المعرض الدولي للكتاب والنشر ينطلق في الدار البيضاء الجمعة.. وليبيا ضيف شرف الدورة

بمشاركة 47 بلدا و820 عارضا.. و120 نشاطا بمشاركة عربية وأوروبية وازنة

محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي يتحدث للصحافيين في الرباط (تصوير: منير أمحميدات)
TT

ستكون ليبيا ضيف الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والنشر في الدار البيضاء، والتي ستطلق يوم غد (الجمعة)، ويستمر المعرض حتى السابع من أبريل (نيسان) المقبل. وستنظم هذه الدورة تحت شعار «لنعش المغرب الثقافي». وفي إطار المشاركة الليبية تنظم ندوات حول الأصوات النسائية في الحياة الأدبية الليبية وثقافة الطفل والعلاقات التاريخية المغاربية واللغات واللهجات العامية المغاربية. وسينظم الرواق الليبي 6 محاضرات موضوعاتية حول الترجمة والإعلام والمسرح وتراث النوبة والشعر الليبي المعاصر ومجتمع المعرفة المغاربي إضافة إلى 3 أمسيات شعرية وأمسية قصصية وعرض أعمال تشكيلية لفنانات وفنانين ليبيين.

وقال محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، خلال لقاء صحافي في الرباط، إن 47 بلدا ستشارك في هذه الدورة، في حين يبلغ عدد العارضين المباشرين 260 وغير المباشرين 560، إضافة إلى مشاركة عدد من المؤسسات المهنية والثقافية والجمعيات والمراكز والجامعات والسفارات والملتقيات الثقافية والأجنبية، بما يؤشر على ارتفاع نسبة المشاركة قياسا مع الدورة السابقة.

ويشمل البرنامج الثقافي داخل المعرض على 120 نشاطا بمعدل 12 نشاطا في اليوم موزعة على 3 فضاءات (أروقة) وهي «فضاء عبد الجبار السحيمي» و«فضاء أحمد الطيب العلج» وفضاء «إدريس بن علي»، وسيشارك في اللقاءات المفتوحة أمام الجمهور مفكرون ومبدعون وأدباء من بينهم 400 من المغاربة، و120 من العرب والأجانب، بالإضافة إلى ضيوف البرامج الثقافية الذين وجهت لهم مؤسسات أخرى الدعوة. وتتضمن الفعاليات موائد مستديرة ومحاضرات وندوات موضوعاتية وقراءات وتوقيعات لإصدارات جديدة.

يفتتح فعاليات المعرض المؤرخ المغربي محمد القبلي بمحاضرة بعنوان «تاريخ المغرب رصيد متجدد ومشروع مواطن». ومن الندوات التي ستنظم هذه السنة «سير المدن في الرواية العربية» و«هل هناك قطيعة بين الأدب المغربي والسينما المغاربية و«تجارب في الكتابة الروائية العربية» و«الأرشيف وحقوق الإنسان» و«السياسات الثقافية بالمغرب «و«مجتمع المعرفة المغاربي» و«أسئلة الإصلاح في المغرب الحديث» و«دعم الثقافة والفنون، من أجل تصور وآليات جديدة» و«راهن وآفاق الكتاب الأمازيغي» و«الملكية الأدبية والفنية ورهاناتها» و«القصة القصيرة: الكتابة واللحظة العربية» و«ثقافة الصورة وصورة الثقافة» و«التراث اللامادي وحفظ الذاكرة بالجنوب المغربي».

إلى ذلك، سيشتمل برنامج المعرض على فقرات تتمثل في لقاءات مع الفائزين بجوائز المغرب للكتاب، وتقديم أصوات أدبية جديدة في القصة والرواية والشعر، والاحتفاء بتجارب أدبية متنوعة، وتقديم شهادات مبدعين مغاربة وأجانب حول علاقتهم بالكتابة، وتقديم كتب جديدة، وإحياء أمسيات شعرية.

