«لانفين» تصمم فستان ميني ماوس للاحتفال بتمديد عيد يورو ديزني العشرين

بحضور 1800 صحافي وكوكبة من النجوم الفرنسيين والعالميين

تصميم سيستر باي سبلينغ البريطانية (إ.ب.أ)
TT

مددت يورو ديزني في باريس احتفالها بعيدها العشرين لستة أشهر إضافية، ولم يمر الاحتفال بالتمديد بطريقة عادية، إنما كان ساحرا، كما هو شعار عالم ديزني، فبحضور 1800 صحافي من حول العالم يمثلون أهم وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية من بينها «الشرق الأوسط»، وعدد من نجوم الفن والسينما في فرنسا والعالم - شهد «ذا بافيليون» في حديقة ديزني عرضا رائعا للأزياء شارك فيه 9 مصممين، قام كل منهم بتصميم ثوب، ولكن الفأرة الجميلة التي تعتبر من أشهر شخصيات ديزني تخلت عن فستانها المنقط الأحمر والأسود والأبيض واستبدلت به فستانا من تصميم دار «لانفين» الفرنسية.

وصلت ميني ماوس إلى مبنى «البافيليون» بعد ظهر يوم السبت الماضي رفقة الفأر ميكي الذي اختار زيا رسميا للمناسبة، فكان يرتدي سروالا أسود مع سترة بيضاء ورابطة عنق «فيونكا» سوداء، وبدا أنيقا جدا، ومشى على خشبة العرض رفقة ميني التي لم تتخل عن شكل جسمها الممتلئ، وفستانها الذي صممه لها المدير الفني في دار «لانفين» لتصميم الأزياء، مغربي الأصل ألبير الباز. الذي حضر العرض وقام بتقديم ميني بفستانها الجديد إلى الحضور.

وبدت ميني جميلة كعادتها، إنما الفستان الجديد جعلها تبدو ناضجة سنا، ورأى بعض الحضور أن الفستان باللون الأزرق الملكي المزين بالأحجار السوداء كبيرة الحجم، وبأكتاف محشوة بالأسفنج ورابطة من الساتان على الكتف الأيسر، وتاج أحمر - أشبه بفستان «أم العروس»، وتباينت الآراء حول تصميم الفستان الذي اعتبره البعض بعيدا كل البعد عن شخصية ميني، في حين رأى البعض الآخر أن الفستان يتناسب مع شخصية ميني المضيافة، حيث تراها دائما في استقبال الزوار وهي بطبعها بشوشة ومحبة للكبار والصغار.

في مستهل الحفل، قام النجوم الذين حضروا رفقة عائلاتهم، بالمشي على خشبة العرض الخارجية المخصصة للتصوير رفقة ميني وشخصيات ديزني الأخرى من غوفي إلى بلوتو ودايزي.. وجميعهم كانوا يرتدون لباس السهرة الذي لا يخلو من البريق والترف، وعلى السجاد الأحمر تم استقبال جميع المدعوين، وكانت خشبة المسرح مزينة بثريات من الكريستال الذي يتدلى منها شعار ديزني أضيف إليه (20 عاما ممتدة) إشارة إلى تمديد الاحتفال بذكرى افتتاح حديقة ديزني في مدينة مارن لا فاليه الفرنسية منذ عشرين عاما.

وبعض التقاط الصور للحضور والمشاهير، أمثال المغنية الفرنسية فيرجيني لو دواين التي كانت رفقة ابنتها، وعارضة الأزياء الروسية ناتاليا فوديانوفا، والمغنية البريطانية ميشال كيغان التي حضرت رفقة عائلتها أيضا والمغنية صوفي اليس بيكستر، بالإضافة إلى عدد كبير من مقدمي البرامج ومذيعي النشرات الإخبارية على القنوات الفرنسية، كان قد اقترب موعد بدء عرض الأزياء، وبدأت موسيقى ديزني تصدح في الصالة الكبرى التي تم تحويلها إلى صالة عرض للأزياء، وتم فيها تثبيت الشاشات العملاقة لتسهيل رؤية العرض الذي بدأ بوصلة غنائية مستوحاة من عالم ديزني أيضا، وافتتحت العرض النجمة ميني ماوس بفستانها الجديد، ودوت الصالة بصوت التصفيق العالي، وكانت أولى العارضات التي تطل على المسرح بعد ميني تعرض فستانا من تصميم دار «سيستر باي سبلينغ» البريطانية وكان التصميم عصريا جدا، يعكس روح ودعابة الشباب، وتم التركيز على استعمال الصوف باللون الأزرق، وتم تزيين الكنزة الصوفية زرقاء اللون بحبوب من الكريستال مع قبعة من نفس اللون وتنورة زرقاء أيضا وجوارب عالية وحذاء أبيض مزين بالكريستال أيضا، مسوحى من قصة سندريللا، والتصميم الذي سرق الأضواء كان من إبداع مهندس القبعات الملكية المصمم فيليب ترايسي الذي يشتهر بتصميمه قبعات أفراد العائلة المالكة، وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية ودوقة كمبردج كيت ميدلتون، واختار ترايسي للعرض قبعة باللون الأخضر مزينة بأوراق الشجر بنفس اللون مع ريشة حمراء طويلة جدا تضفي سحرا على التصميم المستوحى من قصة بيتر بان، وبدت العارضة أنيقة جدا بجاكيت وسروال تاكسيدو باللون الأسود، ومن المصممين أيضا الروسي ألكسندر تيريخوف الذي اختار لعارضته فستانا من التفتا الأزرق طويل بذنب مع حقيبة يد على شكل ساعة، وكان التصميم بسيطا ومستوحى من قصة اليس إن ووندرلاند. فستان المصممة الإيطالية لويزا بيكاريا كان رائعا، طويلا من الشيفون المطوي، مع تصميم جذاب يغطي الذراعين.استوحته من قصة علاء الدين، ومن هولندا، شاركت المصممة أولساي غولسين بفستان قصير باللون الذهبي، مستوحى من قصة ذا لاين كينغ، ومن إسبانيا شارك المصمم كوستو بارسيلونا بتقديم معطف واسع باللونين الأسود والفضي مع فستان قصير تحته، من الحرير باللون الأزرق الداكن بتصميم أضفى دراما حقيقية على العرض ومزج التصميم ما بين النضج والشباب واستوحاه المصمم من قصة الاميرة النائمة. من التصاميم الصارخة، كان تصميم البلجيكي جان بول نوت الذي اختار فستانا على شكل تفاحة عملاقة حمراء اللون مستوحاة من قصة بياض الثلج والاقزام السبعة ، ومن برلين جاء المصمم ميكالسكي بفستان أزرق طويل زينه بالترتر على منطقة الخصر ومحيط الرقبة، ومن الواضح أن التصميم مستوحى من قصة سنديرللا.

