكسل ضمن حزم من 10 × 10. انتقل بعدها تيو إلى سان فرانسيسكو حيث ترأس شركة «كالم دوت كوم»، التي تنظم لقاءات فيديو للمشتركين، توفر الراحة النفسية.
* توز هتفيلد: عام 1994 أسس هتفيلد (12 عاما) ووالده موقعا رياضيا، في وقت بالكاد كانت قلة من البريطانيين تستخدم الإنترنت. بعد 5 سنوات باع الأب وابنه الموقع بـ15 مليون جنيه إسترليني، وافتتحا موقعا تعليميا على الإنترنت (سكولزنت).
* كريستيان أوينز: في عام 2008، بدأ أوينز (14 عاما من كوربي)، ما أطلق عليه «ماك بندل بوكس»، لبيع حزم تشغيل برامج «أبل»، حصل من ورائها على دخل قدر بـ700 ألف جنيه إسترليني. وفي عام 2010 أنشأ أوينز شبكة إعلانية سماها «برانشر»، جعلته مليونيرا.
* مارك زوكربيرغ: في 2004، ابتكر مارك زوكربيرغ، الطالب في جامعة هارفرد، موقعا يستخدمه الطلاب للتصويت داخل الجامعة. ومن ثم طور موقع «فيس بوك»، الذي اقتصر، في البداية، على طلاب الجامعة. وسرعان ما التحقت بالبرنامج الجديد كليات أخرى. فيما بعد تحول الموقع إلى «فيس بوك». انطلق «فيس بوك» عام 2012 إلى العالم وأصبح أشهر برامج التواصل الاجتماعي، وتصل قيمته اليوم إلى 9 مليارات جنيه إسترليني.
* شون فاننغ: عام 1999، أطلق شون فاننغ (18 عاما)، برنامجا للعامة أطلق عليه «نابستر»، يمكن من تبادل المقطوعات الموسيقية والأغاني. وسرعان ما احتلت شركة «نابستر» مكانتها في عالم الموسيقى، بينما أصبح شون مليونيرا.