وسيكون لقراء الشعر لقاء مفتوح مع الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا الفائز بجائزة «أركانة» العالمية التي دأب «بيت الشعر» في المغرب على تخصيصها كل سنة لشاعر ينتمي لإحدى جغرافيات العالم. وتنظم وزارة الثقافة المغربية بتنسيق مع سفارات أميركا اللاتينية بالرباط، لقاء يهدف إلى تسليط الضوء على عدد من الأصوات الإبداعية التي تنتمي إلى أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي، وسيتم الوقوف على آخر المستجدات التي تهم الصناعة الإبداعية داخل بلدان هذه القارة، وسيبحث اللقاء مضاعفة النشاط الترجمي من وإلى اللغتين العربية والإسبانية. كما سيتيح البرنامج فرصة للإنصات إلى عدد من الشعراء المرموقين الذين يكتبون بالإسبانية. ويستضيف المعرض مجموعة من الأسماء البارزة في مجال الإبداع، منهم واسيني الأعرج (الجزائر) وأمين صالح (البحرين) وهانس كوكلر (النمسا) وإبراهيم نصر الله ونجوى شيمعون (فلسطين) وإبراهيم عبد المجيد (مصر) وأمين الزاوي (الجزائر) ومجيد الربيعي (العراق) ومحمد الأشعري ومحمد برادة وإدريس الخوري وعبد السلام بن عبد العالي من المغرب. كما يستضيف المعرض لقاءات ثقافية وفكرية بين المبدعين المغاربة والمصريين من خلال طرح عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، عبر النص النقدي وصناعة الكتاب وذاكرة الرحلة وتقديم كتاب ومبدعين من البلدين.

وقال أمين الصبيحي، إن وزارة الثقافة المغربية بصدد بلورة مشروع أولي لخطة للقراءة والنشر تهدف إلى إدراج قطاع النشر في منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية ستطرح خلال الأسابيع المقبلة على الأطراف المعنية قصد تدقيقها وإغنائها.

جدير بالذكر، أن وزارة الثقافة كانت قد أخرت تاريخ تنظيم الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، وعزت هذا التغيير إلى تعديل موعد جائزة المغرب للكتاب، لفتح التنافس أمام المؤلفات المكتوبة بالأمازيغية والحسانية (لغة الصحراء) وإلى ضرورة توفير الوقت اللازم لقراءة الأعمال المرشحة.

وأعلنت الوزارة عقب انتهاء أشغال لجان القراءة والمداولة والتحكيم عن النتائج النهائية لجائزة المغرب للكتاب، وقال أمين الصبيحي، إن هذه الجائزة وضعت «في إطار تحفيز المثقفين والمبدعين ودعم الإبداع، منذ سبع وأربعين سنة كمحطة أساسية تندرج في إطار الاهتمام الرمزي والاعتباري للإبداع المغربي». وقال إن الجائزة «عرفت تعديلات تتعلق بالمؤلفات باللغة الأمازيغية والتعبير الحساني، بالإضافة إلى تخصيص جائزتين تعنى الأولى بالعلوم الإنسانية والثانية بالعلوم الاجتماعية».

وأعلنت اللجنة التي ترأسها الروائي مبارك عن فوز الشاعر محمد السرغيني عن ديوانه «تحت الأنقاض فوق الأنقاض» بجائزة الشعر، وفاز محمود عبد الغني بجائزة الحكي والسرد عن روايته «الهدية الأخيرة»، وفاز بجائزة الترجمة عبد السلام الشدادي عن ترجمته إلى الفرنسية كتاب «العبر» الجزء الثاني لمؤلفه عبد الرحمن بن خلدون. ومنحت لجائزة العلوم الإنسانية مناصفة لكل من محمد أوبحلي عن كتابه «اليد والمعجن طعام القمح وألوان الطبخ بالغرب الإسلامي في العصر الوسيط» (بالفرنسية)، والثاني عادل حجامي عن كتابه «فلسفة جيل دولوز: عن الوجود والاختلاف» وفاز بجائزة العلوم الاجتماعية عبد الله ساعف عن كتابه «سنة متميزة» (بالفرنسية)، وفاز بجائزة الدراسات الأدبية واللغوية والفنية محمد المدلاوي المنبهي عن كتابه «رفع الحجاب عن مغمور الثقافة والآداب مع صياغة لعروضي الأمازيغية والملحون».