كان العرض الذي حمل عنوان « مصممو الاحلام» رائعا تخلله الكثير من المؤثرات الصوتية والليزر التي تعتبر بصمة خاصة بعالم ديزني ويتم استعمالها في عروضها الليلية فائقة الروعة والدقة.

قد يكون رأي بعض الحضور حول تصميم فستان ميني سلبيا بعض الشيء، إذ علق أحد الحاضرين بالقول إن الفستان أشبه فساتين المسنات، وقد يكون السبب أن ألبير الباز عمل في نيويورك في معامل تصنع فساتين «أم العروس»، وأنه يفضل الفستان الأصلي المنقط، ولكن كان للمصمم الباز رأي مخالف، فقال إنه تحمل عبئا كبيرا عندما طلب منه تصميم فستان أشهر شخصيات ديزني، وتابع ضاحكا: «عندما عرضت على ميني تصميمين اختارت هذا التصميم»، وقال إنه لما عرض عليه تصميم الفستان شعر بالمسؤولية الكبرى تجاه الأمر، ولكنه أراد تقديم ميني بحلة جديدة لا تخلو من الرقي والأناقة المفرطة وحرص على تصميم التاج الأحمر واختار اللون الأزرق الداكن للفستان، لأن اللونين هما بمثابة بصمة وتوقيع خاص بدار «لانفين».

يشار إلى تعاون الباز مع ديزني من حيث تصميم الأزياء لميني ماوس ليس الأول، فهو من قام بتصميم فستان ميني العام الماضي لواجهة محلات بارنيز في نيويورك تحت عنوان «واجهة عطلة ديزني»، واختار لميني حينها فستانا بطبقات وكشاكش باللون الزهري. وحينها، أحدث شكل ميني زوبعة من الانتقادات اللاذعة التي طالت شكل جسم ميني الذي بدا أطول وأنحف، وهذا الأمر أثار حفيظة المعترضين على استعمال عارضات الأزياء النحيفات في عروض الأزياء، ولكن في عرض ديزني يوم السبت الماضي بدت ميني على طبيعتها المعهودة بجسمها الممتلئ وقامتها الصغيرة. وقامت دار «لانفين» الأسبوع الماضي بنشر شريط تمهيدي للعرض على الـ«يوتيوب» ظهرت فيه ميني ماوس وهي في طريقها إلى مقر دار «لانفين» الرئيس في باريس، لأن دار وشركة «ديزني» أرادا أن يبقى التصميم سريا، لدرجة أن الحضور من إعلاميين وفنانين لم يعرفوا تفاصيل الحفل إلا بعد وصولهم إلى المكان.

تم إغلاق قسم من حديقة ديزني «فانتازي لاند» أمام الزوار يوم السبت فترة المساء، وتلا العرض حفل عشاء فاخر، وفي تمام الساعة العاشرة مساء طلب من الحضور الخروج للتجمع أمام قصر الملكة النائمة للتمتع بالعرض الرائع من تصميم ستيف دايفيسون الذي وصفه لـ«الشرق الأوسط» على أنه إبداع حقيقي، يستخدم فيه 60 ألف صورة و16 عاكس صور من أحدث آلات التكنولوجيا على مساحة القصر الممتدة على 2500 متر مربع. وبالفعل، كان العرض رائعا استعمل خلالها ولأول مرة قبعات وزعت على الحضور على شكل أذني الفأرة ميني تتفاعل مع أضواء الليزر ويتغير لونها مع تغير ألوان الليزر في العرض الذي مزج ما بين 20 من أشهر أفلام ديزني، مع إضافة مشهدين من أجدد إصدارات ديزني «ذا لاين كينغ» و«برايف»، وترك العرض الساحر الحضور في حالة من النشور الفنية التي لا يمكن أن يحققها إلا فريق من المبدعين العاملين في قسم الابتكار والفن في شركة «ديزني» العملاقة.